تقارير / الجمعة 01 نوفمبر 2024 12:29:03 / لا توجد تعليقات:
مغربنا 1 المغرب
لأول مرة تصدر الحكومة دليلا شاملا حول التصدي لآفة المخدرات والمؤثرات العقلية، ويعد هذا الدليل نتاج عمل تشاركي ساهمت فيه قطاعات حكومية وجمعيات مدنية، ليكون مرجعا لكل الفاعلين والمهتمين بالموضوع وللنسيج الجمعوي المشتغل في المجال، حيث يتكون الدليل من أربعة أجزاء تتطرق للمقاربات الاستباقية والوقائية والإدماجية والعلاجية والتي لا يمكن النجاح فيها بدون دور فعال للمجتمع المدني، فأرقام تعاطي المخدرات في المغرب، تؤكد انتشار هذه الآفة لدى عموم السكان (15 سنة فما فوق) بما يمثل 4.1 بالمائة، ويسيطر على هذا الاستخدام القنب الهندي.
ويسجل المسح الوطني أن نسبة استخدام المؤثرات العقلية بلغت 4.1 بالمائة، في حين بلغ مستوى تعاطي الكحول 2 بالمائة، أما بالنسبة للقنب الهندي فبلغ 3.94 بالمائة، إضافة إلى انتشار تعاطي الهيروين بـ 0.02 في المائة والكوكايين بنسبة 0.05 في المائة لدى الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 15 سنة وأكثر.
وكشف التقرير، أن البحث الميداني الذي هم الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و17 سنة، سجل إدمان هذه الفئة بنسبة 21.7 بالمائة للفتيان و5.3 بالمائة للفتيات، حيث يمثل معدل انتشار مخدر القنب الهندي بين الفتيان نسبة 17.6 بالمائة، وانتشار الكحول بنسبة 10.7 بالمائة، والمؤثرات العقلية بنسبة 4.8 بالمائة، بالإضافة إلى استخدام الفتيات للمؤثرات العقلية بنسبة 3.7 بالمائة، والكحول بنسبة 2.8 بالمائة.
وأفاد التقرير أن الحكومات والمنظمات غير الحكومية والأمم المتحدة، قد أدركت اليوم أن السياسة الفعالة لمكافحة المخدرات، تبنى على مقاربة متوازنة ومتعددة الأبعاد، فلم تعد السياسة تستند حصريا على المقاربة الأمنية وأعمال الشرطة وفرض العقوبات الجنائية، ولكنها تشمل أيضا العناصر الصحية والاجتماعية والإنمائية، إذ أظهرت التجارب العالمية أنه يمكن استخدام ثلاثة مداخل رئيسية، عبر إعادة النظر في برامج العدالة الجنائية، وإجراءات الملاحقة القضائية، وتطبيق القانون، من خلال دمج عنصرين رئيسيين آخرين هما التدخلات الاجتماعية والصحية وبناء المجتمع.
وأكد على أهمية الدور المحوري الذي يقوم به المجتمع المدني بالمغرب، للمساهمة في التصدي لآفة التعاطي للمخدرات، خصوصا في مجال إعادة التأهيل، وتدخله لمواكبة متعافي الإدمان في مرحلة التأهيل والإدماج الذي يعتبر ضرورة ملحة، إذ تعد هذه المرحلة من أهم المراحل في مسار المتعافي من الإدمان، لأنها المرحلة التي تعيده للحياة ويكتسب خلالها خبرات جديدة مهنية ودراسية أو مهارية، وينمي خلالها قدراته الذاتية والمعرفية والسلوكية.
ويشير التقرير إلى أهمية بناء مشروع جمعوي، للتحسيس ضد أخطار المخدرات، عبر خلق اجتماعات ونقاشات وتكوينات معمقة، وذلك قبل الشروع في تنزيل وإنجاز مشاريع ترمي للتأثير في الشباب لحمايتهم أو كفهم عن تناول المخدرات، وذلك بإشراك كل وحدات المجتمع في العملية والفاعلين المحليين، وإشراك الشباب عبر مجموعة دينامية أو قيادة للمشروع للاشتغال على التصورات والمفاهيم، والاشتغال المشترك بين الفريق والمنشطين الجمعويين والمتدخل الخارجي، فنانا كان أو مختصا، وإبرام شراكات مع جهات معنية مثل وزارة الصحة، ووزارة التربية الوطنية والتكوين المهني، ووزارة الشباب، والمراكز المختصة في العلاج وإعادة الإدماج، واللجنة الوطنية لمحاربة المخدرات.
لا توجد تعليقات:
للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.
أضف تعليقك