أنتلجنسيا المغرب:أبو فراس
أثار وزير العدل المغربي، “عبد اللطيف وهبي”، جدلاً واسعاً بتصريح جديد خلال إحدى مداخلاته، حيث قال: "هناك من يقتني هاتفاً بـ2000 درهم ويشرع في تبخيس عمل الوزراء". هذا التصريح الذي وصفه البعض بالمثير للجدل جاء في سياق حديث الوزير عن الانتقادات التي تطال أداء المسؤولين الحكوميين على منصات التواصل الاجتماعي.
التصريح: دفاع أم هجوم؟
وجّه وهبي انتقاداً لاذعاً لما أسماه "الانتقادات السطحية وغير المستندة إلى معرفة دقيقة بالواقع"، معتبرًا أن هذه الممارسات تعيق النقاش العمومي البنّاء وتشجع على "الاستهزاء بالأداء الحكومي". وقال الوزير إن مثل هذه التصرفات تمثل إشكالية حقيقية، حيث يتم تسليط الضوء على الجوانب السلبية فقط دون النظر إلى الإنجازات المحققة.
وأضاف وهبي: "العمل الحكومي معقد، ونحن كوزراء نتحمل ضغوطاً ومسؤوليات كبرى في إدارة شؤون المواطنين، في حين أن النقد الإلكتروني غالباً ما يكون مجرد محاولات للنيل من صورة الوزراء دون سند واقعي".
ردود فعل واسعة على التصريح
تصريح وهبي أشعل موجة من النقاشات على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث انقسمت الآراء بين مؤيد ومعارض.
- المؤيدون: اعتبروا أن الوزير محق في انتقاده لـ"الهجمات غير العادلة"، مشيرين إلى أن العمل الحكومي لا يمكن تقييمه من خلال منشورات عابرة على الإنترنت.
- المعارضون: رأوا في التصريح نوعاً من الاستعلاء على المواطنين، خاصة أن الهواتف الذكية باتت الوسيلة الأساسية للتعبير عن الرأي في العصر الرقمي، بغض النظر عن قيمتها المادية.
النقاش حول العلاقة بين الحكومة والمجتمع الرقمي
التصريح يعيد تسليط الضوء على علاقة الحكومة المغربية بمنصات التواصل الاجتماعي، والتي أصبحت ساحة رئيسية للنقاش السياسي في السنوات الأخيرة. فبينما تعتبر الحكومة أن الانتقادات المتزايدة تؤثر على عملها، يرى المواطنون أن هذه المنصات تمنحهم صوتًا قويًا لمساءلة المسؤولين.
مسار تصريحات الوزير وهبي
عبد اللطيف وهبي، الذي يشغل منصب وزير العدل، ليس بغريب عن التصريحات التي تثير الجدل، إذ سبق وأن أثار ضجة بتصريحاته حول ملفات مثل العدالة الاجتماعية وإصلاح القضاء.
أسئلة حول مستقبل النقاش العمومي
في ضوء هذا التصريح، يبرز تساؤل مهم: هل يمكن أن يؤدي تصاعد الانتقادات الإلكترونية إلى تحسين الأداء الحكومي أم أن هناك حاجة لإعادة صياغة العلاقة بين المسؤولين والمجتمع الرقمي؟
في النهاية، يبقى تصريح وهبي علامة فارقة في النقاش العام حول دور المواطن في مراقبة عمل المسؤولين، ودور الحكومة في استقبال النقد بروح منفتحة.
لا توجد تعليقات:
للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.
أضف تعليقك