مستشفى الزموري بالقنيطرة..معاناة المرضى بين غياب الأطباء المتخصصين وتجاهل المسؤولين

مستشفى الزموري بالقنيطرة..معاناة المرضى بين غياب الأطباء المتخصصين وتجاهل المسؤولين
تقارير / الجمعة 17 يناير 2025 20:07:00 / لا توجد تعليقات:

أنتلجنسيا المغرب:ن.السعدي

يشهد مستشفى الزموري بمدينة القنيطرة أوضاعًا مقلقة، تزداد تفاقمًا بفعل غياب الأطباء المتخصصين عن أداء مهامهم، مما يعمق معاناة المواطنين الباحثين عن علاج في مؤسسة صحية هي الوحيدة التي تقدم خدمات تخصصية لأحياء واسعة في المنطقة.

هذا الوضع أثار استياء واسع النطاق بين المرضى وذويهم، وسط تساؤلات حول دور الرقابة وضعف المحاسبة في المؤسسة.

مرضى دون علاج ومعاناة مستمرة

تشير شهادات من المواطنين المترددين على المستشفى إلى أن أقسامًا حيوية كالجراحة، النساء والتوليد، وأمراض القلب غالبًا ما تكون شبه خالية من الأطباء المتخصصين، ما يدفع المرضى إلى الانتظار لساعات طويلة أو البحث عن حلول بديلة في مصحات خاصة لا يقدر معظمهم على تحمل تكاليفها. يقول أحد المرضى: "أتيت بابني المريض إلى المستشفى، لكن الطبيب المتخصص لم يكن موجودًا، والموعد التالي سيكون بعد أسابيع، كيف يمكننا الانتظار في حالات طارئة؟"

غياب الأطباء: أسباب ونتائج

التحقيقات تشير إلى أن بعض الأطباء لا يلتزمون بمواعيد عملهم، ويُتهمون بتفضيل العمل في العيادات الخاصة التي تُدر دخلًا أعلى. هذا الوضع يضع المواطن أمام خيارات محدودة، إما الانتظار الطويل أو اللجوء إلى القطاع الخاص، مما يعمق الفجوة بين الطبقات الاجتماعية في الحصول على الرعاية الصحية.

أحد الممرضين في المستشفى، فضل عدم الكشف عن هويته، أكد أن الإدارة تدرك هذا الوضع، لكنها لا تملك الوسائل الكافية لتطبيق الرقابة الصارمة أو اتخاذ إجراءات حاسمة ضد المخالفين.

شكاوى متعددة واستجابة غائبة

تعالت أصوات المواطنين عبر وسائل التواصل الاجتماعي وفي شكاوى رسمية، لكن يبدو أن الوضع لم يشهد أي تغيير يذكر. يقول ناشط حقوقي محلي: "الإدارة مطالبة باتخاذ إجراءات صارمة ضد الأطباء المتغيبين، لكن ضعف الرقابة والمسؤولية يجعل المشكلة مستمرة."

كما يضيف: "لا يمكن أن تتحسن الخدمات الصحية ما دام بعض العاملين في القطاع لا يدركون أهمية الدور الذي يقومون به، فالصحة العامة ليست سلعة بل حق أساسي."

الإدارة تبرر والوزارة صامتة

عند التواصل مع إدارة مستشفى الزموري، أشارت مصادر داخلية إلى أن غياب الأطباء يعود جزئيًا إلى نقص الموارد البشرية وضغط العمل، مؤكدة أنها تعمل على تحسين الظروف لاستقطاب المزيد من الأطباء المتخصصين. لكن هذه التبريرات لم تقنع المرضى، الذين يرون أن المشكلة تتعلق أساسًا بعدم الالتزام من قبل بعض الأطباء الحاليين، وهو ما يستدعي تدخلًا حكوميًا عاجلًا.

وزارة الصحة بدورها لم تصدر أي بيان رسمي بخصوص هذه الأزمة، ما يثير تساؤلات حول مدى متابعة القطاع الوصي لهذه الحالات الحرجة.

الحاجة إلى حلول مستدامة

لحل هذه الأزمة، يطالب المواطنون بمجموعة من الإجراءات العاجلة، منها:

  • تعزيز الرقابة على التزام الأطباء بمواعيد العمل.
  • تحسين ظروف العمل بالمستشفى لاستقطاب الكفاءات.
  • توفير بدائل علاجية في حال غياب الأطباء المتخصصين.
  • فرض عقوبات صارمة على كل من يثبت تقصيره أو استغلاله للمنصب.

مسؤولية أخلاقية ومهنية

ما يحدث في مستشفى الزموري بالقنيطرة يعكس جزءًا من أزمة أعمق تعاني منها منظومة الصحة في المغرب. إذا استمر غياب المحاسبة والتقصير في أداء الواجب، فإن الثقة بين المواطن والمؤسسات الصحية ستتراجع بشكل أكبر. المطلوب اليوم إرادة حقيقية للإصلاح، تبدأ من مساءلة منعدمي الإحساس بالمسؤولية، وتصل إلى تقديم خدمات صحية تحفظ كرامة المواطن المغربي.

لا توجد تعليقات:

للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.

أضف تعليقك