المغرب..10 ملايين رأس غنم وماعز تُذبح سنويًا وسط تحديات مناخية واقتصادية

المغرب..10 ملايين رأس غنم وماعز تُذبح سنويًا وسط تحديات مناخية واقتصادية
تقارير / الاثنين 24 مارس 2025 - 02:48 / لا توجد تعليقات:

أنتلجنسيا المغرب:منير الدايري

كشفت أرقام رسمية أن المغاربة يذبحون سنويًا حوالي 10 ملايين رأس من الأغنام والماعز، في إحصائية تعكس أهمية تربية المواشي في الاقتصاد الوطني والعادات الاجتماعية للمغاربة.

تتوزع هذه الأرقام بين 5.5 إلى 6 ملايين رأس تُذبح خلال عيد الأضحى، و3.5 مليون رأس على مدار السنة، إضافة إلى حوالي مليون رأس تُخصص للعراسي والمناسبات الاجتماعية، وفقًا لبيانات حديثة صادرة عن الجهات المختصة.

لكن هذا العام، أُعلن عن إلغاء شعيرة ذبح الأضاحي في عيد الأضحى 2025 بقرار ملكي، حيث وجه الملك محمد السادس، في فبراير الماضي، رسالة إلى الشعب المغربي دعا فيها إلى الامتناع عن الذبح حفاظًا على الثروة الحيوانية في ظل التحديات المناخية.

عيد الأضحى 2025: إلغاء شعيرةالذبح

كان عيد الأضحى يشهد ذروة الذبح السنوي بين 5.5 و6 ملايين رأس، لكن التوجيه الملكي الأخير قلب المعادلة. جاء هذا القرار بعد تراجع القطيع بنسبة 38% خلال العقد الأخير، نتيجة سبع سنوات من الجفاف وارتفاع أسعار الأعلاف. وأكد الملك في رسالته أن الاحتفال بالعيد سيستمر عبر الطقوس الروحية كصلاة العيد وصلة الرحم، مع تعليق شعيرة الذبح لتخفيف الضغط على الموارد والأسر. أثار القرار جدلًا واسعًا، حيث رحب به البعض كخطوة لدعم الاقتصاد، بينما لم يعجب آخرون۔

استهلاك مستمر على مدار السنة

خارج إطار عيد الأضحى، يبلغ عدد رؤوس الأغنام والماعز المذبوحة سنويًا حوالي 3.5 مليون رأس، وهو ما يشير إلى استهلاك منتظم للحوم الحمراء ضمن النظام الغذائي المغربي. تُعتبر الأسواق الأسبوعية والاستهلاك اليومي في المدن والقرى محركًا أساسيًا لهذا الرقم، حيث يُفضل المغاربة لحم الغنم في العديد من الأطباق التقليدية مثل الطواجن والكسكس.

المناسبات الاجتماعية: مليون رأس إضافية

تُضاف إلى هذه الأرقام حوالي مليون رأس تُذبح خلال المناسبات الاجتماعية كالاعراس  والاحتفالات العائلية، مما يؤكد الدور الثقافي والاقتصادي للمواشي في المجتمع المغربي. هذا العدد، رغم أنه أقل من ذروة عيد الأضحى، يعكس استمرارية الطلب على اللحوم في سياقات مختلفة.

تحديات مناخية واقتصادية تهدد القطيع

رغم هذه الأرقام الكبيرة، يواجه قطاع تربية المواشي في المغرب ضغوطًا متزايدة. فقد أدت موجات الجفاف المتكررة إلى تقليص المراعي الطبيعية، مما رفع تكاليف الأعلاف بشكل كبير. ووفقًا لتقارير رسمية، فإن أسعار الأغنام قفزت في السنوات الأخيرة، حيث أصبحت تتجاوز القدرة الشرائية للعديد من الأسر ذات الدخل المحدود۔

تداعيات اقتصادية واجتماعية

يعتمد مئات الآلاف من المربين والتجار على موسم عيد الأضحى كمصدر رئيسي للدخل، لكن إلغاء شعيرة الذبح هذا العام قد يؤدي إلى خسائر كبيرة لهم. وفي ظل استيراد 100 ألف رأس من أستراليا لتعويض النقص في السابق، يبقى السؤال حول مدى فعالية هذه الإجراءات في ظل التغيير الجديد.

وفي المقابل ، تشير الأرقام الرسمية إلى أن استهلاك المغاربة للحوم الحمراء يظل مرتفعًا، لكن استدامة هذا النمط تواجه تحديات بيئية واقتصادية متفاقمة. ومع إلغاء شعيرة الذبح في عيد الأضحى 2025، يترقب المغاربة كيف ستؤثر هذه الخطوة علی الاسواق والتقاليد في  المستقبل ، بين الحفاظ علی الثروة  الحيوانية ومواجهة الضغوط الاقتصادية۔

لا توجد تعليقات:

للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.

أضف تعليقك