صرخة الصحراء..شهادات مؤلمة تكشف واقع المحتجزين بمخيمات تندوف وتحولات المدن المغربية الإيجابية

صرخة الصحراء..شهادات مؤلمة تكشف واقع المحتجزين بمخيمات تندوف وتحولات المدن المغربية الإيجابية
تقارير / الإثنين 06 يناير 2025 16:50:00 / لا توجد تعليقات:

أنتلجنسيا المغرب:ن.السعدي

بي بي سي في قلب الصحراء المغربية

في تقرير ميداني استثنائي، زار طاقم "بي بي سي" البريطانية مدن الصحراء المغربية، بما في ذلك العيون والداخلة، بالإضافة إلى مخيمات تندوف والمناطق التي تسيطر عليها جبهة البوليساريو. التقرير نقل شهادات حية ومؤثرة عن واقع العائلات الصحراوية، سواء القاطنة بالمدن المغربية المحررة أو المحتجزة في ظروف قاسية بمخيمات الكيان الوهمي.

أحلام بسيطة تصطدم بتعنت الجزائر

من بين الشهادات المؤثرة التي أوردها التقرير، قصة جدة مسنة تحكي لحفيدها عن حلمها بالعودة إلى مسقط رأسها في "المحبس"، تلك الأرض التي غادرتها في السبعينيات على أمل العودة في الغد. لكن الحلم ظل معلقًا، بسبب سياسات الجزائر التعسفية ونظامها الذي يحتضن جبهة البوليساريو.

هذه السيدة، التي عاشت ويلات التشريد، تمثل صوتًا منسيًا لمعاناة استمرت عقودًا، لكنها تظل شاهدة على حقائق تاريخية لا يمكن تجاهلها، أهمها مغربية الصحراء وحق شعبها في العيش الكريم تحت السيادة المغربية.

من الانبهار إلى الانفصال عن البوليساريو

قصة أخرى تلفت الأنظار في تقرير "بي بي سي"، وهي قصة محمد سالم عبد الفتاح، الشاب الذي وُلد في مدينة العيون المغربية وانبهر بخطاب جبهة البوليساريو في بداياته. انتقل إلى مخيمات تندوف حيث خضع لتدريب عسكري ثم عمل في إذاعة الجبهة.

لكن صدمته بواقع المخيمات وما وصفه بـ"الخيبة" دفعاه لإعادة النظر في قناعاته. اليوم، بات هذا الشاب يدعو إلى تفعيل مقترح الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية، معتبرًا أن الانفتاح والتطور الذي شهدته المملكة في العقود الأخيرة هو الحل الواقعي والوحيد.

إنجازات المغرب تعيد تشكيل الوعي الصحراوي

شهادات أخرى في التقرير أبرزت التغيير الجذري الذي شهدته مدن الصحراء المغربية، حيث أصبحت مدن مثل العيون والداخلة نموذجًا للتنمية المستدامة بفضل الاستثمارات الكبيرة. هذه التحولات شملت البنية التحتية، التعليم، الصحة، والمرافق العامة، مما جعل الصحراء المغربية جنة حقيقية مقارنة بالوضع الكارثي في مخيمات تندوف.

العائلات التي تعيش في الصحراء المغربية أكدت ولاءها للوطن، مشيرة إلى أن المغرب لم يدخر جهدًا في تحسين جودة الحياة لكل مواطنيه، بما في ذلك أبناء الأقاليم الجنوبية.

مخيمات تندوف: جحيم منسي على مرأى العالم

في المقابل، كشف التقرير عن المعاناة اليومية لسكان مخيمات تندوف، الذين يعيشون في ظروف مأساوية بسبب استغلال جبهة البوليساريو لقضيتهم لتحقيق مصالحها السياسية. الفقر، القمع، وانعدام الأمل، كلها عناصر تجعل من تندوف سجنًا مفتوحًا يعاني فيه المحتجزون من غياب أدنى مقومات الحياة الكريمة.

الصحراء المغربية: نموذج للتنمية والسلم

على النقيض، أصبحت الصحراء المغربية قبلة سياحية عالمية ومركزًا للتنمية الاقتصادية. مدنها تشهد طفرة في البنية التحتية وتوفر جميع الخدمات الأساسية، ما يعكس رؤية المغرب لمستقبل أقاليمه الجنوبية كجزء لا يتجزأ من مشروعه التنموي الشامل.

الطرح المغربي: طريق العقل والحل الدائم

في ظل هذه المعطيات، لا يمكن لأي مراقب عاقل إلا أن يدعم مقترح المغرب للحكم الذاتي كحل واقعي للنزاع المفتعل. المخيمات لا تقدم سوى اليأس والمعاناة، بينما تقدم المدن المغربية نموذجًا للأمل والازدهار.

إن تقرير "بي بي سي" كشف حقيقة واحدة: مغربية الصحراء ليست مجرد شعار، بل واقع يعيشه الصحراويون الذين اختاروا المستقبل مع المغرب، في حين تظل جبهة البوليساريو مجرد ظل لنظام جزائري يبحث عن دور في مسرح السياسة الإقليمية.

لا توجد تعليقات:

للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.

أضف تعليقك