أنتلجنسيا المغرب: حمان ميقاتي
يعيش قطاع
غزة كارثة إنسانية غير مسبوقة، حيث باتت المجاعة تهدد أرواح آلاف الفلسطينيين، وسط
حصار خانق وعدوان إسرائيلي متواصل، الأطفال والنساء يموتون جوعًا أمام أعين
العالم، بينما تكتفي القوى الكبرى بالصمت والتنديد الفارغ دون أي تحرك فعلي لإنقاذ
المدنيين المحاصرين.
في مشاهد تهتز لها الوجدان، تنتشر مقاطع فيديو توثق فلسطينيين يتقاتلون للحصول على فتات الطعام، في ظل ندرة المواد الغذائية وانعدام الإمدادات الإنسانية، قوات الاحتلال تغلق المعابر وتمنع دخول المساعدات، لتجعل من الجوع سلاحًا إضافيًا لإبادة شعب بأكمله، بينما المجتمع الدولي يواصل تجاهله لهذه الجريمة المروعة.
ورغم أن
الوضع أصبح جليًا أمام الجميع، تظل الجامعة العربية في موقف المتفرج، عاجزة عن
اتخاذ أي قرار حازم لوقف هذه المأساة، في وقت يحتاج الفلسطينيون إلى دعم سياسي
وإنساني عاجل، تقتصر البيانات الرسمية على الإدانة دون أي خطوات عملية تُجبر
الاحتلال على فك الحصار وإدخال المساعدات.
أما الجمعيات
الدولية التي تدّعي الدفاع عن حقوق الإنسان، فقد أثبتت مرة أخرى ازدواجية
معاييرها، فصمتها المريب أمام هذه الكارثة يكشف زيف شعاراتها، أين تلك المنظمات
التي تهب للدفاع عن حقوق الإنسان عندما يتعلق الأمر بأقليات أخرى؟ أم أن
الفلسطينيين ليسوا ضمن أجندتها الإنسانية؟
إن ما يحدث
في غزة ليس مجرد أزمة إنسانية، بل جريمة إبادة تُنفذ على مرأى ومسمع الجميع، وإذا
استمر الصمت الدولي، فإن التاريخ سيسجل هذه اللحظة المخزية التي تخلت فيها البشرية
عن قيمها، ووقفت متواطئة في جريمة العصر ضد الشعب الفلسطيني.
لا توجد تعليقات:
للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.
أضف تعليقك