أنتلجنسيا المغرب
على هامش اللقاءات الدولية للأممية الاشتراكية، المنعقدة بالعاصمة المغربية الرباط، استقبل إدريس لشكر، الكاتب الأول لحزب “الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية”، نظيره الفرنسي أوليفييه فور، الكاتب الأول لـ"الحزب الاشتراكي الفرنسي".
وجاء هذا اللقاء ليعزز العلاقات التاريخية بين الحزبين، ويعيد إحياء النقاشات حول القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.
تعزيز الشراكة الاشتراكية
خلال اللقاء الذي عُقد على هامش فعاليات الأممية الاشتراكية، أكد الطرفان على أهمية تعزيز التعاون بين الحزبين في ظل التحديات المتزايدة التي تواجه القيم الاشتراكية عبر العالم. وأشاد إدريس لشكر بالدور الذي يلعبه الحزب الاشتراكي الفرنسي على المستوى الأوروبي، معرباً عن تطلع الاتحاد الاشتراكي إلى بناء شراكات قوية تُسهم في تعزيز العدالة الاجتماعية والديمقراطية.
من جانبه، أعرب أوليفييه فور عن تقديره للدور الريادي الذي يلعبه حزب الاتحاد الاشتراكي في المغرب والمنطقة، مشيراً إلى أهمية استمرار التنسيق بين الطرفين لمواجهة التحديات المشتركة، مثل التغير المناخي، العدالة الاقتصادية، وتعزيز حقوق الإنسان.
الأممية الاشتراكية في الرباط: منصة للنقاشات الدولية
تستضيف الرباط هذه الأيام فعاليات الأممية الاشتراكية، بمشاركة واسعة من قادة الأحزاب الاشتراكية والعمالية من مختلف أنحاء العالم. وتُعد هذه الاجتماعات فرصة للنقاش حول أهم القضايا الدولية، بما في ذلك النزاعات الإقليمية، وأزمة الديمقراطيات الناشئة، ودور الأحزاب الاشتراكية في تعزيز الاستقرار السياسي والاجتماعي.
وشهدت الجلسات النقاشية تركيزاً خاصاً على التحديات التي تواجه منطقة شمال إفريقيا والساحل، إلى جانب الأزمات الإنسانية الناتجة عن النزاعات المسلحة والاضطرابات الاقتصادية.
رسائل الوحدة والتضامن
استغل لشكر وفور هذا اللقاء لإرسال رسائل قوية حول ضرورة التضامن بين الأحزاب الاشتراكية عبر العالم لمواجهة المد الشعبوي والسياسات النيوليبرالية التي تزيد من حدة التفاوتات الاقتصادية والاجتماعية. وأكد الطرفان على التزامهما بقيم الأممية الاشتراكية في الدفاع عن العدالة والمساواة وحقوق العمال.
رمزية اللقاء
يحمل استقبال لشكر للكاتب الأول للحزب الاشتراكي الفرنسي رمزية خاصة، تعكس عُمق الروابط التاريخية بين الحزبين، اللذين يجمعهما نضال مشترك يمتد لعقود من أجل تحقيق العدالة الاجتماعية والديمقراطية. ويأتي هذا اللقاء في وقت تكتسي فيه العلاقات المغربية-الفرنسية طابعاً خاصاً، بالنظر إلى التحولات التي تشهدها المنطقة والأولويات المشتركة.
آفاق التعاون
اتفق الطرفان على تعزيز التعاون المشترك من خلال تبادل الخبرات، وتنظيم لقاءات دورية لتعميق الحوار السياسي، فضلاً عن إطلاق مبادرات مشتركة لدعم الشباب والنساء في العمل السياسي. كما تم التباحث حول إمكانية تطوير برامج تعليمية وثقافية تهدف إلى نشر القيم الاشتراكية وترسيخها في المجتمعات.
ختاما، يؤكد استقبال إدريس لشكر لأوليفييه فور في الرباط على أهمية الأبعاد الدولية في العمل الحزبي، وعلى رغبة الاتحاد الاشتراكي في لعب دور محوري في تعزيز الحوار بين الأحزاب الاشتراكية العالمية. ومع استمرار النقاشات في إطار الأممية الاشتراكية، يبدو أن هذا اللقاء يمثل خطوة نحو بناء جسور جديدة للتعاون بين القوى الاشتراكية في العالم.
لا توجد تعليقات:
للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.
أضف تعليقك