قلنا ونقول عن واقع الجاهلية والهمجية المعاصرتين؟

قلنا ونقول عن واقع الجاهلية والهمجية المعاصرتين؟
... رأي / الجمعة 01 نوفمبر 2024 12:29:03 / لا توجد تعليقات:

مغربنا1-maghribona1:بقلم الدكتور محمد وراضي لا نريد أن ينصرف انتباه المستمعين والقراء الأفاضل إلى مفهوم الجاهلية الشائع المنتشر في أوساط من يوصفون بكونهم علماء الأمة منذ قرون. فالجاهلية الواقعية كما قلنا ونكرر، هي ممارسات بشرية، مؤكد عندنا أنها غاية في الجهل والفوضى والمكر والخداع والسوء والتجاهل، وفي كافة الميادين، وخاصة منها الميدان الديني والاجتماعي،والسياسي،والاقتصادي، والمالي.    وقد أوضحت لكل من يسمعني في أكثر من مقالة، أن الغرب المادي العنصري، هو الذي يفرض على العالم ما يلبي كل رغباته وطموحاته الاستعمارية قبل ما يعرفبالنهضة الأوربية، أو أثناءما يسمى بعصر النهضة وبعده.    ونعتقد أننا كي نفهم التحالف الغربي مع الصهيونيين من حيث القبول بهمجيتهم التي تناهضها الشعوب الغربية ذاتها، مقابل القبول بها من طرف حكامها الرسميين. لا بد من استحضار الحضارات الأوربية جملة وتفصيلا. وبما أن الدخول في التفاصيل غير ممكن، فلنتذكر الإمبراطورية الرومانية التي انتهت بطموحاتها في السيطرة حتى إلى شبه الجزيرة العربية قبل الإسلام، إذ لا يمكن أن ننسى نصارى نجران وغير نجران الوارد ذكرهم في القرآن، حيث خاطبهم الحق سبحانه بقوله: "يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم ألا نعبد إلى الله ولا نشرك به شيئا ولا يتخذ بعضنا بعضا أربابا من دون الله"! ونفس المدلول الديني لهذه الآية، لا يزال حاضرا مقبولا إن هم أرادوا الاستجابة له.     وأهل الكتاب هنا ليسوا مجرد متدينين باليهودية والنصرانية، وإنما هم حين البعثة النبوية مواطنون رومانيون. والرومان حينها كقوة بشرية متجبرة، كانوا من ضمن مستعمري شمال أفريقيا.إلا أن جند الإسلام قضى عليهم كقضائه تماما على الإمبراطورية الفارسية، فصح أن الهمجية منذ أمد بعيد كانت سائدة في مجتمعات وفي مقدمتها المجتمعات الأوربية، وأن هذه الظاهرة من الصعب إلغاؤها بجرة قلم. يكفي كذلك ما أوضحناه لكم أيها المستمعون الأوفياء في مقالات لنا متقدمة، والحال أن بينكم وبين الحربينالعالميتين سنوات تكاد تشاهد بالعين، وتلمس باليد، وتشم بالأنف، وتذاق باللسان! وما حصل خلالهما من دمار للحضارة وسفك للدماء وإقبار لما بات بعدهما يوحي بأن ضمير المشاركين فيهماقد استيقظ، أو أن ندمهم أشبعهم توبيخا، فأسسوا مسمى مجلس الأمن الذي هو الآن بحكم تفعيل "حق النقض" سمح للهمجيين الصهاينة باغتيال آلاف من إخواننا الفلسطينيين الذين هم قبل كل شيء خاضعون لاستعمار همجي، عزز الغرب ـ وفي مقدمته الأمريكيون كحكام ـ همجيته، دون أن يستطيع إخوة الفلسطينيين من عرب ومن مسلمين إنقاذهم من بين أنيابأسوأ جاهلية أو همجية يعرفها القرنان الأخيران.     ونذكر هنا الإمبراطور الروماني نيرون الذي أحرق روما واضطهد المسيحيين أينما وجدوا، إلى جانب قتله لأمه ولشقيقه، دون أن ينسى التاريخ ثورة العبيد التي قادها المدعو سبارتاكوس، والتي تضم آلافا من الشجعان الذين أذاقوا الجيوش الرومانية الرسمية في فترة من الزمن أمر المواجهات الحربية وأحلكها.     وإلى الأمس القريب وجدنا أنفسنا أمام مناضل إفريقي، كان ضيفا علينا بالمغرب، في إشارة منا إلى زعيم له فضل كبير على تحرير جنوب أفريقيا من الاستعمار البريطاني، هذا الذي جسد لفترات طويلة التمييز العنصري في مستعمرته، نقصد الراحل نيلسون مانديلا الذي كان الدكتور عبد الكريم الخطيب من أصدقائه ومن معارفه، لأنه كان ممن تدربوا على استخدام الأسلحة ببلادنا، وبتوجيه مادي ومعنوي من جيش التحرير المغربي! إلا أن خلفاءه من بعده في بلده ـ للأسف الشديد ـ انساقوا وراء الطغمة الجزائرية الحاكمة، ليصبحوا على خلاف زعيمهم التاريخي، مؤيدين للمرتزقة المتجسدينفي مسمى البوليزاريو، وفي من أوجدهم كجماعة إرهابية. ومن المؤسف أن يكون أشقاؤنا في العروبة والإسلام، هم الذين أوجدوهم وعضدوهم وأمدوهم بالمال والسلاح والسياسة الجائرة، دون أن ننسى كون القدافي قبل القضاء عليه، تخلى عن دعم وتأييد النظام الهجين في صحرائنا المغربية،والتي نملك آلاف الحجج بأنها غير منفصلة تاريخيا قط عن الإمبراطورية المغربية، التي كانت تمتد إلى حدود السينغال من الجنوب، حتى جل المورتانيين الذين قابلناهم وتحاورنا معهم واشتغلنا معهم لفترة زمنية، أكدوا لنا أنهم كانوا مغاربة، ولا زالوا يطمحون إلى ما كان عليه أجدادهم.     ولنسلم إذن بأن الهمجية ظاهرة سياسية على صورة ما عرفناه عند الرومان والفرس، والتي ورث الغرب الأوربي نصيبه الأوفر منها، ومن نماذجها السيئة كذلك ما شاهدناه منذ أياممن جمع الصهاينة لألف مواطن فلسطيني وإلقائهم في حفرة، ورميهم بالرصاص، ثم ردمهم في التراب! ثم إنها ـ أي الهمجية الموروثة ـ إجبار الصهاينة لمئات من المواطنين الفلسطينيين على خلع ملابسهم وإحاطتهم بجنود مسلحين كي يرغموهم بالبقاء على حالهم تلك في الخلاء ليل نهار.    مع التذكير بأن همجية اليهود كانت معروفة منذ أقدم العصور. أو ليسوا هم الذين واجهوا مع الرومان السيد المسيح، وادعوا بأنه ابن زانية؟؟؟إلا أن حظهم في التقوية مع هيتلر سيئ للغاية! مما يوضح خبثهم الذي وقف عليه هيتلر عن قرب، وهم الآن أداة من استمروا في الحفاظ على الهمجية الموروثة، خاصة وأن الأمريكيينفي واقع أمرهم مستعمرون لقارة أمكنهم القضاء على سكانها الأصليين، إضافة إلى ما جلبوه أو جلب إليهم من أفارقة بالقوة، مما يعني أن حضارتهم ذاتها مؤسسة على أكتاف المظلومين المضطهدين. حتى ولو تطلب تأسيسها القضاء على آلاف من البشر، وإلا فما الذي يعنيه تعرض اليابانيين لقنبلتين ذريتين أمريكيتين. والصهاينة كما هو معروف يملكون القنابل النووية بمساعدة حكام فرنسيين خبثاء! إلى حد أن بعض الصهاينة يهدد باستخدامها ضد الفلسطينيين الذين واجهوهم بصمودهم المنقطع النظير.دون أن نمر هنا، وفي هذا السياق بالذات، ودون أن نذكر كيف أن الإيطاليين الذين كانوا مستعمرين لدولة ليبيا الشقيقة، قتلوا زوجة عمر المختار أمامه، ودفنوها في خيمته، مما يدل على أن الهمجية أو الجاهلية متحكمة في حكام الغرب الأوربيين بكل تأكيد!    بينما التساؤل الذي لا بد من إثارته هو: ماذا عن جيران فلسطين التي عانت وتعاني منذ عام 1948م ما تعانيه، نقصد معاناة مصدرها ما عرف ببريطانيا العظمى؟ فلماذا إذن لم ينجح العرب والمسلمون في حماية من يصفونهم بأشقائهم في الدين والعروبة؟ لماذا تمثل الشعوب رغبتها الصادقة في تقديم أي عون ممكن لإخوتهم في فلسطين التي يتم تدمير مساكن أبنائها في الضفة الغربية وفي قطاع غزة كل يوم في هذه الأيام؟ والحال أن نفس الرغبة غائبة عن حكام هذه الشعوب.     إنها إذن عندي وفي نظري جاهلية أو همجية هي التي تحكم العالم، وأن العرب والمسلمين حاليا مستسلمون، وكأن أجدادهم لم يهيؤوا العالم للتمسك بالإسلام والسلام عبر قرون حتى الآن بكيفية أو بأخرى؟ ودليلنا الحالي هو النضال أو الجهاد الذي لم يقف الغزيون المتشبعون بدينهم عن ممارسته ممثلا في بسالةمشروعة منقطعة النضير لأعداء العرب والمسلمين عامة، إلى حدأننا نحن كمواطنين لا كحكام، لا نملك في الغالب الأغلب غير الدعاء لهم بالنصر! إننا ندعو الله وحده أن يهزم المعتدين حتى يكون "جلب المنافع" أقوى بملايين المرات على ما لا نرغب فيه من وضع المضار مكان أية منافع نتصورها!!!

لا توجد تعليقات:

للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.

أضف تعليقك