أنتلجنسيا المغرب
كشفت مصادر اعلامية "الصباح" أن وزير الشباب والثقافة والتواصل، المهدي بنسعيد، شعر بالإحراج بسبب رفض أعضاء الحكومة المشاركة في برامج حوارية تلفزيونية وصحفية، سواء عبر الإعلام السمعي البصري أو الورقي والإلكتروني. يأتي هذا الرفض في سياق الحياة السياسية التي توصف بالجمود، ما يثير تساؤلات حول قدرة الحكومة على التواصل مع المواطنين عبر المنابر الإعلامية.
وفقًا للمصادر ذاتها، فقد منح بنسعيد، الذي يشرف سياسياً على الإعلام العمومي، الضوء الأخضر للقطب العمومي لتنظيم حوارات سياسية مباشرة، بهدف تحريك النقاش العام وتوضيح السياسات الحكومية.
كما دعا الصحافيين في الصحف الورقية والإلكترونية إلى استضافة سياسيين مستعدين للإجابة عن الأسئلة المحرجة.
لكنه اصطدم بصمت الوزراء الذين لم يستجيبوا لهذه الدعوات رغم مرور وقت طويل.
من جانبه، رفع نبيل بنعبد الله، أمين عام حزب التقدم والاشتراكية، التحدي أمام وزراء الحكومة للمشاركة في أي برنامج حواري.
وأكد خلال تجمع خطابي لحزبه، وفقاً لما نقلته "الصباح" ، أن هؤلاء الوزراء "فرّوا من معركة النقاش"، مشيرًا إلى أن الخوف من كشف الحقيقة أو ضعف حصيلتهم القطاعية قد يكون السبب وراء هذه الخطوة.
كما انتقد بنعبد الله ضعف تكوين بعض الوزراء اللغوي الذي يجعلهم غير قادرين على الدفاع عن إنجازاتهم.
وفي مثال عملي، قال بنعبد الله إنه وافق على الفور بعد تلقيه دعوة للمشاركة في برنامج حواري على قناة عمومية لمواجهة أحد قادة الأغلبية.
لكن بعد يومين، تم إبلاغه باعتذار الضيف الآخر، حيث تراجع عن الحضور دون تقديم أسباب مقنعة. وتساءل بنعبد الله: "أين الحكومة؟"، واصفًا إياها بأنها "فاشلة ويجب عليها تقديم الاستقالة".
يواجه الصحافيون عقبات كبيرة في التواصل مع الوزراء، إذ يجدون صعوبة في استضافتهم بمقرات عملهم لمناقشة القضايا الوطنية الراهنة.
وأرجعت المصادر لـ"الصباح" هذه المشكلة إلى عدة أسباب، منها عدم إدراك بعض الوزراء لأهمية التواصل الفعال مع وسائل الإعلام، أو خوفهم من الإجابة عن أسئلة قد تبدو محرجة. بالإضافة إلى ذلك، تلعب شركات الإنتاج دورًا في إدارة تصريحات الوزراء عبر مواقع التواصل الاجتماعي، مما يؤدي إلى ما يُعرف بـ"المونولوغ" الذي لا يقنع الجمهور.
وأشارت المصادر إلى أن بعض الملحقين الصحافيين المرافقين للوزراء يقومون بتخويف المسؤولين الحكوميين من الحديث إلى الصحافيين، بحجة أن أي تصريح قد يتم تأويله بشكل خاطئ، مما يسبب مشكلات مع الدولة.
في ظل هذه الأجواء، يعاني مصطفى بايتاس، الناطق الرسمي باسم الحكومة، كثيراً أثناء الندوة الصحافية الأسبوعية التي يعقدها عقب المجالس الحكومية.
يواجه بايتاس سيلًا من الأسئلة التي يصعب عليه الإجابة عنها بسبب عدم توفره على معطيات دقيقة تكون متاحة فقط لدى الوزير المعني.
وهذا الوضع يؤدي إلى تصاعد الانتقادات عبر مواقع التواصل الاجتماعي التي تروج أحياناً لأخبار زائفة.
من جانبه، وصف بنسعيد الاتهامات الموجهة إلى وزارته بأنها "مغالطات وأخبار زائفة"، مؤكداً أنها مضللة وغير مبنية على حقائق.
في المقابل، يعتبر ممثلو حزب العدالة والتنمية (بيجيدي) أن هذه الاتهامات ليست سوى معطيات رائجة لم يتم فناؤها خلال الأيام الأولى من تداولها بين المواطنين.
وسط هذا المشهد، يطالب الصحافيون الوزراء بالانفتاح أكثر على وسائل الإعلام والاستجابة لدعوات الحضور كضيوف في مقرات العمل لتوضيح السياسات الحكومية والدفاع عن حصيلة عملهم.
فالنقاش الحر والمباشر يساهم في تعزيز الثقة بين الحكومة والمواطنين، وهو أمر ضروري لتحسين صورة المؤسسات في نظر الرأي العام.
لا توجد تعليقات:
للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.
أضف تعليقك