أنتلجنسيا
المغرب: فهد الباهي/م.إيطاليا
حمم التغيير لا
تزال تتصاعد من تحت أقدام إدارة إقليم سيدي سليمان، بقيادة العامل "إدريس
الروبيو"، الذي دخل الإقليم بفأس التهذيب وكسر قلاع الفساد الكلسية "لي
تهرس را الكرارس".
بعد إعفاء مدير
ديوان العمالة ورئيس قسم الشؤون الاقتصادية والتنسيق يوم الاثنين، تواترت الأنباء
عن تعيين كاتب عام جديد يوم الأربعاء 09 ابريل الجاري، في خطوة وُصفت بأنها زلزال
إداري لم تشهده العمالة من قبل على مر التاريخ.
الرأي العام
المحلي بدأ يتنفس الصعداء، بعد أن ظلّ لسنوات يرزح تحت وطأة المحسوبية والصفقات
المشبوهة التي سنأتي إليها لاحقا والجمود الإداري الذي أنهك طموحات الإقليم.
المواطنون في سيدي يحيى الغربن وإقليم سيدي سليمان بصفة عامة يواكبون
هذه التغييرات بشغف، ويرون فيها بداية حقيقية لمسار مختلف، لا مكان فيه لتورم
المصالح الخاصة ولا تكلّس مواقع النفوذ.
تغيير الخريطة
الإدارية بهذه الجرأة لم يكن ليمر دون أن يثير الزوابع، لكنه في الوقت ذاته يعكس
نية العامل في تطهير محيطه الوظيفي وإعادة هندسة العمالة على أسس جديدة تتماشى مع
التوجيهات الملكية السامية، تُعيد الثقة للمواطن وتقطع مع ممارسات طالما استنزفت
خزائن التنمية المحلية.
كل المؤشرات
الحالية تؤكد أن "الروبيو" عازم على مواصلة الحفر في صخور الفساد بلا
رحمة وبلا هوادة، بلا تراجع ولا مساومة، في معركة تاريخية لإقتلاع جذور الفساد .
لمحة
عن تاريخه المهني
إدريس روبيو، من
مواليد 16 ماي 1965 بمدينة الرباط، يُعد من الكفاءات الإدارية التي راكمت تجربة
طويلة في تدبير الشأن المحلي. حاصل على الإجازة في القانون الخاص، وتخرّج من
المعهد الملكي للإدارة الترابية، ما أهّله لخوض مسار إداري متنوع في عدد من جهات
المملكة.
بدأ مساره
المهني كمتصرف مساعد بإقليم الناظور، ثم التحق بسلك السلطة كقائد بعمالة وجدة
أنجاد سنة 2002، قبل أن يُنقل بنفس المهام إلى عمالة مكناس سنة 2008. وبفضل جديته
وتفانيه، تمت ترقيته إلى رئيس منطقة حضرية بعمالة فاس سنة 2012، ثم باشا مدينة
إمزورن بإقليم الحسيمة سنة 2017.
واصل الروبيو
تدرّجه الإداري، حيث تم تعيينه كاتبًا عامًا لإقليم الفقيه بنصالح سنة 2019، ثم
نُقل لنفس المنصب إلى عمالة أكادير إداوتنان في غشت 2023، وهي محطات مهنية كشفت عن
قدرته على مواكبة التحديات في مجالات مختلفة.
وفي 18 أكتوبر
2024، توج إدريس الروبيو مسيرته بثقة ملكية سامية، حيث عينه الملك محمد السادس
عاملاً على إقليم سيدي سليمان، وهي مسؤولية كبرى تعكس مسارًا حافلًا بالعطاء
والانضباط، وتؤكد مكانته كواحد من الأطر الإدارية المتمرسة في الإدارة الترابية
المغربية.
ويشار أنه قد تميز"
إدريس روبيو" خلال مساره المهني بالجدية والانضباط، ما جعله يحظى بثقة
الإدارة في كل محطة شغلها، فتدرّج من قائد إلى رئيس منطقة حضرية، ثم باشا، فكاتب
عام بعدة أقاليم، قبل أن يُتوج هذا المسار بتعيينه عاملاً على إقليم سيدي سليمان،
في خطوة تعكس التقدير لكفاءته وتجربته الميدانية الطويلة.
لا توجد تعليقات:
للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.
أضف تعليقك