الجزائر بين وهم التنافس مع المغرب وضغط التغيير الاستراتيجي..جبهة الإنقاذ السورية تدق ناقوس الخطر

الجزائر بين وهم التنافس مع المغرب وضغط التغيير الاستراتيجي..جبهة الإنقاذ السورية تدق ناقوس الخطر
تقارير / الخميس 20 فبراير 2025 - 11:30 / لا توجد تعليقات:

أنتلجنسيا المغرب:رئاسة التحرير

في تطور لافت يعكس التفاعلات المتصاعدة داخل المشهد السياسي الإقليمي، وجهت جبهة الإنقاذ السورية تحذيراً شديد اللهجة إلى الجزائر، داعيةً قيادتها إلى التخلي عن وهم التنافس مع المملكة المغربية والتركيز بدلاً من ذلك على تبني تحول استراتيجي يعيد ترتيب أولوياتها الداخلية والخارجية.

هذا الموقف المفاجئ يسلط الضوء على التغيرات الجيوسياسية التي تشهدها المنطقة، حيث باتت العلاقات بين الرباط والجزائر إحدى النقاط الساخنة التي تستقطب اهتمام الفاعلين الدوليين والإقليميين.

الجبهة تحذر الجزائر: صراع خاسر ضد المغرب

في بيان نُشر على منصاتها الرسمية، انتقدت جبهة الإنقاذ السورية - وهي حركة معارضة للنظام السوري، تأسست في سياق الثورة السورية - السياسات الجزائرية تجاه المغرب، معتبرة أن النهج التصعيدي الذي تتبناه الجزائر في مواجهة الرباط هو "رهان خاسر" لن يؤدي إلا إلى مزيد من العزلة والتدهور الاقتصادي والسياسي للدولة الجزائرية.

وجاء في البيان:

"من غير المنطقي أن تواصل الجزائر استنزاف مواردها في صراع عبثي مع المغرب، بينما تواجه تحديات داخلية متزايدة، من تدهور الوضع الاقتصادي، إلى انسداد الأفق السياسي وتصاعد الغضب الشعبي. إن السياسات العدائية تجاه المملكة المغربية لم تؤدِ سوى إلى إضعاف الجزائر إقليمياً ودولياً، في وقت تحقق فيه الرباط تقدماً لافتاً على مختلف الأصعدة."

المغرب يرسّخ مكانته.. والجزائر في عزلة متزايدة

لم يعد خافياً أن المملكة المغربية قد نجحت في تعزيز موقعها كقوة إقليمية صاعدة، مستفيدة من ديبلوماسية متوازنة، وتحالفات قوية، ونهج تنموي واضح.

ففي السنوات الأخيرة، تمكن المغرب من تحقيق مكاسب استراتيجية في ملف الصحراء المغربية، مستنداً إلى اعترافات دولية متزايدة بمغربية الصحراء، أبرزها الاعتراف الأمريكي، فضلاً عن الدعم المتزايد من القوى الأوروبية والإفريقية.

في المقابل، تعاني الجزائر من عزلة متفاقمة على الصعيد الدبلوماسي، حيث تراجعت ثقة العديد من الدول في سياساتها الخارجية، خاصة بعد قطع علاقاتها مع المغرب وإصرارها على مواقف متشددة تعكس "عقلية الحرب الباردة" التي لم تعد تتماشى مع معطيات القرن الحادي والعشرين.

جبهة الإنقاذ تدعو الجزائر إلى تغيير استراتيجي عاجل

وفقاً لبيان جبهة الإنقاذ السورية، فإن الحل الوحيد أمام الجزائر هو إعادة النظر جذرياً في استراتيجيتها الإقليمية، والابتعاد عن عقلية المواجهة المفتوحة مع المغرب، والتركيز بدلاً من ذلك على إصلاح الأوضاع الداخلية.

وجاء في البيان أيضاً:

"الجزائر بحاجة إلى مراجعة حساباتها قبل فوات الأوان. فبدلاً من الاستمرار في لعبة صفرية مع المغرب، يتعين على القيادة الجزائرية العمل على بناء دولة قوية من الداخل، تستثمر في شعبها، وتتبنى سياسات تنموية حقيقية، بدلاً من هدر الموارد في قضايا خاسرة."

الشارع الجزائري.. بين الإحباط والغضب

يأتي هذا التحذير في وقت يشهد فيه الشارع الجزائري حالة من الاحتقان المتزايد، حيث يواجه النظام تحديات اقتصادية حادة، تتجلى في ارتفاع البطالة، وتدهور قيمة الدينار، ونقص الخدمات الأساسية، فضلاً عن استمرار المطالب الشعبية بالإصلاح السياسي والديمقراطية الحقيقية.

في المقابل، نجح المغرب في تنفيذ إصلاحات اقتصادية كبرى، وتعزيز مناخ الاستثمار، وجلب شركات عالمية كبرى، ما جعله وجهة مفضلة للاستثمارات الدولية، فيما تظل الجزائر تعاني من بيروقراطية قاتلة، وغياب استراتيجية واضحة لجذب رؤوس الأموال.

المجتمع الدولي يراقب.. والوقت ينفد

يبقى السؤال الأبرز: هل ستلتقط الجزائر هذه الرسالة وتعيد تقييم استراتيجيتها قبل أن يفوت الأوان؟ التحذيرات الإقليمية والدولية تتوالى، والمجتمع الدولي يراقب الوضع عن كثب، وسط تزايد المؤشرات على أن استمرار النهج الحالي لن يؤدي سوى إلى مزيد من العزلة والتراجع الاستراتيجي.

في ظل هذا المشهد، يبرز المغرب كنموذج للدولة التي استطاعت تحقيق الاستقرار والتقدم رغم التحديات، بينما لا تزال الجزائر تبحث عن موقعها وسط تحولات إقليمية ودولية متسارعة. فهل ستتدارك القيادة الجزائرية الموقف قبل فوات الأوان؟ أم أن الأوهام القديمة ستظل تسيّر القرار السياسي في قصر المرادية؟

لا توجد تعليقات:

للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.

أضف تعليقك