تقارير / الجمعة 01 نوفمبر 2024 12:29:03 / لا توجد تعليقات:
مغربنا 1 المغرب
ملخص: لعبت وسائل التواصل الاجتماعيّ دوراً جوهرياً في الاستراتيجيات التشغيلية للجهاديين في سوريا والعراق وأماكن أخرى. على نحو خاص، تم استخدام موقع تويتر لنقل المعلومات دون غيره من منصات وسائل التواصل الاجتماعيّ الأخرى. ولربما يترك زخم التمرد الجهاديّ على تويتر انطباعاً من الموثوقية المتوهَمة، باعتباره نشاطاً عفوياً يصدر عن جيلٍ اعتاد استخدام هاتفه الجوّال للتعبير عن ذاته، ولكن إلى أي مدى يمكن الوصول إلى المحتوى والتحكم فيه؟ على مدى ثلاثة أشهر، بدءاً من شهر كانون الثاني/يناير إلى شهر آذار/مارس 2014، قمتُ بجمع معلومات من حسابات تويتر لـ 59 مقاتلاً من أصول غربية من الموجودين في سوريا.
وباستخدام منهجية كرة الثلج، تم استخدام تلك الحسابات المبدئية لجمع بيانات عن الحسابات الأكثر شعبية في الشبكة ككل. ويشير تحليل الشبكة الاجتماعية للبيانات التي تم جمعها عن مستخدمي تويتر من المقاتلين الغربيين في سوريا إلى الدور التحكميّ الذي تقوم به الحسابات المصدرية (feeder accounts) التابعة لمنظمات إرهابية توجد في منطقة الصراع، والحسابات التنظيمية المدارة من أوروبا والمرتبطة بالمنظمة البريطانية المحظورة، المهاجرين، لاسيما الداعية أنجم تشودري في لندن.
يستخدم الجهاديون في سوريا والعراق كل تطبيقات وسائل التواصل الاجتماعيّ ومنصات تبادل الملفات، وأبرزها مواقع: Ask.fm, Facebook, Instagram, WhatsApp, PalTalk, kik, viper, JustPaste.it, Tumblr كما يتم استخدام المتصفحات والبرامج الآمنة مثل تور TOR في التواصل مع الصحفيين لحجب المعلومات عن أماكن وجودهم. ولكن تتواطئ الملابسات والظروف لتجعل من تويتر التطبيق الأكثر شعبية بين تلك المواقع. وخاصة التطبيق المصمم للهواتف الجوّالة؛ كونه سهل الاستخدام وغير مكلف. وحيث يمكن للمشاركات (التغريدات) أن تحتوي على صور أو نصوص أو روابط تحيل إلى منصاتٍ أخرى، ويمكن بلا جهد إعادة تدوير التغريدات الجديدة لتصل إلى جميع المتابعين.
كما تتطلب بعض تطبيقات وسائل التواصل الاجتماعيّ وجود تقنية 3G أو وايفاي، بينما يمكن استخدام تويتر في غياب أيٍ منهما.
يقوم المسؤولون عن تنفيذ المهام الإلكترونية في المكاتب الخلفية بالتغريد على تويتر لمقاتلي الخطوط الأمامية مع تحميل مقاطع يوتيوب ونشرها لجمهور أوسع. وغالبا ما يكون هؤلاء القابعون في المكاتب الخلفية زوجات وشابات مؤيدات للحراك الجهادي. ليس ثمة فارق يذكر إذا ما كانوا يعملون من الرقة أو من مدينة نيس. وربما بسبب تدهور شبكات الهاتف والإنترنت على أرض الصراع، يعتمد المقاتلون على أولئك الموجودين خارج مناطق الحرب لنشر رسائلهم.
يتواصل الصحفيون والباحثون والمقاتلون على تويتر ويتابع بعضهم بعضاً. وتشير وسائل الإعلام البطيئة، سواء التلفزيونية أو الصحف أو الإذاعة، بشكل متكرر إلى تويتر كمصدر موثوق للمعلومات عمّا يحرزه المقاتلون من تقدم على الأرض. وعلى الرغم من أن تويتر قد يتسبب في وهم الموثوقية، باعتباره نشاطاً عفوياً يصدر عن جيلٍ اعتاد استخدام هاتفه الجوّال للتعبير عن ذاته، إلا أن تدفق الصور والمعلومات عبر الإنترنت عملية تدار بشكل أكثر إحكاماً مما هو متعارف عليه عموماً.
تشير الأدلة إلى أن الاتصالات التي تجري بين المقاتلين مقيدة ولا يتم الوثوق إلا في المقاتلين الذين يحافظون على درجة كبيرة من النشاط على وسائل التواصل الاجتماعي. وبينما هناك عدد قليل من المقاتلين يتوجب عليهم تحديث منشوراتهم على فيسبوك وتويتر من واقع ساحات القتال، إلا أن الكثير منهم لا يتواصلون على الإطلاق. حيث يقوم المجندون الجدد بتسليم هواتفهم الجوّالة لدى وصولهم إلى معسكرات التدريب. ويُعاقَب من يُجري اتصالات غير مصرح بها مع أفراد أسرته بعقوبة مزعومة قد تصل إلى حد الإعدام. بوضوح، الاتصالات غير الخاضعة للرقابة من قبل المقاتلين الأجانب قد تكشف دون قصد عن معلومات يمكن استغلالها من قبل قوات إنفاذ القانون أو المقاتلين المنافسين. ولذلك، كانت فرضيتنا العملية التي ننطلق منها هي: ما يبدو أنّه تيار عفوي للتعبير عن الذات باستخدام وسائل التواصل الاجتماعيّ، هو في الواقع عمليات اتصالات مُحكمَة.
لا توجد تعليقات:
للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.
أضف تعليقك