بحث حول نظم الحرب الإلكترونية ووسائلها

بحث حول نظم الحرب الإلكترونية ووسائلها
شؤون أمنية وعسكرية / الجمعة 01 نوفمبر 2024 12:29:03 / لا توجد تعليقات:

أنتلجنسيا المغرب أولاً: نظم الحرب الإلكترونية الحديثة ووسائلها في القوات البرية 1. المستشعرات الإلكترونية لنظم المراقبة المستشعرات الإلكترونية التي تتكون منها نظم المراقبة الأرضية كالآتي: أ. محطات استقبال لمراقبة التنصت على الاتصالات اللاسلكية، تغطي كل مجموعة النطاقات الترددية لحيز التردد العالي High Frequency: HF المستخدمة للأغراض العسكرية. ونظراً لخصائص انتشار موجات التردد العالي HF؛ سواء الأرضية أو السماوية، فإنه يكفى عدد قليل جداً من محطات التنصت في مواقع مدروسة؛ كي تغطي مراقبة مجموع ما يبثه الخصم لمسافة مئات الكيلومترات داخل حدوده. ب. محطات استقبال تراقب أجهزة البث والاستقبال والرادار العاملة على موجات التردد العالي جداً VHF، وفوق العالي جداً UHF، وفي هذه الحالة ينبغي أن توضع أجهزة الاستقبال في أقرب مكان من أرض العدو على الحدود؛ إذ إن الخصائص الفيزيائية لانتشار موجات التردد العالي جداً أو فوق العالي، تسمح فقط بالتقاطها بصورة واضحة على مسافة لا تجاوز خط الأفق، وبالتالي ينبغي أن تكون هوائيات محطات التنصت اللاسلكية على أعلى مستوى ممكن فوق سطح الأرض. ج. ويؤدي دمج أنظمة الطائرات المزودة بأجهزة استقبال مناسبة إلى تعزيز عمل شبكات هذه المحطات بصورة محسوسة. كما يمكن استخدام هذه الطائرات حينئذ للتجسس على مسافات أبعد داخل أراضى العدو لإحكام دائرة المراقبة، أو للتأكد من إشارات قد تكون ذات أهمية هامشية تكتشفها مراكز المراقبة الأرضية.
د. يمكن كذلك وضع مستشعرات في نقاط حساسة من الحدود تعمل بصورة تلقائية، وهي تستطيع تدوين اقتراب الأفراد أو المركبات، وهذه الأجهزة قيمة للغاية؛ لضمان أمن المناطق والشواطئ المائية ومنع التسلل منها. ينبغي أن تكون مجموعات المستشعرات ذات قدرة على العمل؛ إما تلقائياً، أو بأقل قدر من التدخل البشري. كما ينبغي أن تقسم الحدود المترامية، وتنظم في قطاعات واضحة تغطي كل منها مجموعات محددة من أجهزة المراقبة؛ بحيث يشرف على كل مجموعة من المجموعات مركز إقليمي يعمل فيه أخصائيون مهرة؛ لتحليل المعلومات المتحصل عليها آلياً. بينما تستبعد الإشارات المكررة والروتينية؛ إذ تحلل المعلومات المهمة، والإشارات غير العادية وتقوّم، وهذا التحليل والتقويم يجري تنفيذه في المركز الرئيسي لشبكة المراقبة، وينبغي ربط مختلف مراكز نظم المراقبة بشبكة اتصالات مؤمنة وعالية الجودة في أدائها؛ إذ تعمل إما بطريقة الاتصال المزدوج، أو بعدة وسائل أخرى. ومن الواضح أن التشغيل الدقيق والصحيح لنظام شبكة المراقبة التكتيكية يمثل مسؤولية كبرى على عاتق المسؤولين عنها. ففي نظام التحذير المبكر التكتيكي يصبح من الضروري استخدام الحاسبات الآلية الرقمية؛ لأن مختلف مستشعرات النظام تولد كميات هائلة من المعلومات لا يمكن ببساطة تصنيفها، ومعالجتها بالطاقة البشرية وحدها. كما أن أجهزة الحاسبات الآلية غير الرقمية المشابهة، التي قد تستطيع تنفيذ العمل ذاته كبيرة الحجم، وقد لا تكون قادرة على تقديم النتائج المرجوة في الفترات الزمنية القصيرة المفروضة. وبالتالي تستطيع شبكة منظمة جيداً، وتعمل عن طريق نظم مستشعرات منتقاة بدقة تعززها أجهزة حاسبات آلية رقمية ذات برامج معلوماتية صيغت بمهارة، تستطيع تلبية كل متطلبات نظام شبكة المراقبة التكتيكية، وتقديم نتائج مرضية. هـ. نظام المراقبة الألماني “لاس” LAS نظام “لاس” LAS “مراقبة مساحات واسعة”، صممته وطورته شركة “سيمنز” Simens الألمانية، بالاشتراك مع بعض الشركات الألمانية العاملة في الحقل الإلكتروني. وتنطلق نشاطات نظام “لاس” LAS من مراكز ثابتة، أو شبه ثابتة، أو متحركة، عن طريق استغلال البث الراداري للدول المجاورة من أجل التحذير المبكر، والمساعدة في اكتشاف أي اختراق معادٍ على طول المناطق الحدودية. ويستخدم هذا النظام في ثلاثة أغراض رئيسية هي: (1) اعتراض الاتصالات اللاسلكية، ويعرف ذلك بلفظ “كومنت” Communication Intelligence: COMMINT. (2) اعتراض البث الراداري، ويطلق عليه اسم “ايلنت”Electronic Intelligence ELINT. (3) اكتشاف الانتهاكات الحدودية؛ سواء عن طريق نقل الأفراد، أو المعدات عبر الحدود، وينفذ ذلك بوساطة أنواع معينة من المستشعرات التي تبث في تلك المناطق؛ مثل الرادارات القصيرة المدى، وأجهزة التليفزيون، والمستشعرات الأرضية الآلية UGS.
وقد أثبتت الاختبارات العملية أن نظام “لاس” LAS مصدر رئيسي وفريد من نوعه للاستخبارات، وجميع البيانات؛ ففي زمن السلم يكشف هذا النظام عن المعلومات السياسية، والعسكرية للدول ذات النوايا العدوانية المحتملة، وفي فترات التوتر الدولي يوفر الإنذار المسبق عن التحركات أو النوايا العدوانية، أمّا في زمن الحرب فهو مصدر يعتمد عليه؛ لجمع المعلومات، والرصد، وهذه المعلومات ضرورية لتوجيه العمليات العسكرية بنجاح. 2. نظم الإعماء الإلكتروني في الصواريخ أرض/ أرض تشكل سحابة من الأهداف الكاذبة في الفضاء عند رمي آخر مرحلة/ (جزء) من الصاروخ، أي بعد انفصال رؤوس التفجير عن الجسم؛ تتميز الأهداف الكاذبة الخاصة، التي على شكل عواكس راديوية زاوية[1]، وديبولية[2]، والشباك المعدنية، وكذلك مقلدات الأشعة تحت الحمراء بفاعلية تأثير كبيرة؛ كالعواكس الراديوية الديبولية المصنوعة من الرقائق المعدنية، والألياف الزجاجية، أو الأسلاك التي طولها يساوى طول نصف موجة محطة الرادار؛ إذ إن الأهداف الكاذبة الخفيفة بعد الدخول إلى طبقات الجو المتماسكة، إلى ارتفاع حوالي 100 كم، تتأخر عن رؤوس تفجير الصواريخ وتحترق، وهذا العيب تتجاوزه الأهداف الكاذبة الثقيلة التي تمتلك غطاء حماية لجسمها على شكل حزام معدني. وتُنتج في الغرب أهداف كاذبة منفوخة مغطاة بصفائح معدنية، أو بأسلاك، قادرة على تقليد مواصفات العاكس الراداري لرؤوس التفجير في الفضاء، وكل صاروخ عابر للقارات يستطيع حمل عدد من العواكس الراديوية المنفوخة، تأخذ في الفضاء بعد إطلاقها شكل رأس تفجير صاروخي. وتوضع الأهداف الكاذبة في الجزء الرأسي للصاروخ، وفي المرحلة الأخيرة له، وإذا كانت الأهداف الكاذبة موضوعة في المرحلة الأخيرة؛ لتشكيل أهداف كاذبة إضافية أخرى، فإنه في بعض الصواريخ العابرة للقارات، لا تنفصل مرحلتها الأخيرة، لهذا ولكي لا تعوق عمل رؤوس التدمير، تصنع من صفائح زجاجية ذات سطح عاكس فعال مساحته صغيرة، ويُعد الأفضل والأنسب أن تنفصل الأهداف الكاذبة عن الصواريخ في نهاية المرحلة الفاعلة لمسارات الصواريخ العابرة للقارات، أي في نهاية المرحلة الأخيرة. تدخل الأهداف الكاذبة الرادارية في تسليح الصواريخ الأمريكية العابرة للقارات “مينتمان”، و”تيتان”، و”بولاريس MX”، و”ميدجيتمن”، وصواريخ الغواصات الباليستية “ترايدنت D-5″، وفي أثناء الاختبارات، التي طبقت على الصاروخ العابر للقارات “تيتان”، وبعد انفصال/ (انتهاء) مراحل الطيران، أُسقطت ستة أهداف كاذبة منفوخة، أما الصاروخ “بولاريس” فإلى جانب احتوائه على أهداف كاذبة، يوجد في تسليحه محطات تشويش لاسلكي إيجابي نموذج PX-1 مصممة على ماجنترونات[3]، وPX-2 مصممة على صمامات الباراترون[4]، ورؤوس تفجيرة مطلية بمادة تمتص الإشعاعات الكهرومغناطيسية. وتنفذ الصواريخ البالسيتية الإجراءات التالية لتجنب الدفاعات الجوية المضادة للصواريخ، وتوجه هذه الإجراءات ضد وسائل إعمائها إلكترونية في لحظة انفصال رؤوس التفجير، أي في الجزء الأوسط من مسار الصاروخ، وتنفجر المرحلة الأخيرة من طيران الصاروخ، وتسبح شظاياه حول رأس الحرب مموهة إياه عن الكشف الراداري، وفي نهاية مسار طيران الصاروخ، ويرمي جزء المرحلة الأخيرة عدداً من الأهداف الكاذبة مختلفة الأوزان، وبعدها وقبل الدخول إلى طبقات الغلاف الجوي المتماسكة، تستخدم مرسلات تشويش ذات الاستخدام لمرة واحدة، والتي، بعد أن تلتقط الإشارات بوساطة مستقبلاتها الراديوية، تولف نفسها على ترددات هذه الإشارات، وتبث طاقة أمواج لاسلكية؛ لإعماء محطات رادار الإنذار المبكر، وأنظمة الاستطلاع الراداري التابعة لمنظومات الدفاع ضد الصواريخ، ولا تستطيع بالتالي توجيه الأسلحة المضادة للصواريخ، كما تساعد المناورات التي تنفذها رؤوس تفجير الصواريخ على تضليل منظومات الدفاع ضد الصواريخ. ويمكن الحد من فاعلية نظام الدفاعات الفضائي ضد الصواريخ؛ باستخدام كمية كبيرة من الأهداف الكاذبة الصغيرة على شكل صواريخ صغيرة، ذات نظام توجيه بسيط، كما من الممكن نشر غيوم من الأيروسول حول رؤوس تفجير الصواريخ، وتصبح مصادر لإشعاعات حرارية “تحت الحمراء”. تموه الإشعاعات تحت الحمراء الذاتية لرؤوس التفجير. كما يمكن تشكيل ستائر أيروسولية، وستائر مختلفة الأشكال فوق منطقة إطلاق الصواريخ العابرة للقارات؛ إذ تموه الصواريخ في لحظات انطلاقها. ثانياً: نظم الحرب الإلكترونية الحديثة ووسائلها في القوات البحرية
1. دور الحرب الإلكترونية في أعمال القتال البحري تعد الحرب الإلكترونية من أحدث أساليب القتال التي طرأت على مجال الصراع البحري، وهي في تطور مستمر، وتكتسب المزيد من الأهمية، وأصبحت، بدون شك، الشغل الشاغل للقيادات البحرية في جميع أنحاء العالم، وخاصة بعد تطور الأسلحة المستخدمة في القتال البحري، واعتماد الكثير منها على الوسائل، والأساليب الإلكترونية؛ لتحقيق إصابتها للهدف، إضافة إلى الأهمية القصوى للوسائل الإلكترونية في مجال المراقبة الفنية لاكتشاف الأهداف وتتبعها، بغرض توجيه الأسلحة إلى أهدافها بدقة. علماً بأن الاهتمام بالنواحي المختلفة للحرب الإلكترونية بدأ، في الواقع، منذ أواخر الحرب العالمية الثانية؛ إذ اكتشف الرادار للمراقبة السطحية، وكذلك السونار Sonar لاكتشاف الأهداف تحت سطح البحر. ومع البدء في التطبيق العملي لاستخدام هذه الاكتشافات في مجال الحرب البحرية، بدأ في الوقت نفسه التفكير في الوسائل المختلفة التي قد تقلل من كفاءة هذه الأنظمة وتعوق استخدامها. وكان للبحرية الألمانية في هذا المجال السبق؛ إذ زودت غواصاتها بأجهزة تستطيع أن تستقبل الإشعاع الراداري، وتحدد اتجاه مصدر الإشعاع Radar Search Receiver: RSR، إذ تمكنت الغواصات بذلك من تحديد مواقع القوافل البحرية على مدى أكبر من المدى الذي يحققه الاكتشاف بوساطة الرادار؛ وبذلك يرجع الفضل لهذه الأجهزة في تسهيل مهمة الغواصات الألمانية في اكتشاف الأهداف البحرية، خاصة أن أجهزة الرادار لم تكن مستخدمة بعد في البحرية الألمانية. وقد زادت أهمية الحرب الإلكترونية، خاصة في مجال الحرب البحرية؛ نظراً لصلاحية مسرح العمليات البحري، الذي يضم مناطق شاسعة ليست بها أي مرتفعات، أو جبال قد تعوق الإرسال الإلكتروني، مما يسهل استخدام وسائل الكشف الإلكترونية؛ لتحديد مكان العدو المرتقب، وكذلك سهولة استخدام الوسائل المضادة ونشرها لاستخدام أجهزة البحث الإلكتروني. وقد زاد الاهتمام بالحرب الإلكترونية، بشكل ملحوظ، عقب العملية الناجحة التي نفذتها البحرية المصرية في أكتوبر 1967؛ إذ استخدمت الصواريخ الموجهة رادارياً سطح/ سطح بكفاءة عالية ضد المدمرة الإسرائيلية إيلات، وتمكنت من إغراقها في معركة خاطفة لم تستغرق إلاّ بضع دقائق. ويلاحظ أن الصاروخ المستخدم في هذه المعركة كان يعتمد على التوجيه الراداري للوصول إلى الهدف، ومن هنا اتجه التفكير البحري في جميع أنحاء العالم إلى موضوع الحرب الإلكترونية، وكيفية استخدامها للحد من خطورة هذا السلاح الجديد. وتُعد حرب أكتوبر 1973 الحرب الأولى التي طبقت فيها أساليب الحرب الإلكترونية تطبيقاً عملياً على كلا الجانبين، وشملت معارك ضارية بين كل من الزوارق الصاروخية المصرية والسورية، وبين الزوارق الإسرائيلية، كالصراع المستميت بين صواريخ الدفاع الجوي المصري، والطيران الإسرائيلي، وكذلك المحاولات الأولى لاستخدام الاكتشاف الراداري، ووسائل الإعاقة على الصواريخ (اُنظر شكل الإعاقة السلبية للصواريخ). ولكن لم تكن أساليب الحرب الإلكترونية مطبقة بصورة شاملة في الأسطول البريطاني، الأمر الذي ترتب عليه تكبد البحرية البريطانية العديد من الخسائر. وقد أثبتت حرب الخليج في 1991 أهمية الحرب الإلكترونية في الصراع البحري؛ إذ تمكنت سفن أساطيل الحلفاء المشتركة في عملية عاصفة الصحراء من تجنب معظم الهجمات الصاروخية العراقية؛ سواء الموجهة من مواقع صواريخ الدفاع الساحلي من نوع “سيلك وورم” Silk Worm، وكذلك بالنسبة للصواريخ المطلقة من زوارق البحرية العراقية. 2. استخدام الطائرات العمودية لتنفيذ مهام الحرب الإلكترونية في المعارك البحرية تعد مهام الحرب الإلكترونية من المهام الحيوية التي تستطيع الطائرة العمودية القيام بها. وهذه المهام تشمل إجراءات المقاومة، والإعاقة لوسائل الكشف الراداري، وفي الوقت نفسه الحد من فاعلية الأسلحة الحديثة التي تعتمد على وسائل التوجيه الراداري.
وتعد الطائرة العمودية ـ من الوجهة التكتيكية ـ وسيلة مناسبة جداً؛ لتنفيذ إجراءات الحرب الإلكترونية، فهذه الطائرات تستطيع أن تحمل وسائل الاستطلاع الراداري التي ترصد مصدر الإشعاع الراداري، وتحلل بياناتها، وتحدد نوع، هذا المصدر وموقعه، الأمر الذي يساعد، بشكل ملحوظ، في مهام الإنذار المبكر. كما تستطيع هذه الطائرات أن تحمل وسائل الإعاقة الإلكترونية التي تستخدم لإعاقة، نظم الكشف والتتبع الرادارية المعادية وتقليل كفاءتها، وبالتالي تُعد إحدى الوسائل المهمة في تقليل كفاءة القدرات الهجومية للعدو . كما تستطيع الطائرات العمودية أن تحمل وسائل الخداع الإلكترونية المختلفة. 3. نظم الاستشعار النشطة والسلبية ووسائلها في البحرية تعدّ المستشعرات ذات أهمية كبيرة في الحرب البحرية بشقيها؛ فوق، الماء، وتحت سطحه، ففي الحرب ضد الغواصات مثلاً، كان رصد ضجيج الغواصة من أبرز السبل لكشف وجودها، وكان السونار السمعي المائي يغوص تحت سطح الماء؛ لكشف ضجيج محركات الغواصة، إلاّ أن قدرات هذه التقنية محدودة؛ سواء بالنسبة إلى بعد الهدف، أو لجهة الحصول على بيانات دقيقة عن مكان الغواصة لحظة بلحظة. وقد تغلب على هذه العيوب باستخدام نظم نشطة تولد موجات صوتية في الماء، وتستخدم أجهزة تنصت بالغة الحساسية؛ لاستقبال صدى هذه الموجات المرتدة من الهدف لتحديد مسافته، واتجاهه. لكن باستطاعة الغواصة الهدف كشف ضجيج محركات السفن الأخرى، إلى جانب النبضات السونارية الصادرة عن أجهزة سونار السفن المضادة، وهكذا يمكن من ضجيج أجهزة سونار سفن المطاردة كشف أماكنها، لذلك استخدمت أنساق من المستشعرات السونارية السلبية المقطورة على مسافة كبيرة من سفينة مطاردة؛ إذ تتنصت بصورة سلبية على الأهداف دون أن يؤدي ضجيج السفينة إلى كشف أمر هذه المستشعرات. شهدت فترة الثمانينيات من القرن العشرين الميلادي تغييراً جذرياً في تصميمات الغواصات؛ إذ ُركز كثيراً على جعل الغواصات تنفذ عملياتها الحربية بصورة شبه صامتة. فعادت على إثر ذلك سفن قنص الغواصات إلى استخدام أجهزة السونار النشط لكشف أهدافها، وعملياً تستخدم سفن قنص الغواصات مزيجاً من التقنيات النشطة، والسلبية على حد سواء. نظام الاستشعار فوق سطح الماء أمّا فوق السطح، فيمكن استشعار البث الراداري على مسافات تفوق تلك التي تقطعها الإشارات الرادارية المنعكسة (المرتدة) من الأهداف؛ نظراً لضعف الطاقة التي تحملها هذه الإشارات المرتدة؛ إذ تضعف هذه الإشارات الرادارية المرتدة، كما هو معلوم، على أطراف الموجة وداخلها، وتصبح أحياناً من الضعف لدرجة يستحيل معها استقبالها بوساطة الرادار نفسه. ولذلك يستطيع العدو، باستخدام جهاز استقبال للتحذير من الأشعة الرادارية RWR، الحصول على قدر كبير من معلومات الرصد والتجسس من الإشارات التي تبث مباشرة من أجهزة الكشف الراداري، مقارنة بالمعلومات المستخلصة من الإشارات المرتدة. ومن أجل ذلك توجه إلى تطبيق إجراءات صارمة لمراقبة البث الراداري؛ كاستخدام طاقة بث راداري في حدها الأدنى، كلما كان ذلك ممكناً، في تحقيق الكشف الراداري المطلوب للأهداف. 4. نظم الحرب الإلكترونية والألغام البحرية البحريات العظمى، في السنوات الأخيرة، وكأنها تغض الطرف عن خطر الألغام البحرية، على الرغم من نجاح هذا السلاح في الحرب البحرية على مر السنين وفي أنحاء عديدة من العالم؛ مما أدى إلى تكبيد البحريات الكبيرة خسائر فادحة في القطع البحرية، على يد البحريات الصغيرة الأقل قوة نسبياً. وتنحصر علاقة الحرب الإلكترونية بالألغام البحرية في وجود ألغام ذكية تُزود بمستشعرات، ولذا، فبالإضافة إلى المخاطر المتنوعة التي يشكلها استخدام الألغام، بالنسبة إلى السفن، فإن الأنواع الحديثة لهذا السلاح تشكل تهديداً يفوق كل أخطار الألغام التقليدية. فاللغم من نوع SMG-2 الحديث الذي طورته شركة “دورنييه”، مزود بجهاز معالجة صغير يمكن برمجته؛ إما للاستشعار الصوتي، أو المغناطيسي، أو التنشيط بالضغط، مما يعطي هذا اللغم القدرة على اختيار ضحاياه من السفن المارة بالقرب منه، وبالطبع يمكن تنشيط هذا اللغم للهجوم؛ إما بإحدى طرق الاستشعار المذكورة أعلاه، أو حتى بخليط منه. وللعديد من الألغام الحديثة مثل هذه القدرة الانتقائية للأهداف المطلوب تدميرها، فضلاً عن أن بعضها يمكن برمجته لينفجر حتى بعد مرور عدة أشهر.
أ. مكافحة الألغام البحرية من المعلوم أنه، كما ساعدت أجهزة المعالجة الصغيرة لدرجة كبيرة في إنتاج الألغام الذكية، استطاعت تكنولوجيا الحاسبات الآلية المتقدمة تحديد أهم الإجراءات الإلكترونية المضادة الملائمة لمواجهة الألغام، ولعل التطبيق الأهم لتكنولوجيا الحاسبات الآلية المتقدمة، يندرج بشكل رئيسي في إطار التوصل إلى تحليل دقيق لبيانات مستشعرات “السونار”، وبالتالي إنذار أطقم قنص الألغام وإزالتها عن وجود أجسام مشتبه فيها. يؤدي الحاسب الآلي، كذلك، دوراً مهماً في تأمين الملاحة الدقيقة، وهي حيوية لمهام مواجهة الألغام الذكية Smart Mines، ومن الواضح أنه فيما يتعلق بمسألة مواجهة الألغام برمتها، تؤدي تكنولوجيا الإلكترونيات الحديثة دوراً مهماً في كل نواحيها. ب. أجهزة السونار للكشف عن الألغام البحرية يُعَدّ نظام FIAR من إنتاج شركة “طومسون”، من أنظمة الحرب الإلكترونية؛ لاكتشاف، الألغام البحرية وتحديدها وتصنيفها باستخدام أجهزة السونار SONAR المغمورة، والمعلقة بقاع السفينة (اُنظر شكل نظام الكشف عن الألغام البحرية). وتزود السفن العادية بهذا النظام، وتفضل أن يكون قاعها خشبياً؛ لتجنب تأثير معدن السفينة على نظام عمل جهاز السونار. ويشكل نظام شركة “دوتي مارين” وسيلة ذات جدوى اقتصادية مميزة لتنفيذ الإجراءات المضادة للألغام، ويلائم هذا النظام السفن التقليدية، وقانصات الألغام ذات الحمولات الصغيرة، وقد طور انطلاقاً من تكنولوجيا الإلكترونيات المستخدمة لتلبية احتياجات صناعة البترول وأبار النفط البحرية؛ إذ إنها تكون قادرة على تحديد أماكن أنابيب البترول القابعة على قاع البحر، هذا وقد أدت الأبحاث إلى تطوير أجهزة سونار قادرة على “المسح الجانبي” SIDE SCAN، وبالتالي إعطاء صور واضحة لتلك الأنابيب، ومن المعلوم أن سونار “دوتى مارين” من نوع 3010 لاستشعار الألغام مطور من جهاز سونار “المسح الجانبي”. ج. تقنيات جديدة للمكافحة تُعدّ مكافحة الألغام من الأمور المعقدة البالغة الصعوبة، ونكتفي في هذا السياق بالإشارة إلى أن البحريات التي تستخدم أجهزة السونار والمعدات المتصلة بها، تحتاج إلى الحصول على معلومات مفصلة عن طبيعة قاع البحر في المنطقة المعنية، وخصائص انتشار الموجات الصوتية، ومعلومات دقيقة عن عمق المياه، ونوع أرضية القاع، ودرجة ملوحة المياه، وحرارتها، ومدى انتقال الموجات الصوتية فيها. وتستخدم تقنيات جديدة في هذا المجال؛ كأجهزة الليزر لقياس العمق، ونظم مغناطيسية ذات حقول “مغناطيسية” متغيرة القوة. ويتوقع أن تزيد هذه التقنيات من القدرات العملية لمكافحة الألغام، وتسهل عمل الوحدات البحرية التي تنفذ هذا الدور، كما طور نظام حاسب آلي لتحديد نوع الألغام؛ مما سوف يساعد في اتخاذ القرار الملائم لتدميرها، ويعزز القدرة على تدريب أطقم المكافحة.
ويتضح، مما تقدم، أن أهمية التدريب في جميع مجالات الحرب الحديثة تبرز بشكل خاص بالنسبة إلى حرب الألغام، وطرق مكافحتها؛ للتأكد من أن الوحدات البحرية المتخصصة، والمناط بها هذا الأمر تستطيع فتح ممرات خلال حقول الألغام البحرية في حال نشوب الحرب، إضافة إلى الاعتماد في عملها على الإجراءات الإلكترونية المضادة؛ سواء للكشف عنها، أو تدميرها من بعد. نظم الحرب الإلكترونية ووسائلها في القوات الجوية والدفاع الجوي أولاً: نظم الحرب الإلكترونية الحديثة ووسائلها في القوات الجوية “النظم المحمولة جواً” استدعت السرعات المتزايدة للاستخدام والتحركات في مناطق القتال تطوير أنظمة الاستطلاع ـ خاصة المحمولة جواً ـ القادرة على تغطية المعلومات المتتالية بمعدل فوري، وبأقل تأخير ممكن في جميع الأجواء، وعلى الامتداد الكامل لمسرح عمليات العدو، وهي المساحة التي تقع بين الجبهة، وامتداد عمل جميع القوات حتى مؤخرة العدو. تستخدم هذه المعلومات في توفير الآتي: ·       تقارير للموقف عن استخدام وحدات العدو وتحركاتها، التي ستساعد في عملية التقويم، واتخاذ القرارات التكتيكية الضرورية حسب الاستخدام الصحيح لوحداتنا. ·       ومعلومات تفصيلية عن الأهداف (نوعية أهداف العدو وأوضاعها)؛ لاستخدامها أساساً لأسلحتنا التي تتعامل مع هذه الأهداف. ·       وتقديرات الخسائر التي مني بها العدو. وقد جمعت القوات الأمريكية، أثناء الحرب الكورية، 60% من معلوماتها باستخدام الاستطلاع الجوي، بهدف استخدام القدرة القتالية لأنظمة التسليح الحديثة بأحسن كفاءة، أو بالاستخدام المشترك لهذه الأنظمة. والغرض من تجميع المعلومات هو إعداد تقارير للموقف، وهي المعلومات من الاستطلاع من بعد، ومن تحليل لمراسلات العدو، وتستخدم في ذلك أنظمة التصوير الراداري المائل Side Looking Aperture-Radar: SLAR، والاستطلاع الإشاري الإلكتروني Communication Intelligence/ Electronic- Intelligence: COMINT/ ELINT. وعادة ما يضاف، إلى المعلومات المكتسبة بوساطة هذه المستشعرات، الصور الجوية المأخوذة من آلات التصوير، وأنظمة الأشعة تحت الحمراء. والمعلومات عن الأهداف وتقديرات الخسائر، تستدعي الاستطلاع داخل العمق باستخدام كل من: “آلات التصوير الأمامية لأخذ صور مائلة، وآلات تصوير بانورامية للقطات من الأفق، وأنظمة الأشعة تحت الحمراء”.
ويتوقع، في المستقبل القريب، التقدم في فنون الاستطلاع الجوي التكتيكي العسكري من خلال: ·       الإرسال الفوري للمعلومات المتحصل عليها؛ بغرض تفسيرها السريع بوساطة المستخدمين، أو محطات تقويم أرضية. ·       المقارنة الآلية، والتقويم المركزي؛ لنتائج عدة مستشعرات بغرض التحديث الدائم للمعلومات المستمرة عن الموقف الكامل مع تحديد مواقع الأهداف؛ باستخدام الحاسبات الآلية، وهو ما يطلق عليه اسم “دمج (صهر) المعلومات” Data Fusion. ·       استخدام المستشعرات الرادارية القادرة على توفير صور مماثلة؛ لأنظمة الأشعة تحت الحمراء. 1. وسائل الاستطلاع الإلكتروني المحمولة جواً أ. مستودعات الاستطلاع الإلكتروني تؤدي عملية تركيب مستشعرات الاستطلاع الإلكتروني الفرعية بالطائرات في مستودعات خارجية إلى استخدام المقاتلات، والمقاتلات القاذفة كطائرات استطلاع في مهمة إضافية. ولم يعد غريباً قيام عدد كبير من المؤسسات بتطوير متوالٍ متغير لمستودعات الاستطلاع الإلكتروني المناسبة، وبإنتاج كمي، والسمات الأساسية ذات الأهمية لمستودعات الاستطلاع الإلكتروني إذا ما قورنت بالمستشعرات الثابتة بالطائرة ذاتها هي: (1) التحويل السريع للطائرات الحاملة حسب احتياجات العمليات المتغيرة. (2) تقليل زمن بقاء الطائرات غير العاملة؛ نظرا لإمكانية صيانة المستشعرات المنفصلة عنها. (3) تقليل نفقات التحويل والتركيب عند تزويد الطائرة بمستشعرات جديدة.
وعلى سبيل المثال، تستخدم الطائرة OV-ID MOHUWK التكتيكية ذات المقعدين؛ لأغراض المراقبة، والاستطلاع الإلكتروني بالجيش الأمريكي، وتحول في أقل من ساعة للمهام المختلفة، فضلاً عن قصر مدة إقلاعها وهبوطها؛ مما يساعد على تشغيلها من المطارات الأمامية، والطائرات مجهزة بآلات تصوير جوية لعمل لقطات بانورامية 360ْ، ويمكن تجهيزها كذلك بنظام SLAR، أو نظام SLIR وهذا النوع من الطائرات مجهز بالنظام الملاحي بالقصور الذاتي Inertia Navigation System. وتمتلك القوات الجوية الأمريكية 110 طائرة OV-ID من نوع MOHOWK، بينما تمتلك 36 طائرة OV-ID من نوع Quick Look مخصصة ضد أجهزة الإرسال الرادارية المعادية، وكذلك حصلت باكستان على عدد غير معروف من طائرات OV-ID لمراقبة حدودها مع كل من الهند، وأفغانستان. كما تمتلك إسرائيل أربع طائرات OV-ID ذات تصميم خاص وسرى؛ لأغراض الاستطلاع الإلكتروني، وطلعات الحرب الإلكترونية. ب. نظام الاستطلاع التكتيكي المتقدم أنتجت الولايات المتحدة الأمريكية نظاماً يُثّبت أسفل باطن الطائرات، وهو مصمم لاستخدامه مع الطائرات المقاتلة القاذفة F-16، ونفّذ هذا التطوير بتمويل من القوات الجوية الأمريكية؛ لبرنامج نظام الاستطلاع التكتيكي المتقدم، ويحتوي النظام في صورته الحالية على آلتين للتصوير من نوع KS-153، يركبان في أوضاع مختلفة لأخذ لقطات أمامية مائلة، أو رأسية عند الطيران على ارتفاعات منخفضة. ويستقبل النظام معلومات التحكم التي تسمح بسرعة تجهيز المعلومات الخاصة بالمستشعر أثناء الطيران؛ مما يمكّن الطاقم من عمل تقرير مبدئي، وانتقاء المعلومات، لإرسال نتائج الاستطلاع بوساطة نظام إرسال المعلومات إلى المحطات الأرضية لإجراء التغيير السريع، ولصنع القرار. ويعني ذلك تقليل زمن التقويم، والإرسال لصور الأهداف؛ لتصل إلى المستخدم في فترة تراوح بين ساعة واحدة و4 ساعات تقريباً في حالة الطائرة الفانتوم RE-4E، وتجهز الطائرة F-16 ذات المقعدين بمستودع مزود بنظام يعمل بمقارنة المعلومات التي يستقبلها مع المعلومات المخزنة من قبل في مكتبة التهديدات. ج. نظام استطلاع الطائرات F/A-18 جهّزت البحرية الأمريكية مستودع الاستطلاع التكتيكي الجوي الخاص بطائرات F-14 في الطائرات F/A-18. ومستودع الاستطلاع التكتيكي الجوي خزان وقود احتياطي يحمل عدداً من المستشعرات الضوئية، والكهروضوئية في أوضاع مختلفة، وضمن هذه المستشعرات آلة تصوير جوية من نوع KS-87 تأخذ لقطات أمامية مائلة ورأسية، وهناك آلة تصوير بانورامية من نوع KA-99، لأخذ لقطات عند الارتفاعات المنخفضة، والمتوسطة، وكذلك نظام SLIR من نوع AAD-5. ويمكن استخدام المستودع الاستطلاعي للمهام عند ارتفاعات من 100 متر حتى 12 ألف متر، وسرعات حتى 1.2 ماخ[1]، وقد استخدمت هذه المستودعات، بنجاح، البحرية الأمريكية أثناء التدخل في “جرينادا”؛ إذ حققت 48 طلعة متوالية مما أتاح استخدام ثلاث طائرات من كل سرب من أسراب F-4 في هذه الطلعات الاستطلاعية.
وتستخدم الطائرات الاستطلاعية F-18 “هورنت” المستودع الاستطلاعي الخاص بالطائرة F-14 “توم كات”، كما تخطط البحرية الأمريكية لضم عدد 112 طائرة RE-18 تحمل نظام استطلاع إلكتروني بدلاً من المدافع، مما يسمح بإمكانية إضافة أنظمة مستودعات استطلاعية كذلك. ويستطيع النظام المتكامل إجراء الاستطلاع نهاراً وليلاً في جميع الظروف الجوية، وعلى مسافة جانبية من خط الطيران، كما يستطيع النظام إرسال المعلومات فورياً تقريباً، لتقويمها بالمحطات الأرضية. د. نظم للطائرات F-4 تعمل عدة أنواع من نظم الاستطلاع في جميع الأجواء بكفاءة عالية على الطائرات المقاتلة القاذفة F-4، ويعمل منها النوع C في القوات الجوية الأمريكية، وكذلك النوع E بألمانيا، واليونان، وإيران، وإسرائيل، واليابان، وتركيا. ويُعَدّ النوع E أكثر كفاءة، ويركب به نظام SLARوهو مزود بمستشعرات متطورة مثل: (1) آلات تصوير جوية ذات أبعاد بؤرية متغيرة، لاستخدامها عند الارتفاعات، وزوايا الرؤية المختلفة؛ للحصول على صور من الأفق إلى الأفق. (2) نظام SLIR للتصوير الجانبي بالأشعة تحت الحمراء. (3) نظام SLAR وهو قادر على التصوير لمسافة قدرها 300 كم من خط الطيران مع إمكانية إرسال هذه المعلومات لمحطات أرضية. هـ. نظام “تايجر آي” طورت شركة “نورثروب” NORTHROP، بالاعتماد على المقاتلة القاذفة Tiger-I F-5E، نظام استطلاع ذا كفاءة عالية في العمل نهاراً وليلاً، وفي جميع الأجواء، وهو نظام “تايجر آي” Tiger Eye. وقد سُلم عدد من الطائرات إلى المملكة العربية السعودية، وتستطيع الطائرة حمل عدد من الأجهزة الاستطلاعية في المكان المخصص للرادار، وأحد المدفعين 20 مم من نوع M-38؛ إذ يمكن تغيير هذه الأجهزة بسرعة. وتشتمل هذه المستشعرات على آلات تصوير بانورامية للارتفاع المنخفض 360ْ، وآلات التصوير التي تلتقط الصور على المسافة الجانبية من خط الطيران، ونظام SLIR، كما يمكن تركيب أي أنظمة أخرى حسب مطالب العميل؛ مثل مستشعرات الحرب الإلكترونية. و. نظم استطلاع إلكترونية بدلاً من الأسلحة تجهز المقاتلات “تورنادو” من نوع GR-1 بماسح خطي من نوع 4000 للرؤية الجانبية، بدلاً من المدافع 27 مم من نوع MAUSER، التي تحمل تسليحاً عادياً في النوع الأصلي، ويحقق هذا النظام تغطية أفقية ذات أبعاد ثلاثة مع تمييز حراري ممتاز.
وتسجل جميع الصور الإلكترونية على شرائط فيديو؛ إذ تعرض على ضابط التسليح في الكابينة، وذلك على شاشة بغرض الانتقاء والتحليل، ويستطيع ضابط التسليح كذلك، استدعاء أي تسجيلات بالذاكرة تنفذ بوساطة فيديو الطائرة. ز. نظام BAE وقد زود أحد أسراب القوات الجوية البريطانية طائرات “جاجوار” بمستودع استطلاع من نوع BAE في باطن الطائرة تحت مجموعة التسليح، ويحمل المستودع نوعيات مختلفة من آلات التصوير من نوع F-126، وF-95 البريطانية، وذلك حسب المهمة المطلوبة، ويلزم لعملية تحويل طائرات الجاجوار من هجوم أرضي إلى مهمة استطلاعية معدة وحيدة، هي ناقلة ورافعة صغيرة للتعامل مع المستودع، ويتغذى المستودع بالقدرة الكهربائية، والأكسجين، والمعلومات الوضعية فقط وذلك من الطائرة المحمل بها. ح. النظام الألماني ويشتمل هذا النظام الاستطلاعي المتكامل على: (1) آلة تصوير ذات تغطية عريضة، وتستطيع التقاط لقطات أفقية، أو مائلة، أو رأسية. (2) آلة تصوير تعمل عند الارتفاعات المنخفضة، لها صور نقية من الأفق إلى الأفق. (3) نظام “التصوير الجانبي بالأشعة تحت الحمراء” SLIR ذو تغطية أرضية مماثلة؛ لتغطية آلة التصوير، مما يسمح بمقارنة معلوماته بمعلومات النظامين السابق ذكرهما. (4) حاسب آلي. ط. النظام الهولندي أنتجت شركة هولندية مستودع استطلاع نهاري/ ليلي؛ لاستخدامه مع المقاتلات F-4، والمقاتلات القاذفة F-16 الخاصة بالقوات الهولندية، وهذا المستودع مجهز بنظام SLIR، وآلات تصوير جوية. ويمكن تركيبه على الطائرة الحاملة في مدة لا تتعدى ثلاثين دقيقة، وهو ملائم لمهام الاستطلاع عند الارتفاعات المنخفضة والمتوسطة، وسرعات أقل، وأعلى من الصـوت، وتشمل المستشعرات على نظام SLIR، ذات تغطية 12° ، وسرعة مسح 600 خط في الثانية، كما تعمل خمس آلات تصوير بالمقدمة، بينما تنفذ أعمال التغطية من الأفق؛ إضافة إلى تغطية أمامية للأرض. ي. النظم الفرنسية تحمل طائرات الاستطلاع الفرنسية من نوع FL-CR نظاماً حديثاً، به المستودعات الآتية: (1) مستودع HOROLD، وهو مستودع للتصوير على المسافات البعيدة، وبقدرة تحليلية عالية تصل إلى متر واحد على مسافة مائة كم. (2) مستودع NORO، ويحتوي على مستشعرات كهروضوئية؛ لعمل تغطية سريعة للأرض، وكذلك إجراء الاستطلاع عند الارتفاعات العالية. (3) مستودع SLAR، ويحتوي على نظام التصوير الراداري المائل الجانبي؛ للحصول على صور أرضية رادارية على مسافة جانبية من خط الطيران. ك. نظام RS-710 ويستخدم نظام الاستطلاع الليلي من نوع RS-710، الذي طورته شركة سويدية، في طلعات استطلاعية على ارتفاعات بين 60 مترا، و3 آلاف متر عند سرعات حتى 0.15 ماخ. وهو مستخدم في القوات الجوية السويدية، والقوات الجوية الدانماركية، والقوات الجوية السويسرية. ويلتقط الطاقة الحرارية المشعة من سطح الأرض ويحولها إلى صورة بانورامية للأرض محل الطيران أسفل الطائرة. ل. نظم خاصة بالطائرات الأسترالية في نهاية السبعينيات وبداية الثمانينيات من القرن العشرين الميلادي حولت أربع طائرات مقاتلة في جميع الأجواء،من طائرات القوات الجوية الأسترالية، من نوع F-111C، إلى طائرات استطلاعية؛ إذ تحمل هذه الطائرات في الفراغ المخصص لحمل القنابل مجموعة مستشعرات تشمل الآتي: (1) آلة تصوير من نوع KA-56E إنتاج شركة Fairchild؛ لالتقاط صور استطلاعية عند الارتفاعات المنخفضة من الأفق إلى الأفق. (2) آلة تصوير من نوع KS-87C لالتقاط صور رأسية. (3) نظام تصوير جانبي بالأشعة تحت الحمراء LIR من نوع AV/AAD-5 (4) آلة تصوير تليفزيونية؛ لاستقبال المعلومات عن الأهداف. وتقع مسؤولية تفضيل هذه المستشعرات على الملاح، وتستخدم القوات الجوية الأسترالية هذه الطائرات الأربع ذات المدى الكبير؛ لمراقبة الشواطئ حول أستراليا. م. أجهزه الرؤية الليلية وتكثيف الصورة بقيت الطائرات المزودة بالرادار هي الوحيدة المهيأة لتنفيذ الطلعات الجوية الليلية، خاصة على الارتفاعات المنخفضة حتى وقت قريب. أما اليوم، وبعد ظهور أجهزة التصوير الحرارية، وتكثيف الضوء، فقد بات في مقدور أي طائرة هجوم أرضي ـ مزودة بهذه المعدات للتصوير الحراري ـ تنفيذ مثل هذه الطلعات الجوية الليلية على الارتفاعات المنخفضة. في الستينيات من القرن العشرين الميلادي، أدى تطور أجهزة التليفزيون العاملة على مستوى الضوء المنخفض LLLTV، أو أجهزة تكثيف الصورة في ضوء النهار، إضافة إلى الأجهزة العاملة بالأشعة تحت الحمراء، أو الأشعة الحرارية ضمن النطاق الترددي 3 – 5 أو 8 – 13 ميكرون، إلى توفير إمكانية تنفيذ الطائرات التقليدية بعمليات ليلية على ارتفاع منخفض نسبياً، واستخدام تقنيات ملاحة وقيادة بسيطة، وهو يحقق مراقبة فورية للأهداف بوساطة الصور المتكونة حرارياً. ولم يدخل هذا النظام إلى الخدمة في القوات المسلحة الأمريكية إلاّ في 1967؛ إذ جهز لأول مرة على “طائرة مجهزه بمدافع” تابعة لسلاح الجو الأمريكي كانت على الأرجح من نوع AC-47 وذلك في أثناء العمليات في جنوب شرق آسيا. وقد استخدم نظام Forward Looking Infrared: FLIR، ونظام Low Light Level TV: LLLTV لاحقاً على متن الطائرات العمودية. وفي إطار تطوير الطائرات أحادية المقعد، عالية الأداء المخصصة للهجوم الأرضي، كان العمل الأبرز هو تزويدها بمستشعر خاص ضمن حاوية، ووصله بشاشة عرض علوية HUD من تطوير شركة “جيك ماركوني أفيونكس” وذلك على طائرة لسلاح البحرية الأمريكية من نوع A7-CORSAIRE2، وذلك إبان حرب فيتنام. ويستطيع هذا النظام مسح الأجواء أمام الطائرة، ومعالجة البيانات من الإشارات المستقبلة؛ لتكوين صورة متكاملة للأهداف وعرضها على شاشته العلوية في 1971، وطُورت حاوية النظام FLIR مع شاشتها الرأسية في 1973؛ لتصبح لها إمكانية عرض تضاريس الأرض تحت الطائرة أثناء الطيران، حتى في أحلك الليالي، والتي اعتبرت اختراقاً كبيراً في هذا المجال، ولكن الاستفادة من النظام كانت محدودة بسبب صغر مساحة شاشة العرض. كان الطيارون يشكون من أن الصور كانت صغيرة إلى درجة أنهم شبهوا انطباعهم وهم ينظرون إليها وكأنهم يشاهدونها من خلال فتحة ضيقة للغاية. أدت هذه المشكلة إلى السعي لتطوير شاشة عرض ذات مجال رؤية واسعة، ولكن ذلك لم يشكل إلاّ حلاً جزئياً للمشكلة. وجاء السعي الأمريكي ليحل المشكلة بتطوير أجهزة FLIR، وذلك بإضافة إمكانية تغيير اتجاه مجال الرؤية لهذه الأجهزة؛ لكشف مجالات أخرى أمام الطيار، مع الاحتفاظ باستمرارية عرض الصورة على شاشة علوية HUD. ن. نظام الرؤية بالأشعة تحت الحمراء FLIR، والتصوير التليفزيوني في مستوى الرؤية المنخفض LLLTV في بداية الثمانينيات من القرن العشرين الميلادي اختبر الطيارون ليلاً، على ارتفاعات منخفضة، حاوية LLLTV متصلة بشاشة عرض واسعة ثبتت على طائرة جاجوار. وقد ثبت أن أجهزه تكثيف الصورة المستخدمة في نظام LLLTV أتاحت توسيع مدى عمليات الطيران؛ لتشمل كل الوقت “الغسق، والفجر، وفي الليالي المقمرة” ومع ذلك لم يُعَدّ، آنذاك، هذا النظام تقدماً حقيقياً للرؤية في ليلة مظلمة، وبقي جهاز FLIR المستشعر الوحيد المعتمد في ليل مظلم، الذي يعتمد على الفروقات في درجة الحرارة بين مختلف الأشياء، وطبيعة الأرض؛ ليكون صوراً جيدة وعلى مدار الساعة إذا لزم الأمر. وبعد اختبارات مكثفة على نظام “نايت بيرد” Night Bird المثبت على طائرة “هنتر” ذات المقعدين، وباستخدام مستشعرات FLIR في مقدمة الطائرة، وهو من إنتاج شركة “جيك ـ ماركوني أفيونيكس” GEC MARCONI AVIONICS أمكن التأكد من صلاحية هذا النظام، وحُلت مشكلة مجال رؤية المنعطفات، وهذه المستشعرات هي جزء من نظام ANVIS الأمريكي. وكان السلاح الجوي الملكي البريطاني راضياً عن دمج نظام “فلير” FLIR، ونظارات الرؤية الليلية Night Vision Goggle: NVG؛ لأن هذا الدمج لم يكن يتطلب سوى القليل من التدريب على استخدام هذا النظام المدمج، وكان، في الواقع، امتداداً مباشراً للرؤية نهاراً، وهي حيوية لتقنية الطيران، وقد طلب، بالتالي، سلاح الجو البريطاني تحديداً، نظام FLIR من إنتاج شركة “جيك ماركوني أفيونيكس”، ونظارات للرؤية الليلية مدمجة به من نوع “نايت بيرد” لاستخدامها على طائرات TERNADO, JAGUAR, HARJZ GR-7، والمطورة GR-4، كما اعتمد سلاح مشاة البحرية الأمريكي نظام “فلير” ذاته من إنتاج شركة “جيك ـ ماركوني أفيونكس” متصلة به نظارات “عيون القطط” للطائرة AV-8B. س. نظم الرؤية الأمامية بالأشعة تحت الحمراء FLIR تنتج عدة أنواع من هذه المعدات، بما فيها نظام الكشف والقبض على الهدف بالأشعة تحت الحمراء IRADS المثبت على طائرات F-117A، النظام AAQ-9 للتصوير الحراري المستخدم في حاوية الهجوم من نوع AUQ-26 “بيف تاك” المثبت على طائرة F-111، ومجموعات RC-700 المستخدمة في نظم المسح والاستكشاف العاملة بالأشعة تحت الحمراء. أما شركة هيوز، فتنتج برج تحديد الأهداف والهجوم، متعدد المستشعرات من نوع AAS-33 TRAM المخصص للطائرة A- 6E، ويجمع هذا البرج بين نظام FLIR، وجهاز ليزري؛ لتحديد المسافات وإنارة الأهداف، كما تنتج نظام TINS للملاحة بوساطة الأشعة تحت الحمراء المخصص للطائرة F/A-18. هذا وقد طورت شركات غربية عدة نظم حديثة للرؤية الليلية المحمولة جواً. يمثل المستوى الجديد الذي وصلت إليه هذه المعدات تقدماً كبيراً، علماً بأن الطريق أمام تطوير معدات الرؤية الليلية واستخدامها على أحسن وجه ما زال طويلاً. 2. طائرات الاستطلاع الإلكتروني يُعَدّ الاستطلاع أول المهام التي استخدمت فيها الطائرة؛ للحصول على المعلومات عن العدو، فقبل الحرب العالمية الأولى 1914 – 1918، كان الاستخدام الشائع للطائرات في المعركة هو الاستطلاع الجوي، إلى أن استخدمها الإيطاليون في 1911 في قصف القنابل على طرابلس، ثم استخدموها في العام التالي في اعتراض الطائرات المعادية. مرت طائرات الاستطلاع بتطورات أكثر من غيرها من الطائرات الأخرى؛ إذ زودت بآلات التصوير، والأجهزة اللاسلكية، والإلكترونية بعد أن كان الفرد المراقب يحمل ورقة وقلماً ويدون ملاحظاته عن الأرض والعدو أولاً بأول طوال خط سير الطائرة. وأصبح الاستطلاع الإلكتروني فناً رفيعاً قادراً على اكتشاف، جميع أنواع البث وتسجيلها: اللاسلكي، والراداري، والليزري، والحراري، والتليفزيوني، وكذلك إرسال المعلومات الفورية إلى مراكز الاستقبال. تجهز طائرات الاستطلاع الحديثة بنظم تصوير متطورة، كما أن هناك أنواع منها تعمل بالأشعة تحت الحمراء، أو بالمستشعرات الحرارية. وقد تجهز طائرة الاستطلاع بمستشعرات رادارية؛ لإجراء الاستطلاع الجوي الإلكتروني. وقد استخدم التصوير التلفزيوني، كذلك، ضمن ما استخدم من وسائل، ومعدات التصوير الجوي؛ إذ ترسل الصور الملتقطة بشكل فوري إلى مراكز استقبال أرضية، مما يسهل عملية تحليل المعلومات وتداولها للاستفادة منها. من مميزات التصوير الجوي، أيضا، أنه يتيح استطلاع مساحات شاسعة في زمن قصير، ومن زوايا مختلفة، كما توفر الصور الجوية الفرصة لدراسة الموقف، والأوضاع الجارية في مسرح القتال مع إمكانية إجراء المقارنات على التغيرات الحادثة بين القوات من فترة لأخرى. وتتميز معدات التصوير الإلكترونية، والكهروبصرية (الكهروضوئية) الحديثة بإمكانية استخدامها في كل الأوقات، ليلاً ونهاراً، وتحت مختلف الظروف الجوية. وهنا نعرض فكرة موجزة عن أشهر طائرات الاستطلاع، والتجسس في العالم؛ سواء تلك التي خرجت من الخدمة، أو التي مازالت تعمل، أو تلك التي لم يكشف عنها الستار رسمياً. أ. طائرة التجسس الأمريكية U-2 (اُنظر صورة طائرة التجسس U-2) و(صورة الطائرة U-2 منظر أمامي وجانبي) في شهر يوليه 1955، وفي عهد الرئيس الأمريكي الأسبق “أيزنهاور”، سمح بإجراء استطلاعات جوية تجسسية فوق الاتحاد السوفيتي السابق؛ لمراقبة الجيل الجديد من قواعد الصواريخ العابرة للقارات، وقد أطلقت واشنطن على هذه النظرية اسم “نظرية السماء المفتوحة”، التي رفضتها موسكو تماماً، ولتنفيذها، أمر الرئيس “أيزنهاور” الشركات المنتجة للطائرات بإنتاج طائرة متطورة تطير على ارتفاعات شاهقة، وبعيدة عن مدى الصواريخ الدفاعية المضادة للطائرات؛ لكي تنفذ هذه الطائرات عمليات استكشافية للرصد، والتصوير داخل أراضي الاتحاد السوفيتي السابق، وقد أنتجت شركة “لوكهيد” الطائرة المرتقبة، وأطلق عليها اسم “U-2″، وحلقت للمرة الأولى في شهر أغسطس 1955 ـ بعد الحرب الكورية بفترة لا تتجاوز عامين، وبدأت الطائرة في العمل 1956، وهي تُعد طائرة بعيدة المدى تمارس أعمال التجسس، والتصوير الجوي من ارتفاعات شاهقة بدقة كبيرة، وروعي في تصميمها تقليل الوزن، لدرجة أنها لم تكن مزودة بكرسي قاذف للطيار، في حال حدوث خلل فني، أو في حال إسقاطها. ولم تعُد هناك حالياً طائرات من نوع U-2 قابلة للاستخدام، ما عدا طائرتين تستخدمهما وكالة الفضاء الأمريكية “ناسا”. ب. طائرة التجسس الأمريكية SR-71 “الطائر الأسود” بعد سنوات قليلة من إسقاط الطائرة U-2 أُنتجت طائرة جديدة أطلق عليها اسم “الطائر الأسود” Black Bird أو SR-71 وهي من إنتاج شركة “لوكهيد” كذلك، أنتج منها 30 طائرة، ونفذت هذه الطائرة عمليات التجسس على كل أعداء الولايات المتحدة في فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية، بما فيهم الاتحاد السوفيتي “السابق”، وكوريا الشمالية، وفيتنام الشمالية، وإيران، وليبيا، ونيكارجوا. وقد أعلن سلاح الجو الأمريكي في يناير 1990 سحب هذه الطائرات رسمياً من الخدمة بحجة أن تكاليف تشغيلها باهظة رغم تقدمها

لا توجد تعليقات:

للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.

أضف تعليقك