تصريحات الغزوي تُشعل الجدل:إسرائيل نسخة ناجحة من داعش وجرائمها في غزة إبادة جماعية

تصريحات الغزوي تُشعل الجدل:إسرائيل نسخة ناجحة من داعش وجرائمها في غزة إبادة جماعية
بانوراما / الأربعاء 19 مارس 2025 - 13:00 / لا توجد تعليقات:

أنتلجنسيا المغرب:أبو جاسر

أثارت الصحافية المغربية زينب الغزوي، المعروفة بجرأتها ومواقفها المثيرة للجدل، موجة واسعة من التفاعل بعد تصريحاتها النارية حول إسرائيل وما يجري في قطاع غزة.

الغزوي، التي عُرفت بانتقاداتها القوية لكل ما هو ديني ودفاعها عن الحريات الفردية، خرجت هذه المرة عن الخطاب المألوف لدى الإعلام الغربي، ووجهت اتهامات صريحة ضد إسرائيل، معتبرة إياها "نسخة ناجحة من تنظيم داعش"، وهو وصف نادر الحدوث في الإعلام الأوروبي، وخاصة من شخصية لها ارتباطات مع مؤسسات غربية.

فمن قلب فرنسا، حيث تستقر وتعمل كصحفية في مجلة "شارلي إيبدو" المثيرة للجدل، لم تتوانَ الغزوي عن توجيه انتقادات لاذعة لإسرائيل، متهمة إياها بممارسة الإرهاب المنظم ضد الفلسطينيين، ومؤكدة أن الجرائم التي تُرتكب في قطاع غزة لا يمكن وصفها إلا بكونها "إبادة جماعية".

هذه التصريحات جاءت في سياق تصاعد العنف الإسرائيلي في القطاع، حيث تتواصل الغارات المكثفة منذ أشهر، مخلفةً آلاف الضحايا من المدنيين، وسط صمت دولي وازدواجية واضحة في المعايير.

الغزوي تواجه المؤسسة الغربية: حينما تنقلب الجرأة على أصحابها

ما يميز تصريحات الغزوي أنها صدرت من شخصية ارتبط اسمها بمواقف تتماشى مع الخطاب الغربي الداعم للحريات الفردية والرافض لأي توظيف ديني في السياسة، لكنها هذه المرة كسرت هذا الإطار، وهاجمت أحد أبرز الحلفاء الاستراتيجيين للغرب: إسرائيل. فعندما تصف الغزوي، التي كانت من الأصوات الأكثر انتقادًا للتيارات الإسلامية، إسرائيل بأنها "داعش ناجحة"، فإنها بذلك تضرب في عمق الخطاب الإعلامي الغربي الذي يضع إسرائيل دائمًا في موقع "الديمقراطية المحاصرة" مقابل "الإرهاب الإسلامي".

ولم تتوقف عند هذا الحد، بل انتقدت أيضًا الدعم الغربي المطلق لإسرائيل، مشيرةً إلى أن المجتمع الدولي يغض الطرف عن الفظائع التي ترتكبها تل أبيب في حق الفلسطينيين، رغم أنها لا تختلف في وحشيتها عن أفعال التنظيمات المتطرفة التي حاربتها الدول الغربية بشراسة.

تصريحاتها أثارت ردود فعل متباينة، فمن جهة، أشاد بها العديد من النشطاء المناهضين للسياسات الإسرائيلية، معتبرين أن ما قالته هو "ما لم يجرؤ كثيرون على قوله"، بل إن البعض وصفها بأنها "نابت عن الرجال وأشباه الرجال"، في إشارة إلى تواطؤ بعض النخب والمثقفين العرب مع الخطاب الغربي أو صمتهم عن الجرائم الإسرائيلية.

ماذا بعد؟ هل تدفع الغزوي ثمن مواقفها؟

رغم كل ما قيل عن الجرأة الاستثنائية لهذه التصريحات، إلا أن السؤال المطروح هو: هل ستدفع زينب الغزوي ثمن خروجها عن الخط التحريري الذي كانت تنتمي إليه؟ فمن المعروف أن الصحافيين والمثقفين الذين يجرؤون على انتقاد إسرائيل بشكل مباشر داخل أوروبا يواجهون ضغوطًا قوية، قد تصل إلى حد الطرد من العمل أو التشهير الإعلامي أو حتى الملاحقات القانونية تحت ذريعة "معاداة السامية".

فهل ستتمكن الغزوي من الحفاظ على مكانتها في الإعلام الفرنسي بعد هذه التصريحات؟ أم أن حملات التشويه ستبدأ ضدها كما حدث مع شخصيات أخرى مثل الصحفي الفرنسي المخضرم برونو غيغ، الذي فقد منصبه بسبب انتقاده السياسات الإسرائيلية؟

في ظل تصاعد العدوان الإسرائيلي على غزة، وتصاعد الوعي العالمي بحجم الجرائم المرتكبة ضد المدنيين، قد تكون تصريحات زينب الغزوي نقطة تحول في مسيرتها، وربما في المشهد الإعلامي الأوروبي، الذي لطالما كان منحازًا لإسرائيل. لكن يبقى السؤال الأهم: هل ستجد دعمًا كافيًا من الأصوات الحرة حول العالم، أم أن قوة اللوبي الصهيوني ستتمكن من إسكات صوتها؟

الأيام القادمة وحدها كفيلة بالإجابة على هذا السؤال، ولكن الأكيد أن تصريحاتها أضافت لبنة جديدة في معركة كشف الوجه الحقيقي لما يجري في فلسطين، حيث تسقط كل الأقنعة وتظهر الحقائق، حتى من داخل أكثر المنابر الإعلامية إثارةً للجدل في أوروبا.

لا توجد تعليقات:

للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.

أضف تعليقك