الدعم المباشر للسكن..كيف غيّر حياة 34 ألف أسرة مغربية بحلول نهاية دجنبر 2024؟

الدعم المباشر للسكن..كيف غيّر حياة 34 ألف أسرة مغربية بحلول نهاية دجنبر 2024؟
تقارير / الإثنين 30 دجنبر 2024 20:00:00 / لا توجد تعليقات:

أنتلجنسيا المغرب:هيأة التحرير

منذ إطلاق الحكومة المغربية لبرنامج الدعم المباشر للسكن، شهدت المملكة تحوّلاً كبيرًا في مجال توفير الإسكان للأسر ذات الدخل المحدود والمتوسط.

ومع حلول 27 ديسمبر الجاري، تمكّن حوالي 34 ألف أسرة مغربية من الاستفادة من هذا الدعم، الذي أصبح محركاً رئيسياً لتوفير السكن الكريم وتحقيق الاستقرار الاجتماعي والاقتصادي.

رؤية شاملة للدعم المباشر

يهدف برنامج الدعم المباشر للسكن إلى تحسين القدرة الشرائية للأسر المستفيدة، وتقليص الفجوة السكنية في المغرب. عبر منح مالية مباشرة تُقدم للمواطنين المؤهلين، يُسهم البرنامج في تخفيف أعباء تكلفة اقتناء السكن أو بناء المنازل، خاصة في ظل ارتفاع أسعار العقارات بشكل لافت خلال السنوات الأخيرة.

وتتراوح قيمة الدعم بين 70 ألف درهم للأسر ذات الدخل المحدود و40 ألف درهم للأسر المتوسطة، ما يوفر مرونة كبيرة في تلبية احتياجات شريحة واسعة من المجتمع.

التوزيع الجغرافي للمستفيدين

تُظهر البيانات الرسمية أن الاستفادة من الدعم لم تقتصر على مناطق محددة، بل شملت مختلف أقاليم المملكة. كانت المدن الكبرى مثل الدار البيضاء، الرباط، طنجة، ومراكش، في مقدمة المناطق التي سجلت نسب استفادة عالية، نظراً لتزايد الطلب على السكن فيها. في المقابل، شهدت المناطق القروية والمناطق النائية أيضاً دفعة إيجابية مع تخصيص جزء من الدعم لتعزيز فرص البناء الفردي وتحسين الظروف المعيشية.

قصص النجاح: من أرقام إلى واقع ملموس

على أرض الواقع، تعكس قصص المستفيدين الأثر العميق لهذا الدعم. محمد وزوجته، من مدينة مكناس، استطاعا بعد سنوات من الادخار وتحمل أعباء الإيجار، اقتناء شقة بمساحة متواضعة في حي جديد بفضل الدعم المباشر. يقول محمد: "الدعم كان بمثابة الحلم الذي تحقق. الآن لدينا بيت نستطيع أن نسميه وطننا الصغير."

أما حنان، وهي أم لثلاثة أطفال من مدينة آسفي، فقد استغلت الدعم لتوسيع منزلها القروي. وتضيف بحماسة: "لم أكن أتوقع أنني سأحصل على فرصة كهذه. الدعم لم يكن فقط مالياً، بل كان دفعة للأمل في حياة أفضل."

التحديات والانتقادات

رغم الأثر الإيجابي الواضح، لم يسلم البرنامج من الانتقادات. بعض المراقبين يشيرون إلى وجود تأخر في معالجة ملفات بعض المستفيدين، بالإضافة إلى نقص في الشفافية فيما يتعلق بآليات التوزيع. كما يعاني البرنامج من تحديات تتعلق بالرقابة لضمان وصول الدعم إلى الفئات المستحقة فعلاً.

من جهة أخرى، يطالب خبراء الإسكان بتوسيع قاعدة المستفيدين، مؤكدين أن العدد الحالي، رغم أهميته، لا يلبي كافة الاحتياجات السكنية للمغاربة، خاصة في ظل تزايد الطلب المتسارع.

انعكاسات اقتصادية واجتماعية

يُعد برنامج الدعم المباشر للسكن جزءاً من استراتيجية حكومية أشمل لتقليص الفوارق الاجتماعية وتحقيق العدالة في الوصول إلى السكن. كما أنه يسهم في تعزيز قطاع العقار والبناء الذي يُعتبر محركاً مهماً للاقتصاد المغربي، ما يخلق فرص عمل جديدة ويحفز الدورة الاقتصادية.

مستقبل الدعم: ماذا بعد؟

مع انتهاء عام 2024، تتطلع الحكومة إلى رفع عدد المستفيدين وتعزيز آليات التنفيذ. يهدف البرنامج إلى تحقيق مستهدفات طويلة الأمد تتمثل في تقليص العجز السكني وتوفير بيئة عيش كريمة لجميع المغاربة، خاصةً في ظل التحديات الاقتصادية العالمية التي تلقي بظلالها على المملكة.

الدعم المباشر في أرقام

34 ألف أسرة استفادت من البرنامج حتى 27 ديسمبر الجاري.

70 ألف درهم هو الحد الأقصى للدعم للأسر ذات الدخل المحدود.

40 ألف درهم مخصص للأسر المتوسطة.

10% من المستفيدين هم من المناطق القروية.

بين الأرقام المتزايدة والقصص الإنسانية المؤثرة، يبدو أن برنامج الدعم المباشر للسكن قد نجح في تحقيق نقلة نوعية في حياة آلاف الأسر المغربية. ومع استمرار الحكومة في تنفيذ استراتيجيتها، يبقى السؤال: هل سيصبح هذا البرنامج نموذجاً يُحتذى به في السياسات الاجتماعية بالمغرب، أم أنه مجرد خطوة أولى على طريق طويل لتحقيق العدالة السكنية؟


لا توجد تعليقات:

للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.

أضف تعليقك