مونديال 2030..هل سيحقق المغرب حلم الازدهار أم يسقط في فخ الديون؟

مونديال 2030..هل سيحقق المغرب حلم الازدهار أم يسقط في فخ الديون؟
تقارير / الأحد 29 دجنبر 2024 18:00:00 / لا توجد تعليقات:

أنتلجنسيا المغرب:إدارة النشر

بعد إعلان المغرب عن استضافته المشتركة لكأس العالم 2030 مع إسبانيا والبرتغال، ارتفعت الآمال في أن هذا الحدث سيكون فرصة ذهبية لتعزيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية والبنية التحتية. لكن في المقابل، ظهرت مخاوف من أن يتحول الحلم إلى عبء ثقيل على كاهل المواطن المغربي، كما حدث مع اليونان بعد استضافتها لأولمبياد 2004.

التجربة اليونانية: دروس قاسية

عندما نظمت اليونان الألعاب الأولمبية عام 2004، استثمرت بشكل كبير في البنية التحتية والمرافق الرياضية. لكن بعد انتهاء الحدث، وجدت البلاد نفسها أمام ديون ضخمة، فيما أصبحت العديد من المنشآت مهجورة وغير مستغلة. تفاقمت هذه الأعباء مع الأزمة المالية العالمية التي دفعت البلاد إلى أزمة اقتصادية عميقة أثرت على مستوى معيشة المواطنين لعقود.

المغرب: بين الفرص والتحديات

يعد تنظيم المونديال فرصة للمغرب لتأكيد مكانته كوجهة سياحية عالمية وتحفيز الاستثمار الأجنبي. لكن التجربة تحمل مخاطر اقتصادية واجتماعية إذا لم تُدار بالشكل الصحيح.

الفرص المحتملة:
  1. تعزيز البنية التحتية:
    • سيتم تحسين الطرق، المطارات، والفنادق لتلبية معايير الفيفا. هذه المشاريع ستوفر فرص عمل مباشرة وغير مباشرة.
  2. دفع عجلة الاقتصاد:
    • من المتوقع أن يجذب المونديال ملايين المشجعين والسياح، مما سيدعم قطاعات السياحة، النقل، والخدمات.
  3. الترويج العالمي:
    • ستكون البطولة فرصة لعرض الثقافة المغربية وإبراز المغرب كبلد حديث ومضياف.
المخاوف والتحديات:
  1. التكلفة الباهظة:
    • يتطلب تنظيم المونديال استثمارات ضخمة قد تُموَّل عبر قروض تزيد من عبء الدين العام.
  2. الاستدامة:
    • هناك خطر بأن تصبح المنشآت الرياضية غير مستغلة بعد البطولة، مما يثقل كاهل الاقتصاد الوطني.
  3. العدالة الاجتماعية:
    • في ظل وجود تحديات اجتماعية مثل البطالة والفقر، قد يعتبر البعض أن هذه الأموال كان من الأفضل استثمارها في التعليم والصحة.

الإدارة الحكيمة: مفتاح النجاح

لضمان استفادة الشعب المغربي من هذا الحدث، ينبغي التركيز على:

  • التخطيط المالي المحكم: يجب أن تكون الاستثمارات ضمن حدود المعقول، مع تجنب الاقتراض المفرط.
  • استغلال المنشآت بعد المونديال: تحويل الملاعب إلى مراكز رياضية أو ثقافية تضمن الاستفادة المستدامة.
  • إشراك القطاع الخاص: يمكن تقليل العبء المالي على الدولة من خلال الشراكات مع القطاع الخاص.

ماذا يقول الشارع المغربي؟

آراء المغاربة متباينة. البعض يرى أن المونديال فرصة لتحقيق قفزة تنموية وتحسين صورة البلاد عالمياً. بينما يخشى آخرون من أن يتحول إلى عبء مالي، خاصة إذا لم يتم تحقيق عائدات اقتصادية ملموسة.

تنظيم المونديال في المغرب يمثل فرصة استثنائية قد تفتح آفاقاً جديدة للتنمية، لكنه يتطلب إدارة حكيمة لتجنب الوقوع في فخ التجربة اليونانية. إذا تم استغلال الحدث بشكل مستدام، فسيكون من الممكن تحويل الحلم إلى واقع مزدهر يخدم الشعب المغربي على المدى البعيد.

لا توجد تعليقات:

للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.

أضف تعليقك