تقارير / الجمعة 01 نوفمبر 2024 12:29:03 / لا توجد تعليقات:
أنتلجنسيا مغربنا 1-Maghribona 1
لم تتأخر إيران في الرد على اغتيال حسن نصر الله وقيادات حزب الله، حيث قامت خلال الساعات القليلة الماضية، بتنفيذ ضربات جوية .
هذا التصعيد المفاجئ ينذر بتحول كبير في طبيعة الصراع، من حرب بالوكالة إلى مواجهة مباشرة بين طهران وتل أبيب، لتتجه المنطقة نحو مسار تصعيدي خطير قد لا تُحمد عقباه.
الهجمات الجوية الإيرانية، التي تأتي بعد عملية اغتيال حسن نصر الله، تعكس قراراً استراتيجياً من طهران بعدم السكوت على هذه الضربة التي استهدفت أحد أبرز حلفائها.
يبدو أن القيادة الإيرانية اختارت الرد الفوري لتبعث رسالة واضحة بأن زمن التهاون قد ولّى، وأن أي اعتداء على مصالحها أو حلفائها سيواجه برد عسكري مباشر.
الضربات الإيرانية المذكورة ليست مجرد رد فعل، بل هي بمثابة إعلان واضح أن قواعد اللعبة قد تغيرت.
طهران، التي لطالما تبنت سياسة الرد غير المباشر عبر حلفائها، اختارت اليوم أن تتخذ خطوة جريئة عبر هجمات جوية على أهداف إسرائيلية.
هذا التغيير في التكتيك قد يفتح المجال أمام مواجهة إقليمية أوسع، خاصة إذا ما قررت إسرائيل الرد بالمثل، مما سيؤدي إلى سلسلة من الضربات المتبادلة بين الطرفين.
الضربة الإيرانية تحمل رسائل متعددة؛ أولها أن إيران لا تزال تملك زمام المبادرة في الصراع، وثانيها أن قدرتها العسكرية، سواء الجوية أو الصاروخية، قادرة على الوصول إلى عمق الأراضي الإسرائيلية.
فهل اختارت طهران اليوم استعراض عضلاتها العسكرية للردع، أم أن هذه الضربات ما هي إلا بداية لسلسلة من العمليات التي قد تمتد لأسابيع وربما لشهور؟
مع دخول إيران على خط المواجهة بشكل مباشر، قد تتسع رقعة الصراع لتشمل ساحات أخرى في المنطقة. فمن غير المستبعد أن تتحرك قوات الحشد الشعبي في العراق، أو أن تشهد الجبهة السورية توتراً جديداً. بل قد نشهد تصعيداً في جنوب لبنان، حيث يمتلك حزب الله قدرات صاروخية قد يستخدمها للرد على اغتيال قادته.
كما أن جماعة أنصار الله في اليمن قد تجد في هذا التصعيد فرصة لتوجيه ضربات على أهداف سعودية ، مما يخلق مزيداً من الضغط على إسرائيل وحلفائها في المنطقة. كل هذه السيناريوهات قد تؤدي إلى اشتعال المنطقة بشكل لم تشهده منذ عقود، مما يجعل من الصعب التنبؤ بمآلات هذا التصعيد.
إسرائيل، التي اعتقدت أن اغتيال نصر الله سيضعف محور المقاومة، قد تجد نفسها الآن في مواجهة مباشرة مع إيران، الدولة ذات النفوذ الكبير في المنطقة.
ومع دخول طهران على خط المواجهة، قد تجد واشنطن نفسها مضطرة للتدخل لحماية حليفتها إسرائيل، مما يزيد من احتمالات اندلاع مواجهة إقليمية شاملة.
كما أن رد الفعل الدولي على هذا التصعيد قد يتراوح بين الدعوة إلى التهدئة والضغط على الطرفين لوقف العمليات العسكرية، وبين دعم أحد الطرفين بشكل علني أو خفي.
فروسيا، التي تربطها علاقات وثيقة بطهران وتل أبيب، قد تجد نفسها أمام معضلة دبلوماسية معقدة، بينما قد تستغل الصين الموقف لتحقيق مكاسب سياسية واقتصادية في المنطقة.
إذا استمرت الضربات المتبادلة بين إيران وإسرائيل، فقد تنجر المنطقة بأكملها إلى أتون حرب شاملة، خاصة أن كلا الطرفين يمتلكان حلفاء ومصالح تمتد عبر دول عدة. فالهجمات الجوية الإيرانية اليوم قد تكون بداية مرحلة جديدة من الصراع، حيث تسقط كل الخطوط الحمراء، وتتراجع حدود المواجهة لتشمل ساحات جديدة.
السؤال الذي يطرح نفسه الآن: هل ستكتفي إيران بهذه الضربات، أم أن التصعيد سيستمر؟ وكيف سيكون الرد الإسرائيلي؟ الأيام المقبلة قد تشهد مزيداً من التصعيد العسكري، مما يضع المنطقة على حافة الهاوية. فهل تكون هذه العملية بداية لانهيار منظومة "الردع المتبادل"، أم أن هناك وساطات ستظهر في اللحظة الأخيرة لوقف انحدار المنطقة نحو حرب لا تُبقي ولا تَذَر؟
إسرائيل، التي اختارت تصفية نصر الله وقادة حزب الله، قد تجد نفسها الآن في مواجهة مفتوحة مع طهران، خصم لم يكن يسعى للمواجهة المباشرة. أما طهران، التي أظهرت اليوم أنها لا تخشى المواجهة، فقد تكون قررت كسر كل القيود وفرض واقع جديد على الأرض.
وفي ظل هذا التصعيد المتسارع، يبقى السؤال الأهم: من سيتحمل مسؤولية ما قد يحدث؟ هل ستتراجع إسرائيل وتعيد حساباتها، أم أن التصعيد سيستمر حتى تصل الأمور إلى نقطة اللاعودة؟
لا توجد تعليقات:
للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.
أضف تعليقك