"بوحمرون" يفتك بأطفال المغرب..120 وفاة في صفوف الصغار ودعوات عاجلة للتلقيح

"بوحمرون" يفتك بأطفال المغرب..120 وفاة في صفوف الصغار ودعوات عاجلة للتلقيح
تقارير / السبت 25 يناير 2025 16:29:00 / لا توجد تعليقات:

أنتلجنسيا المغرب:أبو جاسر

في الوقت الذي يشهد فيه المغرب تطورًا ملحوظًا في مجال الصحة العامة، تظل الأمراض المعدية كالحصبة (بوحمرون) تحديًا كبيرًا يهدد صحة الأطفال وحياتهم.

أرقام صادمة تثير القلق: 120 حالة وفاة جراء هذا المرض الفتاك منذ بداية انتشاره، منها 42% في صفوف أطفال لم يتجاوزوا سن الخامسة.

هذه الأرقام تدق ناقوس الخطر وتدعو الجميع إلى التحرك العاجل لتطويق هذه الأزمة الصحية، والإسراع بإيجاد حلول جذرية للوباء.

حصيلة مقلقة:120 وفاة في وقت قياسي

الحصبة أو "بوحمرون"، ذلك المرض الذي اعتُبر لسنوات مرضًا يمكن السيطرة عليه بفضل التلقيح، يعود اليوم ليهدد حياة الأطفال المغاربة. الأرقام المسجلة تدل على خطورة الوضع، حيث يُعزى ارتفاع الوفيات إلى نقص التلقيح لدى بعض الفئات العمرية، إضافة إلى سرعة انتشار المرض في المناطق التي تعرف ضعفًا في خدمات التلقيح أو انخفاض وعي الأسر بأهميته.

بحسب مصادر وزارة الصحة، فإن الأطفال الذين تقل أعمارهم عن خمس سنوات يشكلون النسبة الأكبر من الضحايا، بما يعادل 42% من الحالات المسجلة. هذا المعطى يُظهر هشاشة الفئات الصغيرة أمام المرض، خاصة في ظل غياب المناعة الكافية أو التلقيح.

ما هو الحصبة ولماذا هو خطير؟

الحصبة مرض فيروسي شديد العدوى ينتقل عن طريق الرذاذ التنفسي عندما يسعل أو يعطس الشخص المصاب. يتميز بأعراض تبدأ بحمى شديدة، سعال، زكام، واحمرار العينين، يليها ظهور طفح جلدي مميز. المشكلة الأساسية تكمن في مضاعفات المرض التي تشمل التهابات خطيرة مثل الالتهاب الرئوي، التهاب الدماغ، والجفاف الحاد، والتي قد تؤدي إلى الوفاة، خاصة بين الأطفال الصغار.

رغم أن اللقاح المضاد للحصبة أثبت فعاليته العالية، إلا أن هناك نسبة من الأطفال الذين لم يتم تلقيحهم بعد، مما يجعلهم عرضة لهذا المرض.

لماذا تتزايد حالات الإصابة؟

أسباب هذا الارتفاع المقلق في أعداد المصابين والوفيات ترتبط بعدة عوامل، أبرزها:

  1. عدم استكمال جدول التلقيحات: بعض الأطفال لم يحصلوا على الجرعات اللازمة من لقاح الحصبة، إما بسبب نقص التوعية أو عدم توفر اللقاح في بعض المناطق النائية.
  2. انتشار المعلومات المغلوطة: تصاعد الشائعات حول اللقاحات وتأثيرها السلبي يدفع بعض الأسر إلى الامتناع عن تلقيح أطفالها، مما يساهم في انتشار المرض.
  3. الظروف المعيشية والصحية: في المناطق التي تعاني من سوء التغذية أو نقص خدمات الصحة العامة، يكون الأطفال أكثر عرضة للإصابة بمضاعفات الحصبة.

التلقيح هو الحل الوحيد

من أهم الوسائل لتفادي انتشار الحصبة والوقاية من مضاعفاتها الخطيرة، هو التلقيح في الوقت المناسب. وقد أكدت وزارة الصحة على أهمية تلقي الأطفال جرعتين من لقاح الحصبة لضمان حمايتهم الكاملة.

ويعد المغرب واحدًا من الدول التي تعتمد برنامجًا وطنيًا للتلقيح، يضمن تقديم اللقاحات الأساسية مجانًا للأطفال. ويشمل البرنامج جدولًا محددًا يحدد أعمار الجرعات، بدءًا من سن 9 أشهر، مرورًا بعمر 12 شهرًا، ثم عند دخول الطفل إلى المدرسة.

هل استفاد طفلك من التلقيح؟

للأسر التي ترغب في التحقق مما إذا كان أطفالها قد حصلوا على اللقاح اللازم، يمكنهم الرجوع إلى البطاقة الصحية للأطفال التي تسجل جميع التلقيحات التي تلقوها. كما يمكنهم زيارة المراكز الصحية المحلية للحصول على المشورة أو إجراء تلقيحات تكميلية عند الضرورة.


دعوات عاجلة من وزارة الصحة

في هذا السياق، أطلقت وزارة الصحة حملة وطنية للتوعية والتلقيح ضد الحصبة، بهدف الحد من انتشار المرض وإنقاذ حياة الأطفال. ودعت الوزارة جميع الأسر إلى التفاعل الإيجابي مع هذه الحملة والتأكد من تلقي أطفالهم للجرعات المطلوبة في الوقت المحدد.

كما أكدت الوزارة أن اللقاح آمن تمامًا ولا يحمل أي مخاطر صحية على الأطفال، بل يوفر حماية فعالة ودائمة ضد المرض.

دور المجتمع في التصدي للمرض

التصدي للحصبة لا يتوقف فقط على جهود الدولة، بل يتطلب أيضًا تضافر جهود المجتمع ككل. الجمعيات المحلية، وسائل الإعلام، والمؤسسات التعليمية، جميعها مدعوة إلى لعب دورها في نشر التوعية بأهمية التلقيح والتشجيع على الالتزام به.

أمل في الحد من انتشار المرض

رغم خطورة الوضع الحالي، فإن الأمل يظل قائمًا في القضاء على الحصبة بفضل التلقيح الجماعي. وقد نجحت العديد من الدول في تحقيق هذا الهدف، حيث تمكنت من تقليص أعداد الإصابات والوفيات بشكل كبير بفضل حملات التلقيح الوطنية.

ختاما، فـ120 حالة وفاة ليست مجرد رقم، بل هي جرس إنذار يدعو الجميع إلى التحرك العاجل. الأطفال هم مستقبل الوطن، وحمايتهم من الأمراض مسؤولية تقع على عاتق الجميع. التلقيح ليس خيارًا، بل هو ضرورة لإنقاذ الأرواح وضمان صحة الأجيال القادمة. لذا، لا تترددوا: بادروا بتلقيح أطفالكم اليوم قبل الغد، فالحصبة ليست مجرد طفح جلدي، بل قد تكون قاتلة إذا لم يتم التصدي لها في الوقت المناسب.


لا توجد تعليقات:

للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.

أضف تعليقك