أنتلجنسيا المغرب: حمان ميقاتي
في مفاجأة
سياسية تثير العديد من التساؤلات، تبدو المملكة العربية السعودية مشغولة بشكل أكبر
بالملف الأوكراني مقارنة بقضية فلسطين التي لطالما كانت تمثل قضية العرب الأولى،
في الوقت الذي يتصاعد فيه العنف والانتهاكات الإسرائيلية ضد الفلسطينيين، يركز
المراقبون على كيفية تفاعل الرياض مع الأزمة الأوكرانية.
التركيز
السعودي على أوكرانيا يشعل الجدل العربي
قد يبدو من
الغريب أن تتخذ الرياض موقفًا أكثر وضوحًا بشأن الأزمة في أوكرانيا، حيث تدعم
المملكة الجهود الدولية في هذا السياق، في حين أن موقفها من فلسطين يبدو غير كافٍ
مقارنةً بحجم المعاناة الفلسطينية، هذا الانشغال السياسي يعكس تحولًا في أولويات
المملكة، مما يثير تساؤلات حول مدى التزامها بالقضية الفلسطينية التي لطالما كانت
محط اهتمام العالم العربي.
هل بدأت
السعودية تغير استراتيجيتها في الشرق الأوسط؟
رغم
التصريحات الرسمية التي تؤكد دعم السعودية لحقوق الفلسطينيين، إلا أن التركيز
السعودي على الأزمة الأوكرانية يطرح تساؤلات بشأن مدى تغير الاستراتيجية الإقليمية
للمملكة.
هل تسعى
الرياض لتوسيع نفوذها على الساحة الدولية عن طريق الانخراط بشكل أعمق في قضايا
العالم؟
أم أن هناك
دافعًا سياسيًا آخر وراء هذا التوجه؟
النفط
السعودي وأوكرانيا: المصالح الاقتصادية تلعب دورًا بارزًا
المصالح
الاقتصادية تلعب دورًا أساسيًا في هذه السياسة الجديدة، السعودية التي تعتبر أحد
أكبر منتجي النفط في العالم تجد نفسها في موقع استراتيجي يسمح لها بالمساهمة في
الضغط الدولي على روسيا عبر توفير إمدادات الطاقة العالمية، هذا التوجه يجعل
المملكة طرفًا فاعلًا في الأزمة الأوكرانية ويعزز مكانتها في الساحة الدولية.
ردود الفعل
الفلسطينية والعربية على السياسة السعودية الجديدة
على الرغم من
المحاولات السعودية لتأكيد دعمها لقضية فلسطين في مختلف المحافل الدولية، فإن هناك
ردود فعل متباينة في الأوساط الفلسطينية والعربية، يرى البعض أن التركيز على
القضية الأوكرانية يأتي على حساب التركيز على فلسطين، ما يثير مشاعر خيبة الأمل في
العديد من الشارع العربي.
هل يكون هذا
التحول تكتيكًا دبلوماسيًا جديدًا؟
يمكن أن يكون
هذا التحول في التركيز جزءًا من تكتيك دبلوماسي جديد من قبل الرياض. في وقت تمر
فيه المنطقة بتقلبات كبيرة، قد تسعى السعودية لخلق توازن في سياستها بين الشرق
والغرب، وذلك لضمان مصالحها الوطنية وحماية استقرارها في وجه التحديات المستقبلية
المستقبل غير
الواضح: هل ستظل فلسطين في قلب السياسة السعودية
يظل المستقبل
غير واضح بالنسبة للعلاقة بين السعودية وفلسطين، في حين أن المملكة قد تستمر في
تقديم الدعم السياسي والإنساني، إلا أن التحولات الأخيرة قد تشير إلى تغيرات في
الأولويات. تظل الأسئلة قائمة: هل ستعود فلسطين لتكون القضية المركزية في السياسة
السعودية؟ أم أن التحولات الجيوسياسية ستواصل تشكيل أولويات الرياض في المستقبل؟
.
يبقى الموقف السعودي لا يزال غير واضح تجاه تصاعد الهجمات والأزمة
الإنسانية التي تعصف بفلسطين، في ظل استمرار المجاعة والتهجير والقصف وسقوط
الضحايا من الأطفال والنساء والشيوخ، لم تتخذ الرياض موقفًا حاسمًا يعكس رد فعل
قوي على ما يجري.
ورغم الإدانات الدبلوماسية، إلا أن الإجراءات الفعلية تبقى محدودة دون
تحركات ملموسة على الأرض، الفلسطينيون يواجهون أوضاعًا مأساوية، فيما تتجه الأنظار
نحو مواقف الدول المؤثرة.
لا توجد تعليقات:
للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.
أضف تعليقك