الجزائر في حضن طهران..قفزة يائسة نحو محور العزلة

الجزائر في حضن طهران..قفزة يائسة نحو محور العزلة
سياسة / الجمعة 11 أبريل 2025 - 22:00 / لا توجد تعليقات:

أنتلجنسيا المغرب: أبو دعاء

في مشهد يعكس اضطراب البوصلة الجيوسياسية للجزائر، جاء استقبال الرئيس "عبد المجيد تبون" لنائب وزير الخارجية الإيراني "عباس عراقجي" بمثابة إعلان غير مباشر عن توجه جديد نحو محور طهران، في لحظة إقليمية مشحونة بالتحولات والمواجهات.

هذه الزيارة لم تكن مجرد مجاملة دبلوماسية، بل تعبير عن محاولة للهروب إلى الأمام بعد أن ضاق الخناق على الجزائر من جهات متعددة.

ففي الجنوب، تقلّص مجال المناورة الجزائري بشكل واضح مع بروز التحالف الثلاثي " لمالي وبوركينا فاسو والنيجر"، وفي الشرق، تتمدد قوات حفتر بغطاء " إماراتي" يهدد توازنات " الجزائر في ليبيا "، أما غربًا، فلا تزال المملكة المغربية تحصد انتصارات سياسية ودبلوماسية أضعفت أوراق النظام الجزائري وأحرجت روايته بخصوص النزاع الإقليمي حول الصحراء.

وسط هذا التراجع، لم تجد الجزائر بدًا من خلال الهروب والإرتماء في الحضن الإيراني، اللاعب المثير للجدل في الشرق الأوسط، والذي يخوض بدوره صراعًا مفتوحًا مع الغرب والمغرب وحلفائهما.

وهي خطوة توحي برغبة في إعادة تموضع استراتيجي، ولو بثمن الاصطفاف مع أحد أكثر الأنظمة عزلة في العالم.

لكن هذا الرهان يبدو محفوفًا بالمخاطر، إذ قد يعمق من عزلة الجزائر بدل أن يكسرها، ويزج بها في صراعات إقليمية معقدة تتجاوز قدراتها، ما يطرح أكثر من علامة استفهام حول مستقبل خياراتها الدبلوماسية في ظل تآكل تحالفاتها التقليدية وتنامي النفوذ المغربي في القارة السمراء.

لا توجد تعليقات:

للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.

أضف تعليقك