انتخابات 2026 على الأبواب..الأغلبية الحكومية بين تطلعات الفوز وأعباء الإخفاقات الاقتصادية والاجتماعية

انتخابات 2026 على الأبواب..الأغلبية الحكومية بين تطلعات الفوز وأعباء الإخفاقات الاقتصادية والاجتماعية
تقارير / السبت 18 يناير 2025 18:00:00 / لا توجد تعليقات:

أنتلجنسيا المغرب:ياسر اروين

مع اقتراب انتخابات 2026 التشريعية في المغرب، تستعد أحزاب الأغلبية الحكومية، المكونة من التجمع الوطني للأحرار، الأصالة والمعاصرة، وحزب الاستقلال، لخوض معركة سياسية مصيرية تهدف إلى الحفاظ على مواقعها القيادية داخل المشهد السياسي المغربي.

في الوقت نفسه، تواجه هذه الأحزاب تحديات جسيمة مرتبطة بإخفاقات الحكومة الحالية، التي أفرزت أزمات اقتصادية واجتماعية غير مسبوقة.

الاستعدادات الانتخابية:خطة الأغلبية للاستمرار في السلطة

منذ تشكيل حكومة عزيز أخنوش عام 2021، سعت الأحزاب الثلاثة إلى تعزيز نفوذها على المستوى الوطني والمحلي. تحضر الأحزاب لاستحقاقات 2026 عبر عدة محاور أساسية:

  1. تعزيز القاعدة الشعبية: تعمل الأحزاب على استعادة ثقة المواطنين من خلال تكثيف الجولات الميدانية وتقديم برامج انتخابية تعد بإصلاحات اجتماعية واقتصادية أعمق وأكثر شمولية.

  2. تحالفات استراتيجية: تستعد الأغلبية لتعزيز تحالفها الثلاثي عبر تفاهمات تنظيمية وبرامج مشتركة، مع تركيز خاص على المناطق التي تشهد تنافسًا شديدًا مع أحزاب المعارضة.

  3. استغلال النفوذ الحكومي: يُلاحظ أن الأحزاب الحاكمة تسعى لاستغلال تواجدها في السلطة لتعزيز قاعدتها الانتخابية عبر تقديم مشاريع تنموية وبرامج اجتماعية، رغم محدودية النتائج التي تحققت حتى الآن.

إرث حكومة أخنوش:إخفاقات تهدد المستقبل السياسي للأغلبية

رغم محاولات الأغلبية الحكومية رسم صورة إيجابية لإنجازاتها، إلا أن العديد من التحديات تقوض جهودها، أبرزها:

  1. ارتفاع معدلات البطالة: شهدت السنوات الأخيرة تصاعدًا ملحوظًا في نسبة البطالة، خصوصًا بين الشباب وحاملي الشهادات. وقد عجزت الحكومة عن خلق فرص عمل كافية لمعالجة هذه الأزمة.

  2. التضخم وارتفاع الأسعار: أثرت موجة التضخم الحاد وارتفاع أسعار المواد الأساسية والمحروقات على القدرة الشرائية للمواطنين. ورغم تدخلات الحكومة عبر دعم بعض القطاعات، فإن النتائج كانت محدودة.

  3. ارتفاع نسب الفقر والهشاشة الاجتماعية: تفاقمت معدلات الفقر بسبب السياسات الحكومية التي فشلت في تحسين أوضاع الفئات الهشة، مما أدى إلى اتساع الهوة الاجتماعية.

  4. إخفاقات في إصلاح التعليم والصحة: استمرت قطاعات حيوية كالتعليم والصحة في المعاناة من تدهور الخدمات، ما أثار موجة من الانتقادات الواسعة.

  5. ضعف التواصل الحكومي: تعرضت الحكومة لانتقادات حادة بسبب ضعف تواصلها مع المواطنين وغياب الشفافية بشأن القرارات الاقتصادية الكبرى.

حظوظ الأغلبية في انتخابات 2026

رغم الانتقادات الواسعة، لا تزال أحزاب الأغلبية تراهن على عوامل قد تدعم حظوظها في الانتخابات المقبلة:

  • الاستفادة من الموارد التنظيمية: بفضل شبكاتها الحزبية القوية، تمتلك الأحزاب الحاكمة القدرة على حشد دعم كبير، خصوصًا في المناطق الريفية.

  • ضعف المعارضة: تواجه المعارضة تحديات تنظيمية وضعفًا في التنسيق، ما يمنح الأغلبية هامشًا أوسع للتحرك.

  • برامج انتخابية جديدة: تعِد الأحزاب بتقديم برامج انتخابية تركز على معالجة الإخفاقات الحالية، مع تسويق أنفسها كضامن للاستقرار.

التحديات التي قد تعرقل الأغلبية

  1. الغضب الشعبي المتزايد: يزداد استياء المواطنين من السياسات الحالية، ما قد يؤدي إلى تصويت احتجاجي لصالح أحزاب المعارضة.

  2. انتقادات المجتمع المدني: تواجه الحكومة انتقادات من هيئات حقوقية وجمعيات مدنية بسبب غياب الإصلاحات الجذرية في عدة قطاعات.

  3. تفكك التحالفات: احتمال حدوث خلافات بين مكونات الأغلبية قد يؤدي إلى ضعف التنسيق والانسجام.

أصوات المعارضة:فرصة للتغيير؟

تستعد أحزاب المعارضة، وعلى رأسها العدالة والتنمية والاتحاد الاشتراكي، لاستغلال أخطاء الحكومة الحالية. وتُركز هذه الأحزاب على طرح بدائل اقتصادية واجتماعية تعِد بمعالجة أزمات البطالة والفقر وارتفاع الأسعار.

معركة حاسمة لمستقبل المغرب السياسي

تشكل انتخابات 2026 محطة حاسمة في تاريخ المغرب السياسي، حيث ستحدد نتائجها مستقبل الأغلبية الحالية وقدرتها على الاستمرار في قيادة البلاد. وبينما تحاول أحزاب الأغلبية تحسين صورتها وتعزيز نفوذها، يبقى السؤال الأكبر: هل ستتمكن من تجاوز إخفاقاتها وكسب ثقة المواطنين من جديد، أم أن الغضب الشعبي سيمنح المعارضة فرصة العودة إلى السلطة؟

لا توجد تعليقات:

للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.

أضف تعليقك