أنتلجنسيا المغرب:حمان ميقاتي
يحيى السنوار، أحد أبرز قادة حركة حماس، نجا من محاولة اغتيال نفذتها إسرائيل عام 1988، حيث أصيب برصاص في رأسه لكن الأمر الذي أثار الجدل هو أن الأطباء الإسرائيليين الذين عالجوه في السجن قرروا ترك الرصاص في جمجمته بدلاً من إزالته، فهل كان ذلك مجرد إجراء طبي أم أن وراءه دوافع خفية؟
تفاصيل الحادثة
في أواخر الثمانينيات، تعرض السنوار لمحاولة اغتيال أصيب خلالها برصاصات في رأسه، وتم اعتقاله ونقله إلى مستشفى إسرائيلي لتلقي العلاج. وعوضًا عن استخراج الرصاص، قرر الأطباء تركه في مكانه، بحجة أن إزالته قد تشكل خطرًا على حياته. لكن هذا القرار أثار تساؤلات حول نوايا الاحتلال، خاصة مع تطور السنوار لاحقًا ليصبح من أخطر القادة الذين تواجههم إسرائيل.
التفسيرات المحتملة
1. مبررات طبية أم قرار مقصود؟
بعض التقارير تشير إلى أن القرار كان طبيًا بحتًا، حيث أن إزالة الرصاص من مناطق حساسة في الدماغ قد تؤدي إلى أضرار جسيمة، وربما كانت حياة السنوار في خطر لو تم إخراج الرصاص. لكن هذا التفسير لم يمنع البعض من طرح تساؤلات أخرى حول نوايا إسرائيل الحقيقية.
2. حسابات استخباراتية: هل كان مقصودًا؟
هناك فرضية تقول إن إسرائيل ربما أرادت أن تترك الرصاص في رأس السنوار لأسباب استخباراتية. فهل كان الهدف مراقبة حالته الصحية على المدى الطويل؟ أم أن الأمر كان جزءًا من استراتيجية نفسية لجعل حياته غير مستقرة؟
3. تأثير نفسي طويل المدى
البعض يعتقد أن الإبقاء على الرصاص داخل جمجمته ربما كان وسيلة لترك أثر نفسي دائم عليه، خاصة أن إسرائيل تتبع أساليب معقدة في حربها ضد قادة المقاومة. فهل كان ذلك نوعًا من "التعذيب غير المباشر"، حيث يبقى المصاب دائمًا تحت وطأة التفكير في أثر الإصابة؟
ماذا حدث لاحقًا؟
بعد سنوات من السجن، أُفرج عن السنوار في صفقة تبادل الأسرى عام 2011، ليعود أقوى من أي وقت مضى، ويتولى قيادة حركة حماس في غزة، ليصبح أحد أبرز خصوم إسرائيل. واليوم، تصفه إسرائيل بأنه "أخطر رجل في غزة"، وهو ما يثير التساؤل: هل كان ترك الرصاص في رأسه قرارًا صائبًا أم أنه خطأ ارتد عكسيًا على إسرائيل نفسها؟
سواء كان القرار طبيًا أو جزءًا من خطة مدروسة، فإن الواقع يقول إن السنوار لم يضعف بسبب الرصاص في رأسه، بل تحول إلى قائد أكثر حدة وقوة. وبينما تواصل إسرائيل استهدافه، يبقى السؤال مفتوحًا: هل نجا السنوار من محاولة الاغتيال فعلاً، أم أن بقاء الرصاص في رأسه كان مجرد بداية لحرب طويلة ما زالت مستمرة؟
لا توجد تعليقات:
للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.
أضف تعليقك