سباق السلطة داخل التحالف.. بين رهانات التنمية وصراعات المصالح

سباق السلطة داخل التحالف.. بين رهانات التنمية وصراعات المصالح
سياسة / الخميس 23 يناير 2025 16:39:00 / لا توجد تعليقات:

أنتلجنسيا المغرب

في خطوة تكشف عن انقسامات متزايدة داخل التحالف الحكومي الذي يقوده عزيز أخنوش، ألقى التراشق السياسي بين قيادات الأحزاب المشكلة للأغلبية بظلاله على المشهد السياسي بالمغرب، قبل قرابة سنة ونصف من موعد الانتخابات التشريعية المقررة سنة 2026.

هذا التوتر يعكس صراعًا مبكرًا على قيادة الحكومة المقبلة، وسط رهانات متباينة بين أحزاب الأغلبية.

خلال الندوة الصحفية التي أعقبت اجتماع المجلس الحكومي، حاول الناطق الرسمي باسم الحكومة، مصطفى بايتاس، التقليل من شأن هذا التراشق، مؤكدًا أن "الفضاء السياسي يختلف عن الفضاء الحكومي" وأن "لا وصاية على الفضاء السياسي".

غير أن مراقبين يرون في هذه التصريحات إشارة إلى محاولة الحكومة تفادي تفاقم الأزمة داخل صفوف الأغلبية.

من جهة حزب التجمع الوطني للأحرار، أعربت قياداته عن ثقتها في الاستمرار على رأس المشهد السياسي لولاية ثانية، حيث أكد رشيد الطالبي العلمي، عضو المكتب السياسي للحزب، أن "الأحرار" يسعى للحصول على 116 مقعدًا برلمانيًا في انتخابات 2026، ما يعزز طموحه بالبقاء في السلطة حتى سنة 2032. وذهب العلمي إلى حد التأكيد بأن الحزب يمثل الخيار الأمثل لخدمة التنمية، في انتقاد ضمني لحلفائه في الحكومة.

في المقابل، بدأ حزب الأصالة والمعاصرة، المعروف بـ"الجرار"، في إعداد آلياته الانتخابية وإعادة ترتيب صفوفه استعدادًا للمواجهة الانتخابية.

 وحسب مصادر اعلامية فقدأكد قيادي بارز في الحزب أن "التراكتور" عازم على إزاحة "الحمامة" من قيادة الحكومة، مشددًا في تصريح قوي اللهجة على أن حزبه "قادم لقلب الطاولة على الجميع".

تصريحات تشير إلى سباق انتخابي مبكر بدأ قبل أوانه، في ظل غموض يكتنف مستقبل التحالف الحكومي.

هذا التوتر يثير تساؤلات حول مدى قدرة التحالف الحكومي على الصمود حتى نهاية ولايته في ظل انقسامات داخلية وصراعات على النفوذ.

في وقت يواجه فيه المواطنون تحديات اقتصادية واجتماعية متزايدة، تبدو الحكومة منشغلة بمعارك انتخابية مبكرة قد تزيد من تعميق فجوة الثقة بين الأحزاب المكونة لها.


المشهد السياسي الحالي ينبئ بصيف سياسي ساخن قبل الأوان، حيث أصبحت لغة المنافسة الانتخابية هي المسيطرة، بدلًا من التركيز على تنفيذ الالتزامات الحكومية. فهل ستكون الحكومة قادرة على تجاوز هذه الانقسامات أم أن السباق الانتخابي المبكر سيؤدي إلى تفكك الأغلبية قبل موعد الانتخابات؟

لا توجد تعليقات:

للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.

أضف تعليقك