مغربنا 1 المغرب قد لا نبالغ إذا ذكرنا أنّ انسحاب إدارة الرئيس الأمريكي ترامب من الاتفاق النووي مع إيران كان نقطة تحوّل مهمة في المنطقة عموماً[1]، وقد أثّرت لاحقاً في الملف السوري من خلال تفعيل "قانون قيصر" وتسريعه، ومنع إعادة الشرعية للنظام السوري من خلال الضغط الدبلوماسي الأمريكي لمنع إعادته إلى الجامعة العربية أو الاعتراف به عموماً. ولكنْ! ومع اقتراب موعد الانتخابات الأمريكية، ودخول الإدارة الحالية في مرحلة ما يشبّهه بعض المحللين بـ "البطة العرجاء"[2]، ومع محاولة إيران التعويل على نتائج الانتخابات الأمريكية القادمة؛ يبدو من المهم البحث في مآلات الملف وفق نتائج تلك الانتخابات. فقد أظهر برنامج الحزب الديمقراطي الأمريكي مؤخراً عزمه العودة إلى الاتفاق النووي الإيراني الذي تم في العام 2015، كما عبرت المسودة النهائية للبرنامج عن معارضة واضحة لـ"تغيير النظام" في طهران، مع التأكيد على أهمية تقييد "العدوان الإقليمي، وبرنامج الصواريخ البالستية، والقمع المحلي"[3]، ووفقاً للوثيقة ذاتها فإنّ العودة إلى الاتفاق النووي مع إيران، والذي أبرمته إدارة أوباما الديمقراطية لا تزال "أفضل وسيلة لإغلاق جميع مسارات إيران إلى قنبلة نووية بشكل يمكن التحقق منه، وأنه كان من الخطأ أن ينسحب ترامب منها"، وأن "الرئيس ترامب عزلَنا عن حلفائنا، وفتحَ الباب أمام إيران لاستئناف مسيرتها نحو بناء قدرة نووية مسلحة؛ هذا هو السبب في أن العودة إلى الامتثال المتبادل للاتفاقية أمر ملحٌّ للغاية"[4]. وكان المرشح "بايدن" قد أخبر مجلس العلاقات الخارجية أنه "إذا عادت إيران للامتثال بالتزاماتها النووية فإنني سأعود مجدداً لخطة العمل الشاملة المشتركة، وسأستخدمها كنقطة للانطلاق في مواجهة تصرفات طهران الخبيثة الأخرى في المنطقة؛ ليكون بوابة للحدّ من نفوذها المناوئ لواشنطن أو لحلفائها في منطقة الخليج"[5].
تشير الوثيقة إلى الاتفاق النووي بوصفه بداية لتحسين العلاقات مع إيران؛ مما يشير إلى منهجية عامة متأصلة لدى الديمقراطيين في التعامل مع إيران بالأساليب الدبلوماسية وتحسين العلاقات معها |
كان الرئيس الديمقراطي كارتر من كبار الداعمين لفكرة استبدال الشاه بالخميني، وأشرفت إدارة كارتر بشكل مباشر على تحييد كبار قادة الجيش الايراني الموالين للشاه؛ لكن الخميني تسبب لاحقاً بخسارة كارتر في الانتخابات. |
اللوبي الإيراني كان أكثر حضوراً وقدرة على التأثير في الإدارات الأمريكية الديمقراطية دون الجمهورية. |
لا يمكن الركون إلى استطلاعات الرأي الحالية، خاصة وأن استطلاعات الرأي السابقة كانت قد فشلت تماماً في توقع فوز ترامب على هيلاري كلينتون. |
لا توجد تعليقات:
للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.
أضف تعليقك