الجهاد على تويتر: شبكات التواصل الاجتماعيّ للمقاتلين الغربيين في سوريا والعراق الحلقة الخامسة

الجهاد على تويتر: شبكات التواصل الاجتماعيّ للمقاتلين الغربيين في سوريا والعراق الحلقة الخامسة
تقارير / الجمعة 01 نوفمبر 2024 12:29:03 / لا توجد تعليقات:

مغربنا 1 المغرب  عمَّ يغرّدون؟ من أجل تحليل المحتوى المنشور على حسابات هؤلاء الأفراد، قمنا بتحليل أحدث عشر تغريدات قاموا بتدوينها. بعض الحسابات لم يبلغ عدد تغريداتها عشر تغريدات، وبالتالي أسفرت طريقة الاختيار عن 563 تغريدة. الكثير من تلك التغريدات تم تدوينها في اليوم ذاته، أي أنها تعكس فترة زمنية ضيقة في منتصف شهر مارس 2014. أي قبل تأسيس معقل تنظيم الدولة الإسلامية في العراق، بينما كان المحتوى أقل تصويرية بكثير من تيار صور قطع الرؤوس والصلب التي أعقبت إعلان الدولة الإسلامية في شهر يونيه. على نحو مثير للاهتمام، تشير أربع تغريدات من بين كل خمسة يتم تدوينهم من ساحة القتال إلى العقيدة الجهادية. كنا قد افترضنا أن تويتر سوف يفسح المجال لمزيد من الاتصالات العملية والشخصية للأصدقاء في الوطن. ولكن كما اتضح، لم تكن هذه هي الحال إلى حد كبير. فقد احتوت تغريدات تويتر أيضا على قدر كبير من المحتوى الذي ينضح بالعقيدة الجهادية بعبارات بسيطة جدا، وأحيانا عن طريق نشر صورة لصاحب الحساب مشيرا بإصبعه السبّابة إلى السماء، سواء وحيدا أو مع عدد من رفاقه المقاتلين. يمكن مقارنة استخدام الجهاديين لتويتر بشكل مثير للدهشة مع الطريقة التي استخدموا بها المنتديات الإلكترونية في بيئة ويب 1.0. حيث كانت الأولوية لنقاشات الدعوة إلى المعتقد الصحيح والفهم السليم للمعتقد الجهادي. استمرار الرسائل ذاتها أمر مذهل حتى مع تغير تقنيات التكنولوجيا بشكل كبير. تم استعراض محتوى التغريدات وتكويدها استنادا إلى نظام تبويب مستمد من تحليلاتنا السابقة لمحتوى المنتديات الجهادية على الإنترنت. وبشكل عام، وجدنا أنّ المحتوى يؤكد على التعاليم الدينية ويناقش العقيدة الجهادية (14). كان المحتوى الأساسي للرسائل مركَّزا. لذلك، تم توجيه المبرمجين إلى تلخيص المعنى الأساسي لكل تغريدة -سواء كانت صورة أو نصا- وتبويبها في فئة واحدة من بين أربع فئات. وتم إجراء اختبار تجريبي لتقييم مدى استمرار التزام فريق العمل بتعليمات تبويب المحتوى. وكانت النتيجة في هذه الحالة، اتخذ المبرمجون في كل أربع مرات من أصل خمسة نفس قرارات التبويب. وفئات التبويب المستخدمة هي:
  • التعاليم الدینية: وتتضمن الإشارة إلی الفتاوى، والأوامر الدینیة، والعلماء، والشخصیات الدینیة البارزة، سواء أسامة بن لادن أو غيره من الجھادیین البارزین، واقتباسات من القرآن. كما اشتملت هذه الفئة على النصيحة الدينية أيضا.
  • نشر تقارير من ساحة القتال: واشتملت هذه الفئة على صور قتلى الشهداء وصور أو نقاشات حول سير معارك القتال، والإبلاغ عن مواقع القتال الحالية والأنشطة المتعلقة بالمعركة والإشارة إلى ما يجري في سوريا أو إلى أحداث محددة خارج سوريا ذات صلة بالمعركة في سوريا. وتشمل أيضا إتاحة معلومات حول كيفية استجلاب جنود جدد إلى ساحات القتال.
  • التواصل بين الأشخاص: وتشمل المحادثات المعتادة، ومناقشة الاتصالات المسبقة بين صاحب الحساب وغيره من المشاركين على تويتر، أو إشارات إلى الاتصالات المستقبلية المتوقعة.
  • السياحة: وتشمل المواضيع المتعلقة بالحياة اليومية للجهاديين، على سبيل المثال مشاركة ما يأكلون في وجبة الغذاء، أو صور سياحية (لا علاقة لها بالمعركة).
  • تهديد الغرب: وتشمل هذه الفئة أي تهديدات محددة ومباشرة موجهة ضد الدول الغربية.
  يقدم تحليل محتوى هذه الحسابات دليلا دامغا على التوافق الأيديولوجي الكبير بين مضمون تلك الاتصالات (انظر الجدول 3). ويوجد آلاف المقاتلين الغربيين في منطقة النزاع. فلماذا تم الوثوق في هؤلاء المقاتلين تحديدا للحفاظ على نشاطهم عبر الإنترنت؟ قد يُفترض أن تكون قدرتهم على مواصلة الرسالة مؤهلا أساسيا للقيام بذلك. كما نستنتج أنهم مجموعة مختارة من المقاتلين المنخرطين في هذا النوع تحديدا من جهاد وسائل التواصل الاجتماعي. بروباجندا الصور وسائل التواصل الاجتماعي تطبيقات ذات طابع تصويريّ؛ حيث يتم إرسال واستقبال الصور التي تتضمن رسالة ما، تحمل في داخلها غالبا معاني أعمق، أو تستجيب للمخاوف أو التطلعات التي لا يمكن الإفصاح عنها. فمن بين أكثر من 150000 تدوينة، استُخدمت الصور لنقل رسالة في ما يقرب من 5000 تدوينة، كما استُخدمت مقاطع الفيديو في أكثر من 5000 تدوينة. ويلخص الجدول رقم 4 نتائج تحليل المحتوى التي توصلنا إليها. تنقل الصور المعلومات ولكنها تُعد رموزا أيضا في حد ذاتها. حيث يروي الاستخدام واسع النطاق لصور "السلفي" أو الصور التي تبيّن جثث العدو المهزوم قصةً مختلفة. كثيرا ما تُظهر عدميّة الصور الملتقَطة في منطقة الحرب السورية حالة التنافر القائمة. انظر الشكل 3، حيث يقف فتى فرنسي في متجر يحمل سلاحا في يده وفي اليد الأخرى عبوة من نيوتلا البندق المفضلة لديه. كما تنتشر صور التنزه مع الأصدقاء وتناول البيتزا مع حمل السلاح. وفي وقتٍ ما، انتشرت صور القطط على موقع تويتر. بينما في نهاية المطاف، أصبحت الجثث هي العنصر التصويري المهيمن على المشهد. وغالبا ما يتم عرض الصور بشكل منظم. فقد أظهرت إحدى الصور أحدهم وهو يراجع القرآن وخلفه جثة ميت. وفي وقت سابق، ارتدى معظم المقاتلين الغربيين أقنعة لإخفاء هوياتهم ولكن في شهر مارس 2014، وفي الأشهر التي تلته، بدأت تنتشر الصورالتي تكشف عن وجوههم بالكامل. من أجل فهمٍ أفضل، وتقييم هذا الاستخدام غير العادي للصور في التواصل بين المقاتلين الأجانب، قمنا بتطوير تصنيف للصور الواردة في التغريدات على أساس المعنى أو الرسالة التي تحملها كل صورة. يسمح هذا التصنيف للمبرمجين بعزو أكثر من معنى للصورة الواحدة. كان ذلك مناورة صعبة. فقد أظهرت التجربة أنّ المبرمجين لا يمكنهم الاتفاق فيما بينهم على تفسير صورة معينة من بين كل أربعة صور. ومن مجموع محتوى الصور، تم تصنيف 35% منها في فئة "أخرى" التي شملت نسخا من نشرات الأخبار وسكرين شوت للمدونات التي تم نشرها عبر تويتر. دوّن 13 حسابا من أصل 59 آخرين أكثر من نصف المحتوى الإعلامي الذي تم نشره على حسابات تويتر. (يمكن اعتبار مدى تركيز المحتوى التصويري مؤشرا آخر على استراتيجية الاتصالات الانتقائية) بينما أظهرت نتيجة تحليل المحتوى أن معظم المحتوى المرئي –الصور ومقاطع الفيديو- يؤكد الرسائل الأيديولوجية للنصوص المنشورة. وأشاد مجمل المحتوى التصويري بقادة التنظيم، بالإضافة إلى إثبات انتصارات الجهاديين وتقدُّم التنظيم إلى الأمام، في حين يتم تشويه صورة العدو ونزع إنسانيته. تبعث معظم الصور الحيّة رسالة بحجم القوة اللامحدودة وهي: قوة المقاتلين لا نظير لها، والعدو تافه لا قيمة له. وعلى وجه الخصوص، يتم إعادة صياغة رسالة أسامة بن لادن القديمة: "نحن نحب الموت أكثر مما تحبون الحياة" وبثها في تويتر. وغالبا ما يتم تصوير قتلى الجهاديين وعرضهم بأساليب لينة مع نصف ابتسامة على وجوههم ومراسم دفن رحيمة. بينما يتم تصوير جثث العدو على نحو شنيع. على كل حال، لم تتجاوز تلك الصور العنيفة المروعة 10% من المحتوى. (ربما ينتج عن عملية إعادة تحليل المحتوى بعد إعلان خلافة الدولة الإسلامية في العراق نسبة مختلفة لصور نمط حياة المقاتلين وصور العدو المهزوم). تمثل حالات الإعدام التي يتم بثها عبر تويتر وسيلة جديدة للحرب النفسية. بدءا من منتصف شهر يونيه، أخذت صور الرجال المصلوبين في الانتشار على حسابات مواقع التواصل الاجتماعي المتطرفة. فتم نشر صورة أحد الرجال معلقا على حبال الملابس، وآخر موضوعا على قضبان معدنية. وبنهاية شهر يونيه، انتشرت صورة لثمانية رجال معلقين على الصلبان في ساحة مدينة مغبرَّة. قام عدد محدود من وسائل الإعلام ببثّ هذه الصور، ولكن يمكن العثور عليها بسهولة على محرك البحث جوجل. تزامنت حالات الصلب مع بداية شهر رمضان، وإعلان تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام عن دولة جهادية جديدة في العراق وسوريا، وإعلان زعيمها أبو بكر البغدادي بوصفه "الخليفة" و "قائد المسلمين في كل مكان". أفادت التقارير بوجود محاكم تفتيش وقعت في دير حافر،مدينة شرق حلب، في يوم السبت 28 يونيه 2014. حيث تزامن إعلان تنظيم الدولة الإسلامية مع انتشار الصور المروعة. وكان الضحايا من جماعات الثوار المسلمين المناهضين للأسد الذين تمت معاقبتهم بسبب القتال ضد الجهاديين. وفي نفس اليوم، أُعدم رجل تاسع وصُلب في بلدة أخرى. وبعد بضعة أشهر، تبع ذلك صورة لملعب كرة قدم تتناثر فيه رؤوس الجنود السوريين المقطوعة كما لو كان قد تم إفراغهم من حقيبة. وظهرت الصورة إثر الهجوم على ثكنات جيش "الفرقة 17" التي يستخدمها نظام الأسد. يخدم ذلك أيضا غرض تكتيكي آخر، ولكنه غرض محليّ هذه المرة وهو: بثّ الرعب.   تعددت الوسائل منذ أيام الأفغان العرب والمجاهدين الذين رحلوا إلى أفغانستان خلال فترة الحرب الأفغانية السوفيتية لمعاونة إخوانهم المسلمين على محاربة الحكومة الأفغانية الشيوعية والاتحاد السوفيتي. ومع ذلك، ظلت الرسالة الأساسية هي نفسها. وهي استدعاء لكلام عبد الله عزام (1941-1989) الذي ينص على أن الجهاد ليس فرضا كفائيا ،وهو الحكم الذي كان سائدا بين العلماء في ذلك الوقت، ولكنه فرض عين على جميع المسلمين. إن الفكرة القائلة بأن جميع المسلمين صحيحو الجسد يجب عليهم الجهاد في أي مكان يتعرض فيه المسلمون للقمع من قبل قوة خارجية هي أساس الجهادوية المعاصرة (15). الشبكة الجهادية الأكبر  انطلاقا من الحسابات المبدئية الـ 59، مكنتنا منهجية كرة الثلج من النفاذ إلى الشبكة الأكبر وتحديد الحسابات الأكثر انتشارا بين قوائم متابعيهم، والحسابات التي كانوا يتابعونها هم. ويوضح الجدول رقم 5 الحسابات العشرة الأكثر شعبية في الشبكة الثانوية. تتفق نتائجنا إلى حد كبير -ولكنها لا تتطابق تماما- مع استنتاج فريق من الباحثين في كلية الملك في لندن. فبالاعتماد على دراسة 86 حسابا على فيسبوك و35 حسابا على تويتر، وجد كلُ من جوزيف كارتر، وشيراز ماهر، وبيتر نيومان أنَّ "ناشرو المحتوى" ،الذين يعرّفونهم بوصفهم أفراد غير منتسبين للتنظيم يتعاطفون بشكل واسع مع المتمردين الجهاديين في سوريا، يلعبون دورا كبيرا في إتاحة المعلومات حول مجريات الصراع (16). وأشاروا إلى اثنين من الدعاة على وجه التحديد كشخصيات مؤثرة: أحمد موسى جبريل، من مدينة ديربورن بولاية ميشيغان، وموسى سيرانتونيو، داعية من مدينة ملبورن. وقد ظهر كلاهما في تحليلنا، ولكن ثبت أنهما أقل أهمية بكثير من ثلة من النساء، بالإضافة إلى ثلاثة ناشطين على الإنترنت هم " @RadicalIslamist" و "@ShamiWitness"و ""@IraqiWitness مع أربعة حسابات أخرى على تويتر. راجع الشكل 4 للمزيد من المعلومات حول حسابات تويتر الأكثر شعبية.   (شكل 4: الحسابات العشرة الأكثر شعبية في شبكة المقاتلين الأجانب على تويتر) ويبدو أن معظم أصحاب هذه الحسابات -إن لم يكن جميعهم- ​​يقيمون خارج منطقة الصراع. وتدير امرأة واحدة ثلاثة حسابات مختلفة: @Amaatullahearly و @Umm-Muthannah و @Greenbird313 . كما تمتلك @Umm Handhallah عدة حسابات على تويتر (مثل، https://twitter.com/AmaatuLlah). ويبدو أنها تدير أيضا حساب greenbird313@. ومن المحتمل أنها تقيم في المملكة المتحدة حيث تنشر محتوى عنيف للغاية باسم تنظيم الدولة الإسلامية. ويبدو أنها أيضا من محبي أبي قتادة، رجل الدين الأردني الذي عاش في لندن منذ سنوات عديدة والذي كان يعرف بسفير ابن لادن في أوروبا. وهي على الأرجح ناشرة المحتوى الجهادي الأكثر شعبية بين النساء. لم نتمكن من تحديد هوية أم مثنّى التي تغرد أحيانا باللغة السواحيلية. حسابات الكُنى النسائية The “Umm” Factor كان ظهور حسابات النساء والحسابات التي يديرها أفراد من خارج منطقة النزاع سمة بارزة في شبكة المجاهدين الكبرى. ومن المعلوم وجود بعض هؤلاء النسوة في مدينة الرقة أو أنهن أقمن هناك لفترة ما أو في أي من المدن الأخرى التي يسيطر عليها المسلحون في سوريا، وبشكل محتمل في العراق. "أم فلان" “Umm” هو اسم شرفي، يستخدم لتمييز المرأة باعتبارها أم شخص معين عادة ما يكون ابنها الأكبر. في الأوساط الجهادية، تشير "أم فلان" إلى اسم مستعار لامرأة ما. ونحن نفترض أن استخدام كُنية المرأة يحدد الجندر عموما بشكل دقيق ولكن في بعض الأحيان يتم استخدام هذه الحسابات بالتناوب بين رجال ونساء بما يعني أنه ،على الأقل في بعض الأحيان، قد ينشر الرجال تحت اسم نسائي مستعار، وربما العكس. يوجد ما يقرب من 12 امرأة في مجموعة البيانات التي جمعناها يعملن بمثابة أبواق دعائية للجهاديين في وسائل التواصل الاجتماعي. رصدت مجموعة البيانات لدينا الحسابات الناطقة باللغة الإنجليزية في الغالب، ولكن ظهر عددٌ من النساء البلجيكيات والفرنسيات كمدونين بارزين أيضا. ويوضح الرسم البياني لشبكة "كُنى النساء" درجة عالية من التواشج بين المدونين النساء والحسابات الأكثر نشاطا في شبكة المقاتلين الأجانب الكبرى (الشكل 5). الحسابات المُشار إليها باللون الأحمر ترجع إلى المقاتلين الأجانب في سوريا والعراق.   تم العثور على 130 حسابا من حسابات "الكنية النسائية" “Umm” accounts بين قوائم المتابعين، والحسابات التي يتابعها 55 مقاتلا غربيا على تويتر تشارك 1027 رابطا في شبكة الجهاديين (الجدول 6). يتم حشد وتعبئة النساء أونلاين كمؤيدين وأصحاب أدوار تكتيكية داعمة تتجاوز إلى حد كبير مشاركتهن في أي تمرد جهادي سابق. بشكل عام، تعمل حسابات الكنية النسائية The umms كناشري محتوى، بالإضافة إلى تمرير محتوى الحسابات الأخرى. كتبت “Umm Handhallaah” تغريدة للرد على منتقدي عملية تعيين "الخليفة" الجديد: "سؤال إلى أولئك الذين يرفضون استعادة تنظيم الدولة الإسلامية للخلافة، ما هو السبيل لتحقيق ذلك؟! هل تأتي الأمة بأسرها لاختيار قائدها؟". بالجمع بين الخطاب الجهادي وخطاب جيل الإنترنت، تكمن حجتها في أنه نظرا لعدم السماح بقيام الديمقراطية، فإن إجراء الانتخابات هي الإجابة الخاطئة. الحديث عن الحملة التي أطلقتها الحكومة الأمريكية "فكَّر مرة أخرى .. غيّر وجهتك" Think Again Turn Away من الأنشطة المفضلة لتلك الحسابات النسائية. وقد تعرضت إحدى التدوينات التي نشرتها وزارة الخارجية الأمريكية لرد ساخر: "هل أنتم حقا من يتحدث عن ذلك! بعد قتلنا بالملايين واستمراركم في القيام بهذا. كفوا عن التظاهر، وأقلعوا عن سفك دماء المسلمين".   (جدول 6: من بين جميع الحسابات التي تم رصدها، تم تحديد 130 حسابا يحمل معرَّفه كنية "أم .." في قوائم متابعي المقاتلين الأجانب على تويتر. وهذه الحسابات العشرة هي التي تكرر ظهورها كثيرا) يميل محتوى حسابات الكنية النسائية إلى إظهار التطرف في صورة نمط حياة طبيعي. ومن الأمثلة على ذلك نشر صور أطفالهن وهم يرتدون زي تنظيم الدولة الإسلامية، كما يرتدي الأطفال زي نادي مانشستر يونايتد من أجل المتعة. وأضحى استخدام الأطفال كذوات إعلانية لنمط حياة الحركات المتطرفة عنصرا شائعا على نحو متزايد في بروباجندا وسائل التواصل الاجتماعي. قمنا بحجب وجوه الأطفال، في حين تظهر وجوههم بالكامل في المنشورات الأصلية (الشكل 6). تفسير النتائج والخاتمة ألقت أبحاثنا السابقة حول استخدام جهاديّو أوروبا الغربية لوسائل التواصل الاجتماعي الضوء على تفضيلهم لموقع يوتيوب، وهو منصة لامركزية وغير مكلفة لتبادل المحتوى على الرغم من حساسيته لمراقبة المحتوى (20). ما بدا وكأنه تحركا من أسفل إلى أعلى لمشاركة مقاطع الفيديو الجهادية هو نتاج جهود التوعية ،كما تبيّن لاحقا، التي يسيطر عليها المنظمون الجهاديون بإحكام. واستنادا إلى تحليل أكثر من ثلاثين قناة جهادية على موقع يوتيوب ومشتركيها subscribers، خلصنا أيضا إلى أن عملية إعادة نشر المحتوى هدفت إلى إحداث وفرة في المحتوى الجهادي. بالإضافة إلى توفير الحماية ضد الجهود الحكومية لحجب المحتوى، وهذه سمة أساسية لشبكات الإنترنت. ولم تترك مثل هذه الدرجة العالية من التنسيق احتمالا للصدفة. ويمكن الكشف عن بنية مماثلة من الإحكام والتكرار المتعمد في شبكات المقاتلين الأجانب على تويتر ولكن على نطاق أوسع بكثير. يتم استخدام تويتر لأغراض الاستقطاب والتلقين، فضلا عن بناء مجتمع عابر للحدود من التطرف العنيف. كما أنه وسيلة للحرب النفسية الموجَّهة إلى الأعداء البعيدين كما الأعداء المحليين مثل الأكراد، والمقاتلين المنافسين، وقوات النظام. يُستخدَم تويتر أيضا لدفع زخم المحتوى وتمريره إلى منصات وسائل التواصل الاجتماعي الأخرى. حيث يتابع المؤيدون الذين يقيمون في دولهم حسابات المقاتلين الذين ينشرون المحتوى الأصلي والذين يعيدون تدوير محتوى الحسابات التنظيمية. وتتدفق المعلومات من الحسابات التنظيمية باللغتين العربية والإنجليزية عن طريق حسابات المقاتلين الأجانب إلى شبكة أوسع من ناشري المحتوى (الشكل 7). كما تضيف الطبقات المختلفة من صغار المدونين محتويات محلية أخرى. يختلط نشر الصور الوحشية التي تتراوح بين الشنق والذبح والجثث المشوهة مع صور الأطفال السعداء في تدفق سلس لرسائل الإرهاب التي تهدف إلى ترويع الجمهور في منطقة الحرب القريبة وكذلك بين "العدو البعيد"، وشعوب الغرب.   يمكن استنتاج عدد من الاستنتاجات الأولية من هذه الدلائل. أولا، الحسابات الفردية التي يديرها المقاتلون الغربيون في سوريا موجَّهة أيديولوجيا. ويتم استخدام تويتر للترويج للعقائد الجهادية الأساسية التي تُترجم إلى صور رمزية لجيل من مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي ممن يفضلون الصورة على النص المكتوب. ثانيا، تتم ممارسة درجة عالية من الرقابة على المحتوى في كل شبكات التدوين المصغر. وتعمل الحسابات الفردية والرسمية بالتوازي كما تتكامل فيما بينها بإحكام. ثالثا، يمكننا أن نؤكد بشكل جزئي النتائج التي توصلت إليها أبحاث كلية الملك في لندن فيما يتعلق بأهمية الشبكة الكبرى من الأفراد والجماعات الذين يقيمون خارج منطقة القتال، ولكننا نختلف مع من يعتبرونهم أهم ناشري المحتوى. فقد تحدث فريق كلية الملك عما وصفوه بالسلطات الدينية، وعلى وجه التحديد اثنين من الدعاة أحدهم في أستراليا والآخر في الولايات المتحدة، باعتبارهم يلعبون دورا مستقلا وحاسما في قيادة شبكة معلومات المقاتلين الغربيين. على النقيض من ذلك، وجدنا أن هذه السلطة مستمدة بشكل أساسي من منظمات شبكة المهاجرين ومن حسابات وسائل الإعلام التي تنتمي إلى تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام في المقام الأول، وجبهة النصرة ثانيا. ومن بين أكثر من 7000 متابع ينتمون لهذه الشبكة، يبرز أنجم تشودري بوصفه أحد أكثر الشخصيات تأثيرا. من الممكن عزو الاختلافات الجزئية بين البحثين إلى اختلاف منهجية البحث. فقد بدأنا بمجموعة كبيرة من نواة البحث -59 حسابا- وبالتالي تعاملنا مع "شريحة" مختلفة من الشبكات القائمة على تويتر. وقد يؤثر أيضا توقيت جمع البيانات على النتائج. حيث جمع فريق بحث كلية الملك بياناتهم على مدى 12 شهرا انتهت في فبراير 2014. بينما قمنا بجمع البيانات من شهر يناير حتى مارس 2014. ويتوقف ظهور اللاعبين المركزيين في شبكة ما بشكل كبير على الإطار الأولي للشبكة الذي حددته إجراءات جمع البيانات. ومع ذلك، هناك اختلافا جوهريا مهما له علاقة بالدور الذي تلعبه الحسابات الجهادية في توجيه المحتوى وتدفق المعلومات. فقد وجدنا أن الحسابات الرسمية التي تنتمي إلى تنظيم الدولة الإسلامية وجبهة النصرة تتكامل بشكل مُحكَم مع أنماط أخرى من الحسابات. بحيث يساعد ناشرو المحتوى الجهادي ،المقيمون خارج منطقة النزاع والذين يعملون بشكل تطوعي، في تكوين حالة الزخم في كثير من الأحيان عن طريق نشر المواد التي تنشرها وتعيد تدويرها حسابات المنظمات والمقاتلين الموجودين في سوريا. ويبدو أن الغرض من الجمع بين التغريدات غير العنيفة مثل صور القطط والتنزه مع الأصدقاء، والصور بالغة الوحشية هو إرساء رسالة واحدة وهي: أنت تنتمي إلينا؛ لأن الجهاد فرض عين على كل مسلم. وينقل المحتوى رسالة واضحة وهي أن القتال ،والموت، سوف يعطي لحياتك معنى، بالإضافة إلى كونه ممتع ومثير، ولكنه "أفضل" من الجلوس على الأريكة في المنزل وممارسة ألعاب الفيديو مثل "كول أوف ديوتي" Call of Duty. وتتراوح الرسائل الثانوية الأخرى المؤثرة على شبكة تويتر بين نزع إنسانية المسلمين الآخرين (الشيعة على وجه الخصوص) والإشادة بشجاعة المقاتلين الأتقياء. يخدم تويتر ذات الأغراض الأساسية للمنظمات الإرهابية التي لعبتها المكتبات والمنتديات في الماضي: الدعوة إلى المعتقد الجهادي واستقطاب المؤيدين وترسيخ عزيمة المؤمنين من خلال إشراكهم في تصدير البروباجندا للغير وتعليمهم العقيدة. ولكنَّ وسائل التواصل الاجتماعي أضافت أيضا طاقات جديدة توسع بشكل كبير نطاق انتشار تلك المنظمات وكفاءتها. باستطاعة أولئك الذين يقومون بمهام استقطاب الأنصار وتجنيدهم في التنظيم أن يستخدموا وسائل التواصل الاجتماعي لتفويض هذه المهمة لمراكز المقاتلين الموجودين خارج منطقة الحرب. حيث يمكن الوصول بشكل مباشر إلى جماهير عريضة وتضخيمها عن طريق أسلوب "غرف صدى التكرار الهامشي" (في المجال الإعلامي، يُستخدم مصطلح غرف الصدى echo chamber بشكل مجازي للتعبير عن الأسلوب المتبع لتضخيم وترويج فكر أو معتقد أو حتى منتج معين من خلال التكرار الأجوف داخل دائرة واحدة من المؤمنين بتلك الفكرة حتى يصير الواحد منهم وكأنه صدى لأصوات الآخرين، وتقوم هذه الطريقة على افتراض أن الناس غالبا ما يتابعون من يتفقون معهم في الرأي وهو ما يتساوق مع منهج هذه الدراسة. المترجم) عبر منصاتٍ عديدة وبتكلفة منخفضة. بحيث تقوم مجموعة من الناشطين مفرطي التفاعل على الانترنت بنشر قدر هائل من المحتوى بسرعة وبتكلفة منخفضة. ويمكن لهؤلاء المُستقطِبين استخدام المنصات الشبكية للوصول إلى أتباع جُدد ومن ثمّ التواصل معهم بشكل شخصيّ وتوجيه المجندين المحتملين منهم إلى نقاط اتصال مُشفَّرة. قطعت وسائل التواصل الاجتماعي أيضا السبيل على الاعتماد على وسائل الإعلام الرئيسية وحولت الصحفيين إلى ضحايا مثاليين بدلا من كونهم أذرع مفيدة لنشر الرسالة الجهادية. فعلى سبيل المثال، أصبحت صور ذبح الصحفي الأمريكي جيمس فولي متاحة على المواقع الإخبارية والمواقع اليمينية المتطرفة ويتم تنزيلها downloaded وإعادة تحميلها reuploaded من قبل مروّجي الصدمات على الإنترنت. تقود وسائل التواصل الاجتماعي التي يسيطر عليها الإرهاب الآن حركة "الإعلام البطيء" (حركة الإعلام البطيء Slow Media هي وسيلة لانتاج واستهلاك المحتوى الإعلامي بشكل يعارض الوسائل التقليدية التي سادت عصر الإعلام الرقمي وتدعو إلى إتاحة المحتوى ونشره على نطاق واسع بعيدا عن محددات إنتاج المحتوى ومراقبته. المترجم). وأصبح أسيرو وسائل التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام الرئيسية أكثر عرضةً للتأثر بحملات التضليل المعلوماتي وتكتيكات الخداع والتضليل. لقد ضخمت وسائل التواصل الاجتماعي بسهولة صور القوة الزائفة. إنَّ تحويل وسائل التواصل الاجتماعي إلى استراتيجية هجومية للحرب النفسية هو ابتكار خاص بتنظيم الدولة الإسلامية في استراتيجيات الإرهاب. أصبحت الهواتف الجوالة في جميع أنحاء الشرق الأوسط الوسائل الأكثر استخداما للإطلاع على أخبار موثّقة. وفي هذا السياق، حوّلت تغريدات الدولة الإسلامية المتدفقة عبر تويتر لعمليات الإعدام والصلب التي تم تنفيذها في مدينتي حلب ودير حافر وسائل التواصل الاجتماعي إلى أداة هجومية للحرب النفسية وتكتيكات ميدانية. ظهرت صور الوحشية المذهلة التي صاحبت إعلان أبو بكر البغدادي قيام "الدولة الإسلامية" في نهاية حزيران/يونيو 2014 في الجزء الأخير من البيانات التي تم جمعها. ولو قمنا بتمديد جمع البيانات خلال الأشهر اللاحقة، يُفترض أننا قد نكتشف تحولا في استخدام وسائل التواصل الاجتماعي من وسيلة للتجنيد وبثّ الرسائل الأيديولوجية إلى الاستخدام الأداتي لأغراض إرهابية مباشرة. أثبتت وسائل التواصل الاجتماعي فعالية كبيرة للغاية كأداة لبث الرسائل وكوسيط إرهابي لتهديد السكان المحليين "العدو القريب" في مناطق الصراع وإثارة الذعر الشديد خارج ساحات الحرب.  

لا توجد تعليقات:

للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.

أضف تعليقك