عاصفة استقالات تهز الاتحاد الاشتراكي بعد تصريحات لشكر حول حماس

أنتلجنسيا المغرب:فهد الباهي/م.إيطاليا

شهد حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية زلزالاً تنظيمياً عقب التصريحات المثيرة للجدل التي أدلى بها الكاتب الأول للحزب، إدريس لشكر، والتي حمل فيها حركة المقاومة الفلسطينية حماس مسؤولية المجازر التي يشهدها قطاع غزة.

هذا الموقف، الذي اعتبره العديد من مناضلي الحزب انسجاماً مع الرواية الصهيونية، فجّر موجة من الاستقالات في صفوف الاتحاد، معبرين عن رفضهم القاطع لهذا التحول المفاجئ في الموقف الرسمي للحزب تجاه القضية الفلسطينية.

من بين أبرز المستقيلين، أعلن رضوان الشركاوي، الكاتب المحلي للحزب بجماعة تاكونيت وعضو الكتابة الإقليمية بزاكورة، استقالته النهائية، معتبراً أن ما صدر عن لشكر يمثل انحرافاً خطيراً عن المبادئ التحررية التي تأسس عليها الحزب.

وأكد في رسالته أن الاتحاد الاشتراكي ظل لعقود في طليعة المدافعين عن حقوق الشعب الفلسطيني، وأن التصريحات الأخيرة تتناقض مع تاريخه النضالي العريق في مواجهة الاحتلال والتطبيع.

لم تكن استقالة الشركاوي حدثاً معزولاً، بل سبقتها وأعقبتها استقالات أخرى من مختلف الفروع التنظيمية، حيث عبّر المستقيلون عن خيبة أملهم من التحول الجذري في خطاب القيادة.

 وأشار بعضهم إلى أن تصريحات لشكر لا تعكس موقف القواعد النضالية، بل تأتي في سياق تقارب سياسي غير معلن مع جهات معروفة بمواقفها المتساهلة تجاه الاحتلال الإسرائيلي.

القضية الفلسطينية لطالما كانت محوراً أساسياً في توجهات الاتحاد الاشتراكي، حيث احتضن الحزب العديد من الفعاليات الداعمة للمقاومة ووقف ضد كل أشكال التطبيع.

لذلك، فإن المواقف الجديدة التي ظهرت على لسان القيادة لم تكن مجرد تصريح عابر، بل شكلت صدمة داخل الحزب وخارجه، مما دفع العديد من المناضلين إلى إعادة النظر في انتمائهم السياسي.

في ظل هذه التطورات، يواجه إدريس لشكر عاصفة من الغضب الداخلي، قد تعيد رسم الخريطة التنظيمية للحزب، خصوصاً مع اقتراب الاستحقاقات السياسية المقبلة. وبينما يسود الترقب حول رد فعل القيادة إزاء هذه الأزمة، يبدو أن تداعيات تصريحات لشكر ستتجاوز حدود الحزب لتلقي بظلالها على المشهد السياسي المغربي برمته.