بقلم الصحافي حسن الخباز/مدير جريدة الجريدة بوان كوم
بعدما رفض العودة لبلاده في عدة مناسبات ، وفضل خدمة اهل غزة وعلاجهم والحرص على صحتهم ، وبعدما صار الاطباء والمسعفون هم المستهدفون من الكيان الصهيوني وبعد نفاذ الادوية ووانعدام الٱلات والاجهزة الطبية ، اضطر البروفسور مكرها للعودة إلى بلده الاصلي المغرب .
حط البروفسور قبل ايام قليلة بمطار محمد الخامس الدولي بالدار البيضاء ، لكن الخطير في الامر انه لم يجد في استقباله احد ، حتى وسائل إعلام بلاده لم تكلف نفسها عناء الانتقال للمطار لإنجاز تغطية وصوله لارض بلاده .
وهذا ما اقام دنيا المنصات الاجتماعية ولم يقعدها ، حيث كتب بعضهم انه لو كان مؤثرا تافها او متحولا جنسيا لوجد في استقباله عشرات المنابر الإلكترونية والمكتوبة فضلا عن قنوات الصرف الصحي العمومية .
من العيب والعار ان لا يتم استقبال قامة وهامة مثل البروفسور بو غبد الله الذي سمح في عيادته بقلب العاصمة العلمية للمملكة والتي تذر عليه الملايين شهريا وفضل علاج الجهاديين بفلسطين الابية بالمجان .
لم يغبا لا بقصف ولا بحصار وتجاهل نيران القصف والخطر الذي قد يهدد حياته. من أجل غزة، سخر علمه لإنقاذ المئات من أطفالها، غادر القطاع بعد أشهر من العطاء وقد ترك خلفه أثرا لن يمحى.
وقد اثار فيديو وصوله لبلده ضجة على وسائل التواصل الاجتماعي حيث لم يكن في استقباله احد كانه نكرة او كانه عدو ممقوت . وهو نفسه ظل يبحث ويقلب عينيه هنا وهناك عله يجب من يحييه لكن العكس هو الذي حصل للاسف .
عاىلته الصفيرة فقط من كانت في استقباله ، عوض ان يستقبل بشكل رسمي ويخصص له استقبال الابطال ويجد وسائل الإعلام الجادة تنتظر إطلالته لتساله عن شعوره وهو عائد لبلده الاصلي ...
يتحدر البروفسور يوسف بو عبد الله، من مدينة فاس، وهو متخصص في جراحة الأطفال، وجراح مغربي في مستشفى الحسن الثاني، كما أنه رئيس قسم جراحة الأطفال بنفس المستشفى، وسبق له أن أجرى عشرات العمليات الجراحية في غزة.
له تقدير خاص من الغزاويين الذين يعرفون قدره ويقدرون قيمته ، فهو صديقهم المحبوب ، ونشروا له عشرات الفيديوهات ويعتبرونه واحدا منهم .
زار غزة عدة مرات وخلال سنوات 2008 و2012 و2014.
وعاد من جديد لغزة عام 2024، ، بعد محاولات كثيرة لدخوله القطاع المحاصر بعد ’’طوفان الأقصى’’ قبل أن يتمكن من ذلك، مع وفد طبي مكوّن من عدد من الأطباء العرب، حيث قضى أكثر من 60 يوما في مستشفيات شمال غزة أثناء الحرب، مقدما خدماته الطبية للأطفال والمرضى هناك .
مثل هذا العملاق يجب ان بخصص له استقبال خاص ويتم توشيحه بوسام ملكي ، لكنه للاسف لم يجد احدا في استقباله إلا افراد اسرته الصغيرة ، اين مناصري القضية الفلسطينية ، اين وسائل الإعلام الجادة ، اين المؤثرون الذين لا يقدمون إلا التفاهة لمتابعيهم ...
ما يثلج الصدور ان إنجازات هذا العملاق مسجلة له بمداد من الفخر والله من سياجره ومهما فعل البشر فلن يوفوه حقه ، فلتطمئن يا يوسف ، وتاكد انك في الطريق الصحيح وان الزمن زمن التافهين والرويبضة اما العمالقة والعباقرة امثالك لا مكان لهم بين شعوبهم بعدما انقلبت الٱية .
لا توجد تعليقات:
للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.
أضف تعليقك