عرض كتاب «الإرهاب: عندما تصبح الصور أسلحة»

عرض كتاب «الإرهاب: عندما تصبح الصور أسلحة»
تقارير / الجمعة 01 نوفمبر 2024 12:29:03 / لا توجد تعليقات:

مغربنا 1 المغرب  من خلال إطار عمل تاريخي وفني، تشرح المؤلفة شارلوت كلونك كيفية استخدام وسائل الإعلام الغربية التقليدية لصور الإرهاب، اعتمادًا على القدرات التكنولوجية للمجتمع في فترةٍ تاريخية معينة. وتستعين المؤلفة بنموذج رابوبورت (Rapoport)، الذي يميّز بين أربع موجاتٍ من الإرهاب: الموجة الفوضوية، والموجة المناهضة للاستعمار، وموجة اليسار الجديد، والموجة الدينية. وتوضح المؤلفة هذه الموجات في كتابها، فيما عدا الموجة المناهضة للاستعمار، وتكشف المشاكل الأخلاقية التي تطرحها صور الإرهاب. تغطية للإرهاب في آواخر التسعينيات يناقش هذا الفصل، عبر الإشارة إلى أمثلة ملموسة، كيف أن التمثيلات البصرية للأحداث الإرهابية في وسائل الإعلام عادة ما تتبع الأنماط نفسها وفقًا لتسلسل يمكن التنبؤ به من التمثيل الذي بدأ في الظهور في نهاية القرن العشرين. وقد ظهرت هذه الأنماط في أعقاب هجماتٍ عدة نفذتها جماعات مختلفة، مثل جماعة “نارودنايا فوليا” (Narodnaya Volya) الفوضوية الروسية التي اغتالت القيصر ألكسندر الثاني في عام 1881 بهدف قلب نظام الحكم؛ والمجموعة الجمهورية الأيرلندية التي تُعرف بعشيرة نا جايل (Clan na Gael) أو الأيرلنديين المتحدين (United Irishmen) التي، بين عامي 1881 و1885، نفذت حملة متواصلة من الهجمات بالقنابل في انجلترا بهدف بث الخوف الدائم في نفوس السكان بدلًا من اغتيال أهداف محددة مثل المسؤولين الحكوميين ورؤساء الدول؛ والفوضويين الفرنسيين الذين شنوا العديد من الهجمات في أوائل الثمانينات في باريس. استخدمت هذه الجماعات الفوضوية العديد من التكتيكات والاستراتيجيات التي أصبحت سمة من سمات الإرهاب في العصر الحديث، مثل استخدام القنابل الموقوتة، واختيار الأهداف التي لها قيمة رمزية قوية. وكانت هذه الجماعات، لا سيما عشيرة نا جايل، تؤمن بالفرضية القائلة بأن وسائل الإعلام ستضخم الهجمات، وكان ذلك بسبب ظهور الصحافة المصورة في منتصف القرن التي شملت استخدام فنانين ابتكروا رسومات استنادًا إلى تقارير شهود العيان. ومثلها مثل اليوم، صُمِّمت هذه التقارير المصوّرة لتناسب مختلف القراء. على سبيل المثال، امتنعت مجلة “أخبار لندن المصورة” (Illustrated London News) التي تستهدف الطبقة المتوسطة عن نشر صورٍ للهجمات من الثمانينيات فصاعدًا. وبدلًا من ذلك، حاولت المجلات والصحف الأكثر شعبية مثل L’Univers illustrè وLe Petit Journal إعادة بناء الأحداث بشكل درامي قدر الإمكان. ومع ذلك، كانت هناك قاعدة واحدة تم تطبيقها ولا يزال من الممكن رؤيتها حتى اليوم: لم تعرض وسائل الإعلام بشكل عام صورًا لجرحى ووفيات بلادها. ويمكن تتبع نمط يظهر مع التطور التاريخي للتقارير المصورة: الصور الأولى للتدمير (بضحايا أو بدون ضحايا) تتبعتها بسرعة صور تظهر ردود فعل نشطة على حالة الرعب، وبالتالي يُفترض أن تتبعها طمأنة (نشر الشرطة ورجال الإنقاذ). وأخيرًا، عرض صور القبض على الجناة والأحكام الصادرة بحقهم. كيف تمت تغطية أزمات الرهائن في الستينيات بالنسبة للحكومات ووسائل الإعلام والجمهور، تُشكّل عمليات اختطاف الأفراد واختطاف الطائرات تحديات أكبر بكثير من الهجمات بالقنابل لأن نتائجها غير مؤكدة دائمًا، وكل المعنيين يتعرضون لضغوط هائلة. وفي حين أن الصور التي تصدر بعد هجوم بالقنابل مباشرة توفر إطارًا مستقرًا يساعد الجمهور على إدراك ما حدث للتو، فإن عمليات الاختطاف غالبًا ما تستمر لأيام أو أسابيع أو حتى سنوات، ويكون الوضع أكثر تقلبًا ولا يمكن التنبؤ به. حتى أوائل السبعينيات، نجحت عمليات اختطاف عدة لسياسيين، خاصة في البرازيل وجمهورية الدومينيكان حيث اضطرت الحكومات للتفاوض مع المتمردين. بيد أن الدول التي تبنت حكوماتها استراتيجية التعنت المبدئي سرعان ما شهدت أول الخسائر كما حدث بالنسبة للمستشار الأمني الأمريكي دانييل ميتريون في أوروجواي. وقد أعلنت حركة التحرير الوطنية في أوروجواي أو التوباماروس (Tupamaros) عن مقتل ميتريون، ومن ثم وجهت اتهامات إلى الحكومة بالتقصير ورفض التفاوض. حظيت حركة توباماروس، مثل الحركات الراديكالية الأخرى في أمريكا اللاتينية، بدعم قطاعات كبيرة من السكان، ولكن أنباء قتل شخص بريء سرعان ما غيّرت الرأي العام. وردًا على ذلك، بدأت توباماروس في نشر الصور التي تظهر رهائنها في صحة جيدة، وفي ظروف إنسانية، مثل صور كلود فلاي أو السير جيفري جاكسون. ورغم أن هذه الصور كانت بمثابة دليل على أن الرهائن لا يزالون على قيد الحياة في البداية، فإن هذه الاستراتيجية الجديدة كانت تستهدف في المقام الأول شعب أوروجواي. ومن خلال القيام بذلك، حاولت المجموعة استعادة شعبيتها من خلال إظهار سلوك “إنساني”. تحتوي صورة جاكسون، على وجه الخصوص، على عنصر من شأنه أن يصبح شائعًا جدًا في الصور الأيقونية للرهائن خلال السنوات التي تلت ذلك. ورسمت نسخة مرتجلة من شعار توباماروس على الجدار خلف الرهينة. ومن أجل إدراج الشعار في الصورة، وضع الرهينة ورأسه منسدل، ما يدل بوضوح على ديناميات القوة المنحرفة في ذلك الموقف. وبهذه اللغة البصرية البسيطة، أسست التوباماروس تقليدًا سيعتمده رجال حرب العصابات الحضريون اليساريون المتطرفون في أوروبا بعد بضع سنوات. جماعة الجيش الأحمر في خريف عام 1977، شهدت جمهورية ألمانيا الاتحادية موجة من عمليات الاختطاف التي قام بها فصيل الجيش الأحمر (RAF). ومن الأمثلة على ذلك اختطاف هانز مارتن شلاير، رئيس اتحاد رابطات أصحاب العمل الألمان. وسرعان ما اكتشف الخاطفون أن أملهم في التوصل إلى حل سريع كان في الواقع وهمًا. ولم يُترك للحكومة مجال يُذكر للمناورة بعد أن قتلت المجموعة أربعة أشخاص من أجل اختطاف شلاير. في البداية، اعتمد الخاطفون على استراتيجية صور استخدمتها بنجاح الألوية الحمراء وحركة 2 يونيو، التي تهدف إلى إذلال الأسرى. تألفت هذه الاستراتيجية من التقاط صورة بولارويد (أي فورية) للأشخاص المخطوفين تعرض حالتهم السيئة، ما يخلق تناقضًا قويًا مع الصور الرسمية للأشخاص المخطوفين، صورة شلاير في هذه الحالة. ولم يتم الإعلان على الفور عن أول صورة بولارويد لشلاير. لذا، وللمرة الأولى في تاريخ أخذ الرهائن، أرسلت جماعة الجيش الأحمر رسائل فيديو مباشرة إلى وكالات الأنباء في الداخل والخارج. وفي غضون ذلك، تفاوضت الحكومة الألمانية على تعتيم إعلامي غير مسبوق على نحو مماثل مع مجلس الصحافة الألماني. ولهذه الأسباب، أعاد الخاطفون النظر في استراتيجيتهم. أخذوا صورة بولارويد ثانية تُظهر شلاير رابط الجأش يرتدي بدلة وشعره ممشط بدقة. ومع ذلك، سرعان ما أتضح أنه لا يمكن ابتزاز الحكومة، وأصبحت محاولة كسب التعاطف العام مع شلاير استراتيجية فاشلة. ومن خلال التعتيم على الأخبار، صعّبت الحكومة على جماعة الجيش الأحمر تحقيق هدفها. في الصراع المؤلم بين جماعة الجيش الأحمر والحكومة في خريف عام 1977، أصبح من الواضح كيف يمكن أن تكون ردود الفعل على الصور غير متوقعة في مثل هذه الحالات. في الواقع، كل صورة تتجاوز التعتيم الإخباري وتصل إلى الجمهور يكون لها تأثير لا تستطيع الحكومة ولا الخاطفون السيطرة عليه. فيديوهات قطع الرؤوس في أوائل القرن الحادي والعشرين في مطلع القرن الحادي والعشرين، قدمت أجهزة التسجيل الرقمي والإنترنت طرقًا جديدة لنشر الصور التي أتاحت فرصًا جديدة للجماعات الإرهابية لنشر دعايتها. ولم يمض وقت طويل حتى تبنى الجهاديون المتطرفون هذه الفرص الجديدة، بعد أن حاولوا عبثًا في السابق نشر صورهم عبر وسائل الإعلام الغربية التقليدية منذ الثمانينيات فصاعدًا في بلدان مثل البوسنة والجزائر والشيشان. وعندما اختطف الصحفي الأمريكي-الإسرائيلي دانيال بيرل في باكستان في يناير 2002 على يد منظمة مرتبطة بتنظيم القاعدة، لم تبث أي مؤسسة إخبارية غربية الفيديو. فما كان من الجناة إلا أن حمّلوه على الإنترنت ليراه الجميع. ومنذ ذلك الحين، لم يكلّف الجناة أنفسهم عناء التعامل مع وسائل الإعلام الغربية، واكتفوا بنشر صورهم ومقاطع الفيديو الخاصة بهم مباشرة على الإنترنت. وفي ربيع عام 2004، نُشر أول فيديو من هذا النوع على الإنترنت، يظهر إطلاق النار على فابريتسيو كواتروكي، ضابط في شركة أمن إيطالية، كان قد اختطفه “لواء المجاهدين الأخضر” في العراق. في ذلك الوقت، حتى قناة الجزيرة الإخبارية المعادية للغرب رفضت بثه. وبعد شهرين، ظهر فيديو آخر يُظهر الإرهابي العراقي أبو مصعب الزرقاوي وهو يقطع رأس الأمريكي نيك بيرج بسكين. وفي الأشهر الستة التالية، تم تحميل سبعة مقاطع فيديو أخرى لقطع الرؤوس على موقع الأنصار التابع لتنظيم القاعدة. في هذه الحالات، نشرت وسائل الإعلام الغربية فقط مقتطفات من التسجيلات، وحذفت القتل الفعلي. وبعد عشر سنوات، في أغسطس 2014، حاول تنظيم داعش استغلال هذا النجاح المريب من خلال تحميل فيديو يُظهر إعدام الأمريكي جيمس فولي على يوتيوب. غير أن معظم الشبكات الاجتماعية حذفت الفيديو على الفور، وفي المملكة المتحدة، حُظر تمامًا. في ذلك الوقت، نشرت وسائل الإعلام الغربية الفيديو في شكل صورة ثابتة غير واضحة. وعلى الرغم من ذلك، كشف مسح بريطاني أن حوالي 2% من السكان بحثوا عن الفيديو ووجدوه وشاهدوه بالكامل، ما يشير إلى أن الاستراتيجية الجهادية لنشر مواده مباشرة على الإنترنت، وعلى الشبكات الاجتماعية، كانت ناجحة. وفي حين أظهرت مقاطع الفيديو الخاصة بعمليات الإعدام من العراق صورًا ضبابية ومهتزة من كاميرات يدوية، فإن مقاطع فيديو تنظيم داعش كانت ذات جودة عالية. لم يُقطع رأس جيمس فولي، ولم يُعدم الطيار الأردني معاذ الكساسبة لأي سببٍ آخر سوى الشهرة. إن التمثيل العلني بجثث المخطوفين في مقاطع الفيديو الجهادية في أوائل القرن الحادي والعشرين لا يهدف إلا إلى إظهار الانتقام، وزيادة شهرة الجناة داخل معسكرهم، وبث الخوف في نفوس أعدائهم. الجدير بالذكر أن أسلوب الرسم/ التصوير الشائن الذي يعود إلى القرون الوسطى -عبارة عن صور تشهيرية تستخدم لإذلال الأفراد علنًا- يعاود الظهور من جديد بقسوة أكبر من أي وقت مضى في مقاطع الفيديو هذه، وقد لعبت الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي دورًا محوريًا في هذه الاستراتيجية العنيفة التي تربط مقاطع فيديو الزرقاوي بمقاطع فيديو للخلافة المزعومة. الحظر الذي تفرضه الحكومات على وسائل الإعلام يوضح الكتاب أن نشر الصور الإرهابية يخدم مصالح المهاجمين. ولذلك، فإنه يُمثّل معضلة أخلاقية خاصة للمجتمعات المعنية، التي ليس لديها خيار سوى تبادل الأخبار عن هجوم ما. بعدما وجدت نفسها محاصرة بين التعاطف مع محنة الضحايا ورفض الاستسلام للابتزاز، اتخذت الحكومات من حين لآخر خطوات للحد من تداول مثل هذه الصور. ومن الأمثلة القليلة على ذلك التدابير التي اتخذتها حكومة أوروجواي ضد حركة التوباماروس في الفترة ما بين 1967 و1973، التي حظرت نشر أي تقارير عن أعمال الجماعة الإرهابية، بل وحظرت ذكر أسماء أفرادها في الصحافة. وهناك مثال آخر هو الحكومة البريطانية، التي نظمت أيضًا بشكل صارم النشر عن المنظمات الإرهابية الأيرلندية خلال فترة السبعينيات، وحظرت إجراء مقابلات مباشرة مع النشطاء في عام 1988. وهناك أيضًا حالة الحكومة الأمريكية، التي حثّت وسائل الإعلام بعد هجمات 11 سبتمبر على عدم إعطاء منبر لأخبار أسامة بن لادن ورسائله المصورة؛ وأخيرًا، الحكومة الألمانية، التي فرضت قيودًا مماثلة خلال عمليات الاختطاف التي نفذتها جماعة الجيش الأحمر، خاصة أثناء اختطاف شلاير. ومع ذلك، فمن الأهمية بمكان تسليط الضوء على أنه في كل حالة يتم فيها فرض حظر على وسائل الإعلام أو التفاوض عليها من قبل الحكومات، فإنها تنتهك حرية التعبير. ومن ثم، فإن هذه الحالات تكون مثيرة للجدل في الديمقراطيات الغربية. قوة الإنترنت لا شك أن الإنترنت صعّب على الحكومات السيطرة على نشر الصور العنيفة. لم تعد وسائل الإعلام الرئيسة هي المنصة الوحيدة لنشر الصور القوية، وفي الواقع، لعبت شبكة الإنترنت دورًا رائدًا وأقل قابلية للتنبؤ. أول مثال على ذلك كان في 7 يوليو 2005 عندما نشرت هيئة الإذاعة البريطانية صورة التقطها مواطن على هاتف محمول لهجوم مترو لندن، ثم نشرتها الصحافة الدولية بعد ذلك. بعد ذلك، أصبح نشر مقاطع الفيديو والصور الفوتوغرافية غير الاحترافية بعد الهجمات أمرًا طبيعيًا، وكان مجرد مثال آخر على كيف أن التطورات التكنولوجية الحديثة جعلت الصور التي تنشرها الجماعات الإرهابية أكثر فعالية. ومع ذلك، فإن المجتمعات تُحاسب مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي بشكل متنام، بدلاً من المنصات نفسها. ذلك أن مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي لم يعد يعتبرون مجرد متلقين، بل يساهمون الآن في إنتاج الصور وتداولها. وقد صيغ مصطلح “prosumers” (كلمة منحوته من كلمتي منتج producer ومستهلكconsumer ) لوصف هذه الفئة الجديدة من الناس. الخلاصة تطور الصحافة المصورة في القرن التاسع عشر منح الإرهابيين المعاصرين منصة فعّالة لنشر الخوف بين الجماهير. كما أن اختراع كاميرات البولارويد والفيديو في السبعينيات -التي مكّنت الخاطفين من نشر صور فورية للرهائن بسرعة ودون الحاجة للمرور المحفوف بالمخاطر عبر المعامل- ساعدهم على زيادة الضغط على الحكومات. وأخيرًا، أتاحت شبكة الإنترنت للمهاجمين فرصًا لـ “تقديم الذات” بأشكال كان من المستحيل حتى ذلك الحين إيصالها لجمهور أوسع. يوثق هذا الكتاب بشكل فعّال -باستخدام العديد من الصور التي نشرتها وسائل الإعلام الغربية بمرور الوقت- كيف أن الصور الإرهابية تثير ردود فعل لا يمكن التنبؤ بها في كثيرٍ من الأحيان، لا من قبل المهاجم ولا الحكومة ولا وسائل الإعلام التقليدية ولا المجتمع. كما يوضح كيف أن عصر وسائل التواصل الاجتماعي يحول المستهلكين إلى مستهلكين ومنتجين في آن واحد، ويطمس الخطوط الفاصلة حول من يتحمل مسؤولية نشر الصور العنيفة. لا شك أن وسائل الاعلام الاجتماعية تمكّن الإرهابيين من “الخروج على خشبة المسرح” و”الأداء”، ما يكسبهم شهرة فورية. كانت الحالة الأولى في يونيو 2016 عندما قتل مهاجم في بلدية ماجنانفيل شرطيين فرنسيين. ونشر المهاجم لقطات حيّة له وللضحايا على فيسبوك، بينما كان يتفاوض مع أفراد القوات الخاصة. ثم، في مارس 2019، قتل إرهابي 50 مصليًا في مسجدين في كرايستشيرش، في نيوزيلندا. وبث المسلح هجومه مباشرة على فيسبوك، وتصرّف كما لو كان جنديًا من لعبة الفيديو نداء الواجب (Call of Duty). وهكذا، تبين لنا الأمثلة الواردة في هذا الكتاب كيف يمكن للإرهابيين في العصر الحديث استغلال وسائل التواصل الاجتماعي بشكل فعّال لتعزيز قضيتهم، واكتساب شهرة فورية. وهذا التطور يطرح العديد من الأسئلة المهمة على المجتمع: كيف ينبغي لنا أن نتفاعل مع مثل هذه الصور؟ كيف يمكننا مكافحة انتشار مقاطع الفيديو العنيفة؟ هذه هي بعض التحديات التي نواجهها، وتجد شركات الإعلام والحكومات صعوبة في التعامل معها، وهذا الكتاب يزوِّد القراء بأساس جيد للبدء في الإجابة على هذه الأسئلة.
*محلل للقضايا المتعلقة بالتحديات الناشئة، وقارة أفريقيا في كلية الدفاع التابعة لحلف الناتو في روما. كما يعمل أيضا مدربا أكاديميا في الدورات رفيعة المستوى حول الإرهاب في SIOI (الجمعية الإيطالية للمنظمات الدولية).  

لا توجد تعليقات:

للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.

أضف تعليقك