أنتلجنسيا المغرب
في واقعة غريبة ومثيرة للجدل، أعلن وزير الفلاحة، أحمد البواري، خلال جلسة بمجلس النواب، أن الجفاف قد يكون سببًا في ارتفاع أسعار السمك، مشيرًا إلى أن سقوط الأمطار في البحر "أمر مفيد للثروة السمكية".
التصريح، الذي بدا وكأنه قادم من عالم الفكاهة أكثر من منصة رسمية، أثار موجة عارمة من الانتقادات والتعليقات الساخرة على مواقع التواصل الاجتماعي.
الناطق الرسمي باسم الحكومة، مصطفى بايتاس، اختار الوقوف على الحياد في هذا الجدل المشتعل، مؤكدًا في رده على أسئلة الصحفيين أنه "ليس مختصًا في المجال". هذا الرد، وإن كان يبدو دبلوماسيًا، لم يمنع الشارع المغربي من التساؤل: هل يمكن للجفاف فعلًا أن يؤثر على السمك؟ وهل يُعقل أن تكون الأمطار التي تسقط في البحر هي مفتاح الحل لارتفاع الأسعار؟
بين الجدل العلمي والسخرية الشعبية
من الناحية العلمية، يُجمع خبراء البيئة على أن العوامل المؤثرة على الثروة السمكية تتعلق بدرجة حرارة المياه، التلوث، والصيد الجائر، وليس بسقوط الأمطار في البحر. ومع ذلك، يبدو أن الوزير اختار السباحة ضد التيار العلمي، مضيفًا بعدًا كوميديًا غير مقصود إلى النقاش.
وعلى مواقع التواصل، لم يفوت المغاربة الفرصة لإطلاق نكاتهم. أحد المعلقين كتب: "السمك عطشان وكيستنّى الشتاء"، بينما تساءل آخر: "واش الأمطار خاصها تكون معدنية باش تشربها الحوتة؟".
هل التصريحات مؤشر على أزمة تواصل حكومي؟
الخطأ في التصريحات الحكومية ليس جديدًا، لكنه يُعيد فتح النقاش حول كفاءة الخطاب السياسي في التواصل مع المواطنين. تصريحات من هذا النوع تُفقد الثقة بين المسؤول والمواطن، خاصةً في ظل سياق اقتصادي يعاني فيه المغاربة من ارتفاع الأسعار في كل القطاعات، وليس فقط في سوق السمك.
بين علم البيئة وفكاهة التصريحات، يبقى المواطن المغربي عالقًا في دوامة ارتفاع الأسعار وتبريرات المسؤولين. وربما بدل البحث عن "الأمطار البحرية"، يجب أن تُركز الحكومة على حلول واقعية وجدية لمشاكل القطاعين الفلاحي والبحري.
صورة وزير الفلاحة أحمد البواري
لا توجد تعليقات:
للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.
أضف تعليقك