علماء ودعاة يدقّون ناقوس الخطر..رسو السفن الأمريكية بطنجة خيانة شرعية للأمة

علماء ودعاة يدقّون ناقوس الخطر..رسو السفن الأمريكية بطنجة خيانة شرعية للأمة
سياسة / السبت 12 أبريل 2025 - 22:00 / لا توجد تعليقات:

أنتلجنسيا المغرب: أبو ملاك

توصلت " أنتلجنسيا المغرب" ببيان ناري وقّعه بعض علماء ودعاة وخطباء من مختلف ربوع المغرب، حسب اللائحة المتداولة على نطاق واسع، أُعلن عن إدانة قوية وصريحة لسماح السلطات برسوّ سفن أمريكية محمّلة بعتاد عسكري موجّه للكيان الصهيوني في ميناء طنجة، معتبرين ذلك خيانة لله ورسوله وللأمة الإسلامية جمعاء، يقولون.

البيان الذي تجندونه في أخر المقالة، حمل مضامين دينية وشرعية شديدة اللهجة، تستند لنصوص قرآنية وأحاديث نبوية، ترفض قطعًا إعانة الظالم على ظلمه، واعتبرت مرور هذه الشحنات الحربية تواطؤًا صريحًا مع آلة القتل الصهيونية، ومشاركة غير مباشرة في إبادة الأبرياء في غزة.

وحسب ذات البيان، الدعاة طالبوا بوقف فوري لكل أشكال التعاون العسكري واللوجيستي مع أمريكا حينما يكون في سياق دعم العدوان، مع الدعوة لسنّ قانون يُجرّم التطبيع بكل أشكاله، مؤكدين أن الحياد في مثل هذه القضايا خيانة للموقف الشرعي وللضمير الإنساني الحي.

 

نحن الموقعين أسفله: علماء ومفكرين ودعاة وخطباء وباحثين غيورين على دينهم وأمتهم، نُعلن رفضنا التام لما تردّد من سماح السلطات المغربية برسوّ سفن عسكرية أمريكية بميناء طنجة، تحمل قطع غيار لطائرات حربية موجهة إلى الكيان الصهيوني المحتل، الذي يواصل عدوانه الغاشم على شعبنا في غزة وسائر فلسطين، في وقت امتنعت إحدى الدول الأوروبية عن استقبال تلك السفن في موانئها.

إن إعانة الظالم على ظلمه ظلم، وهو محرّم شرعا، قال الله تعالى: {وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان واتقوا الله إن الله شديد العقاب}، وقال سبحانه: {يا أيها الذين آمنوا إذا تناجيتم فلا تتناجوا بالإثم والعدوان ومعصية الرسول وتناجوا بالبر والتقوى واتقوا الله الذي إليه تحشرون}. وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله ﷺ: "من أعان ظالما بباطل ليدحض بباطله حقا فقد برئ من ذمة الله وذمة رسوله"، أخرجه الطبراني وهو حديث صحيح. وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله ﷺ: "من أعان على خصومة بظلم، أو يعين على ظلم، لم يزل في سخط الله حتى ينزع"، رواه ابن ماجه وهو حديث صحيح. وقال ﷺ: "المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه، ومن كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته، ومن فرّج عن مسلم كربة، فرّج الله عنه كربة من كربات يوم القيامة، ومن ستر مسلما ستره الله يوم القيامة"، رواه البخاري. "لا يسلمه" أي لا يتركه للعدو، فكيف بمن يعين عليه غيره بالسلاح المدمر؟

إن تسهيل مرور هذه القطع الحربية تواطؤ مادي ومعنوي مع آلة القتل الصهيونية، ومشاركة في العدوان على الأبرياء، وهو ما يُعد خيانة لله ولرسوله ﷺ، ولدماء الشهداء، وللمواقف الشعبية الرافضة للتطبيع.

وبناء عليه، نعلن ما يلي:

1.    يُحرّم شرعًا السماح برسوّ هذه السفن في أي ميناء مغربي يُستخدم في العدوان على المسلمين، وخصوصًا على فلسطين المحتلة، لما في ذلك من موالاة لأعداء الأمة على أبنائها، وهو من أعظم صور الخيانة والمعاداة لله ورسوله ﷺ. قال الله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء}. فهذا نهي صريح عن موالاة العدو، ومنه تسهيل مرور الأسلحة لقتل المسلمين. إن التساهل مع العدو الظالم، وخصوصًا إن كان في سياق حرب، مشاركة له في ظلمه، فكيف بدعمه وتسهيل تزويده بالسلاح؟

2.    نطالب بوقف فوري لأي تعاون عسكري أو لوجيستي مع أمريكا يسهم في العدوان على الفلسطينيين أو على أي مظلوم. قال الله تعالى: {ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار}. والركون أدنى درجات التعاون، فكيف بمن يعين على الظلم بالسلاح؟

3.    ندعو العلماء والمفكرين والأحرار للتعبير عن موقفهم الشرعي الواضح دون تردد حول هذه النازلة وأشباهها التي فيها تسهيل للعدوان على بلاد المسلمين، فلا مكان للحياد في مثل هذه المواطن، ولا ينبغي تأخير البيان عن وقت البوح به.

4.    ندعو لقطع كل أشكال وأنواع التطبيع مع الكيان الصهيوني، وإلغاء جميع الاتفاقيات الموقعة معه، وسن قانون يجرم التطبيع مع الكيان الغاصب، ونطالب نواب الأمة والهيئات المدنية بالتحرك العاجل لوقف هذه الكارثة الأخلاقية والسياسية.

اللهم إنا قد بلغنا، اللهم فاشهد.

والحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه.

الرباط في 13 شوال 1446 هـ الموافق لـ 12 أبريل 2025 م.


لا توجد تعليقات:

للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.

أضف تعليقك