"عبد الله الجباري" يكتب:الأضحية وغززة. ....؟

"عبد الله الجباري" يكتب:الأضحية وغززة. ....؟
سياسة / الجمعة 01 نوفمبر 2024 12:29:03 / لا توجد تعليقات:

بقلم:الأستاذ عبد الله الجباري نشر بعض العلماء والدعاة رأيا وفتوى حول جواز الامتناع عن أضحية هذا العام والاستعاضة عن ذلك بتقديم ثمنها لأهلنا في رباط غززة. قد نتفق مع هذا الرأي وقد نختلف معه تأصيلا وتكييفا. لكننا لا نختلف حول نبل الفكرة وحسن المقصد. لكن بعض الباحثين لم يفوتوا فرصة رفض هذا الرأي بناء على دعاوى. أهمها: أولا: الأضحية من شعائر الله واجبة التعظيم. ولا يجوز إلغاؤها. وهذا تضخيم للموضوع. وشعائر الله يمكن القيام بها وفق نظرية الوجوب الكفائي. إذا قام به البعض سقط عن الآخرين. ومن المستحيل أن يتمالأ الجميع من دون استثناء للتبرع بثمن الأضحية حتى نتحدث عن تعطيل الشعيرة وعدم تعظيم حرمتها. ثانيا: على فرض تعطيل الشعيرة مؤقتا لعام واحد. لا حرج في ذلك. خصوصا إذا قمنا بما هو أفضل منها مثل إعطاء ثمنها لأهل غززة رضي الله عنهم. فإن ذلك قد يندرج في تجهيز الغازي. وهو أفضل بكثير من أضحية العيد أجراً وأثراً. وقد يندرج في تفريج كربة المؤمن. ومن فرج عن مؤمن كربة من كرب الدنيا فرج عنه الله تعالى كربة من كرب الآخرة. وقد تندرج في إدخال السرور على المسلم وعدم خذلانه. و(المسلم أخو المسلم؛ لا يخُونُه ولا يَكذِبُه ولا يخذُلُه). وعموما. فمَنح أهل غزة مقابل الأضحية جائز شرعا ويترتب عليه أجر كبير وفضل عظيم. ولا يمكن أن نتحدث عن وزر تعطيل شعائر الله البتة. وقد استحضر علماؤنا سابقا هذه المقاصد حين التف المغاربة حول ملكهم الشرعي الذي أقدمت السلطات الاستعمارية على نفيه عشية عيد الأضحى. وامتنع المغاربة علماء وعامة عن ذبح الأضاحي في سياق حركة احتجاجية كان لها وقعها على المحتل الغازي. ولم يقل أحدهم بأن المغاربة وقعوا في محظور تعطيل شعائر الله. ثالثا: بنى رافضو الفتوى رأيهم على وهم (التزاحم). والقائلون بجواز تقديم ثمن الأضحية لأهل الرباط لم يتحدثوا عن التزاحم البتة. لذا كان إيراد التزاحم مجرد تشغيب. رابعا: للتيئيس. ذكر بعض رافضي الفتوى أن تقديم المقابل المادي لأهل غززة متعسر. نظرا للسياقات المغربية الخاصة. وهذا غير صحيح. وكثير من النشطاء الغربيين أو المسلمين في أوربا يوصلون مساعداتهم إلى إخواننا هناك. فأين العسر والصعوبة؟ هذا... وينبغي أن نستحضر أن التضامن والتعاون على البر والأخوة الإيمانية كلها من شعائر الله. وتعاونوا على البر والتقوى. إنما المومنون إخوة.... والتضحية بشعيرة من شعائر الله لإقامة شعيرة أخرى لا يضر مفتيا ولا مستفتيا. ومما يجدر به المقام أن نقول لمن ينوي تقديم ثمن الأضحية لأهل غززة أن يقدم لهم رفقة ذلك اعتذاره. وأن يعترف بأنه جهد المقل. وأن يتوجه إلى العلي القدير بالدعاء ألا يكون ممن خذل إخوانه. وألا يكون ممن يشمله دعاؤهم: (واخذل من خذلنا).

لا توجد تعليقات:

للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.

أضف تعليقك