أنتلجنسيا المغرب: حمان ميقاتي
لم تعد هتافات الملاعب وحدها تعبّر عن
صوت الجماهير، فالجماهير الرجاوية والودادية والمغربية اختارت هذه المرة الصمت
والمقاطعة، تعبيرًا عن غضب دفين ورفض لما اعتبروه استغلالًا لمشاعرهم في لعبة لا
تسمن ولا تغني من جوع.
خرجوا من تحت تأثير "أفيون
الكرة" ورفعوا شعار: "كفانا عبثًا..الكرة ما كتعيشّناش" .
المقاطعة لم تكن عابرة، بل كانت رسالة
مدوية في وجه لوبيات الكرة ومموليها، الذين راكموا الثروات باسم الانتماء والفرجة،
بينما يزداد واقع المواطن بؤسًا وحياة الفقير قتامة، في زمن تتآكل فيه القدرة
الشرائية ويُسحق فيه الكادح، لم يعد مقبولًا أن تظل الملاعب متنفسًا زائفًا لتفريغ
الغضب، بدل توجيهه نحو مَن بيدهم القرار.
الجماهير التي كانت تُصوَّر دوماً
كوقود للفرجة، قلبت المعادلة وأعادت توجيه البوصلة نحو الوعي، فالملاعب أصبحت
منابر احتجاج، والمدرجات تحوّلت إلى ساحات رفض، المقاطعة لم تكن فقط غيابًا عن
المدرجات، بل كانت أيضًا موقفًا سياسيًا وصرخة اجتماعية تقول: "لن نخدع
أنفسنا بعد اليوم" .
هكذا تتولد لحظة وعي جديدة في الشارع
المغربي، لحظة تعيد ترتيب الأولويات وتنتصر للحياة الحقيقية بدل الانغماس في أوهام
الانتصارات الوهمية. الكرة تظل لعبة، لكنها لن تكون غطاءً لصمت الشعوب بعد اليوم.
لا توجد تعليقات:
للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.
أضف تعليقك