وليان كذابان جاهلان بالدين

وليان كذابان جاهلان بالدين
... رأي / الجمعة 01 نوفمبر 2024 12:29:03 / لا توجد تعليقات:

مغربنا1-maghribona1  يتعلق الأمر هنا بصالحين مفترضين مزورين مقدسين لدى الدهماء ولدى المتنورين: أبي يعزى يلنور المعروف ب"مولاي بوعزة"! وأبي شعيب أيوب السارية المعروف ب"مولاي بوشعيب"! وكلاهما يزاران، وتتم الاستغاثة بهما، ويجري الاحتفاء بهما وتكريمهما بإقامة موسم سنوي عند ضريحيهما. فمن هو أبو يعزى؟ "قال قوم إنه من هزميرة إيروجان. وقيل من بني صبيح من هسكورة. مات وقد أناف على مائة سنة بنحو الثلاثين سنة. ودفن بجبل إيروجان شهر شوال عام اثنين وسبعين وخمسمائة. وكان قطب عصره وأعجوبة دهره"[1]. قال أبو مدين الجزائري المعروف ب"الغوث": رأيت أخبار الصالحين من زمان أويس القرني إلى زماننا هذا، فما رأيت أعجب من أخبار أبي يعزى"[2]! فهل هذا يكفي لينعت الرجل في السند الشاذلي ب"شيخ العارفين القطب الغوث"؟ فتاريخ ولادته بالتحديد غير معروف؟ ومراحل حياته لم يقدم عنها ابن الزيات في "التشوف إلى رجال التصوف" ولو بعض التوضيحات؟ ولم يذكر صلته بالكتاب (بفتح التاء مع تشديدها)؟ ولا بمدرسة علمية ما؟ ولا حدد مستواه المعرفي؟ ولا شيوخه في العلم؟ ولا تلامذته إن كان يوما ما شيخا للتعليم بعد تخرجه من إحدى المدارس على يد شيخ، أو على يد شيوخ مشهود لهم بالظهور في الفقه والأصول والحديث والتفسير واللغة؟ خاصة وأن وصفه ب"شيخ العارفين القطب الغوث" حكم يقتضي أن يكون قائما على أساس حجج ما من النقل، وعلى أساس حجج ما من العقل، لا على انطباعات تعكس مجرد ميل إلى الرجل، أو مجرد الإعجاب به! فأبو مدين – للإشارة – تلميذ للمحكوم له! وحكم التلميذ على شيخه في الدوائر الصوفية مطبوع دوما بطابع الذاتية والتحيز والمبالغة لأسباب لا نرى الآن الخوض فيها؟ إن من أراد أبو مدين الإعلاء من شأنه لاعتبارات وجدانية ذاتية ضيقة، لا يصل إلى أي مقام من مقامات المحدثين كالإمام البخاري على سبيل المثال. لا لما قام به من جمع لحديث المختار وتفقهه الواسع في الدين فحسب، وإنما كذلك لخصال التقوى والاستقامة والصلاح التي كانت عنوانا لما يتميز به من صفات أخلاقية وعلمية، ومن مروءة عز على "شيخ العارفين" و"القطب الغوث" المزعوم أبي يعزى الهسكوري الأمي أن يدركها، أو حتى يقترب منها؟ يقول أبو يعزى بحضور بعض من زواره: "ما لهؤلاء المنكرين لكرامات الأولياء! والله لو كنت قريبا من البحر لأريتهم المشي على الماء عيانا"[3]! مع أننا لو سألناه قائلين: لماذا لم ترهم المشي عليه في الأنهار الموجودة حولك؟ وهل المشي على الماء يستدعي أن يكون هذا الماء تحديدا هو ماء البحر؟ لو سألناه هذين السؤالين لما استطاع الرد عليهما لأنه حينها سيصاب بالدهشة والحيرة والذهول! وإلا فمن كان يجرؤ على طرح نفس السؤالين عليه؟ وربما طرح عليه، لكن إجابته عليهما لم تصلنا، لرغبة المستفيدين المحيطين به ماديا في عدم إعلانها! فيكون قد عد نفسه من أولياء الله تعالى بالمفهوم الصوفي الذي يربط بين الولاية وإظهار صاحبها للكرامات! بينما كل من آمن مخلصا صادقا متقيا ربه، ولي لا شك بصريح ما ورد في النظم الكريم، بحيث تكون الكرامات غير مطلوبة وغير مشروطة ليقال لأحدهم أنت ولي الله! أو ليقول أحدهم أمام الملأ: أنا ولي الله لأن لدي كرامات يصعب على غيري الإتيان بنظائرها مهما فعل! قال أحدهم: "زرت الشيخ أبا يعزى، فأقمت عنده، فجاءت إليه جماعة من المنكرين عليه من أهل فاس، فخرج مع جماعة إلى لقائهم بالغابة! (ولماذا في الغابة بالتحديد؟) فلما رأوه نزلوا عن دوابهم ليسلموا عليه. فخرج من الشعرة أسد فوثب على دابة أحدهم! فصاح عليه أبو يعزى ودنا منه إلى أن أخذ بأذنيه ونحن ننظر إليه. فقال لأصحابه: اركبوه، فهابوا ركوبه. قال ميمون: فوثبت على ظهره وأجريته مرات (تحول إلى فرس!)، والواصلون للإنكار على أبي يعزى ينظرون إلي على ظهره. وكنت أحس وبره ينفذ في ثوبي إلى جلدي، فأقمت ساعة كذلك! ثم نزلت عنه فذهب"[4]! فهل كان أبو يعزى – وهو يستقبل ضيوفه – يؤدي دوره المحدد له في مسرحية هزلية؟ أم أنه أقام "سيركا" في الطبيعة حيث يتفرج عليه الجمهور وهو يفرك أذني الأسد حتى أخضعه لإرادته، وانبرى من بين الحضور من يركبه لمدة ساعة كاملة! وكأن الفرجة متقدمة على ما تمكن استفادته من "شيخ العارفين" في أمور الدين؟ قال أبو الصبر: "حضرت عنده، فرأيت رجلا أتى إليه وسلم عليه فقال له أبو يعزة: لم تخون أخاك وتأتي زوجه وهو غائب؟ فقال له الرجل: أتوب إلى الله تعالى من ذلك! فقال: وجاءه يوما كتاب أبي شعيب (أستاذه الكذاب مثله!) من أزمور يقول له فيه: استر عباد الله ولا تفضحهم! فقال: والله لولا أني مأمور بهذا ما فضحت أحدا ولسترت على الخلق"[5]! قال مالك بن تاماجورت: "كنت أحمل إلى أبي يعزى حملا من زبيب في كل عام من نفيس إلى جبل إيروجان، فمشيت إليه في بعض الأعوام بحمل زبيب، فدفعته إلى مؤذنه ففرغه في بيت، وقعدت أتحدث معه، فقال لي (أي المؤذن): عسى أن تكلم الشيخ أبا يعزى أن يستر الناس ولا يفضحهم، فإن الرجل جاهل لا علم عنده (وهذا هو الواقع!)، فيقول للواصلين إليه: سرقت يا هذا! وزنيت يا هذا! وفعلت يا هذا كذا وكذا! فيذكر لكل واحد فعله. ثم انقطع كلامه (أي كلام المؤذن) فنظرته وقد منع من الكلام. وكلمته ولم يجبني! فبينما أنا معه كذلك، إذ أقبل أبو يعزى وعصاه في يده، فسلم علي، وسألني عن الحال والأهل، وجاء إلى مؤذنه ومد يده إلى حلقه يمسح عليه ويقول: يا بني صدقت، فأنا جاهل، لا أعلم إلا ما علمني مولاي (أي مولى يقصد هنا؟ الله أو الشيطان؟)! ثم طارت علقة دم من حلقه فتكلم (أي المؤذن)! وأخذ يقول: أتوب إلى الله تعالى، وأبو يعزى يقول له: مم تتوب يا بني وأنت قلت الحق. أنا جاهل لا أعرف إلا ما عرفني مولاي"[6]! وماذا بعد؟ حتى الآن لم نتعرف بأبي يعزى أو ب "مولاي بوعزة" المعروف لدى العامة والخاصة! كل ما لدينا هنا عبارة عن خرافات أو عن ظلاميات! يدعي أنه لو كان قريبا من البحر لأرى الناس عيانا كيف يستطيع المشي على الماء! دون أن نستفيد من هذه الخرافة أي شيء ينفعنا في ديننا ويزيدنا علما على علم! ولكن الظلاميين من المخدوعين يقرؤون فيها علامة من ضمن علامات ولايته! ثم يزعم أحد المتحدثين عنه بأنه صاح على الأسد فدنا منه وأمر أصحابه بركوبه! فركبه فعلا واحد منهم لمدة ساعة! مع الإشارة هنا إلى أن علاقة الأسود والفيلة والثعابين وباقي الحيوانات المؤذية بالإنسان اليوم علاقة ممتعة غير مثيرة للاستغراب! ومع أن المروضين للأسود والفهود وحتى الحيتان في البحر ليسوا بالضرورة مسلمين ولا أولياء الرحمان! ثم يزعم أبو الصبر بأن أبا يعزى معروف بالكشف عن أسرار بعض من زواره! دون أن يولي أي اهتمام لنصيحة شيخه أبي شعيب حيث قال له: "استر عباد الله ولا تفضحهم"! فجاء رده على أمره ونهيه هكذا: "والله لولا أني مأمور بهذا ما فضحت أحدا ولسترت على الخلق"! فيتضح لنا جليا جهل الرجل بالدين. والحال أنه تعالى يقول: "إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب أليم في الدنيا والآخرة"[7] . و أبو يعزى الأمي الجاهل الكذاب كما سنرى يحب أن تشيع الفاحشة! إن لم نقل بأنه يقوم بإشاعتها رغم التحذير الذي تلقاه من شيخه، ورغم التحذير الرباني الواضح من إشاعتها، ما ظهر منها وما بطن! وفي "رياض الصالحين" نقلا عن صحيح مسلم قوله ص: "لا يستر عبد عبدا في الدنيا إلا ستره الله يوم القيامة"[8]. أما إذا لم يستره، وإنما قام بفضحه، فإنه تعالى سوف يفضحه أمام جميع الخلق في الآخرة! وهذا ما نتوقعه لأبي يعزى وغيره كالدباغ ونظرائه الذين يدعون قراءة ما في الضمائر، والاطلاع على ما يجري داخل المنازل وخارجها! أما أن يدعي بأنه أمر بفضح الناس، فيلزم أن نعرف بالتحديد من الذي أمره؟ نقصد من أصدر إليه أمر فضح الناس أمام الملأ؟ إن الله تعالى – كما تبين من الآية – لم يأمره بل نهاه! والنبي ص كما تبين من الحديث المتقدم لم يأمره كذلك بل زجره. وبما أن مصدر ديننا هو كتاب الله وسنة رسوله، وبما أن الرسول في وصيته أمرنا بالوقوف عند حدودهما، فإن أمثال (بعيز) المصغر شعبيا غير بعيد عن ضريحه  – كما يتفكه باسمه البعض – تخطى حدود الله، وبالتالي حدود رسوله؟ وعندما وصفه مؤذنه بالجاهل، وطلب من الزائر الذي أتى له بالزبيب، حمله على الامتناع عن فضح زواره، تدخل مجهول لمنعه من الكلام انتقاما منه! والحال أنه لم يتجاوز قول الحقيقة إلى الكذب! إن أبا يعزى فعلا جاهل بالدين، آثم بأكثر من معنى، ومن منطلق زوايا عدة! بقي هنا شيئان: أولهما أن لكل ما يخبر به من يفضح أسرارهم صلة بالماضي. إنه لا يحدثهم عما لم يحدث بعد، ولكنه يحدثهم عما مضى. مما يعني أن قرناء من يحدثهم بذلك، يخبرون في التو قرينه الذي يخبره في الحال! ثانيهما:أن "من كان أبعد عن المعرفة وعن كمال ولاية الله، كان نصيب الشيطان منه أكبر، وهو بمنزلة الخمر، يؤثر في النفوس أعظم من تأثير الخمر، ولهذا إذا قويت سكرة أهله، نزلت عليهم الشياطين وتكلمت على ألسنة بعضهم، وحملت بعضهم في الهواء"[9] إلى آخره. فمن هو شيخ صاحبنا الذي يتلاعب به الشيطان بعد أن تمكن من إغوائه وتضليله لجهله بالدين؟ إنه أبو شعيب أيوب بن سعيد الصنهاجي الملقب ب"السارية"! من أهل بلد أزمور. ويقال إنه من الأبدال. قدم مراكش بعد عام أحد وأربعين وخمسمائة. ومات بأزمور يوم الثلاثاء العاشر من ربيع الثاني عام أحد وستين وخمسمائة[10]. وكان في ابتداء أمره معلما للقرآن بقرية يليسكاون من بلد دكالة. فكان يتوكأ على عصاه واقفا لا يقعد، إلى وقت انصراف الصبيان من المكتب، ثم تصدق بجميع ما اكتسب في وقت التعليم خوفا أن لا يكون وفيا بما عليه من الحقوق"[11]. وقد نضيف إلى هذه "اللوامع" العابرة – على حد تعبير الصوفية – عمل الرجل على تفادي الكسب الحرام. وعلى تفادي الأكل مما فيه شبهة. فقد رأى "بقرة له أهوت بفيها في فدان جاره، فجرى إليها وأدخل يده في فيها، فأخرج منه النبات وأمر أن ترد لداره ويجمع لها الحشيش، ولا تترك تخرج إلى المرعى ثلاثة أيام وأن يتصدق بلبنها في تلك الأيام"[12]! وزاره عبد الحق بن ياسين من سبت بني دغوغ من بلد إيلان وهو بأزمور، "وحمل معه إليه حمل زبيب. فقال له أبو شعيب: من أين لك هذا الزبيب؟ فقال له: هو من جنتي. فقال له: بماذا سقيته؟ فقال: من ماء ساقية مشتركة آخذ نوبتي منها في السقي. فقال له: رد زبيبك إلى دارك فإني لا آكل زبيبا يسقى بالماء المشترك، فرجع عبد الحق إلى داره وأنفق في ساقية انفرد بها مائة دينار، فكان يسقي منها جنته"[13] إرضاء منه لشيخه أو تحقيقا منه لرغبته! لكنه بالرغم من هذه "اللوامع" ومن "لوامع" أخرى تقدم ما له وما اشتهر وذاع عنه من مسمى الكرامات. فإن معالم شخصية الرجل غير كاملة وغير واضحة. إنه مؤدب الصبيان، مما يعني أنه من حملة القرآن أو من حفظته. لا من حملة العلم بالقرآن والسنن النبوية الشريفة. وحملة القرآن وحده، أفقهم المعرفي محدود! إنهم ليسوا مفسرين ولا محدثين ولا فقهاء، ولا متكلمين ولا لغويين. ونماذج من هؤلاء الذين التقينا بهم وعرفناهم عن قرب معرفة خبير ومجانبة، لا يملكون غير الاقتداء بالعلماء، إن كانت لهم رغبة في الحصول على بعض المعلومات التي تعينهم على وظيفتهم كأئمة مساجد. أما إن لم تكن لهم رغبة، فتصرفهم محكوم بالأهواء والظنون والتخمينات، مما يعني أننا لا نتوقع من شيخ أزمور أبي شعيب إفادتنا بشيء من العلم والدين، فكثيرون هم الذين يدرسون القرآن بالكتاتيب، وقد لا يفضلهم أبو شعيب بتعذيبه لنفسه عندما يظل واقفا متوكئا على عصاه، ولا يقعد حتى ينصرف الصبيان! فبقاؤه واقفا لفترات ليست فيه أية مزية! ثم إنه لا يستطيع ذلك كما ادعاه له ابن الزيات. فالتلاميذ يغسلون ألواحهم – كالعادة – كل صباح، وعلى المؤدب أن يكتب لهم فيها حصة أخرى من القرآن، ولكي يكتب يلزمه أن يجلس لا أن يقف! أما أن يتصدق بجميع ما اكتسبه في وقت التعليم مخافة أن يكون قد قصر في القيام بواجبه، فذلك من حقه. وهو ما انتهى إليه فقهه وارتاحت إليه نفسه. غير أن تصدقه بما اجتمع عنده من أجرة التعليم لا يعطيه أي امتياز على من اعتاد دفع الزكاة باستمرار، إضافة إلى الصدقات التطوعية التي دأب على دفعها إلى المحتاجين. إنه مثلا لم يصل فيما تصدق به إلى مستوى صدقة فاطمة أم البنين الفهرية – رحمة الله عليها – فقد بنت مدرسة القرويين من مالها الخاص كما هو معروف في كتب التاريخ. فماذا بعد؟ إن أخرج النبات من فم بقرته تجنبا للمزيد من الحرام الذي تناولته في نظره! فعمله غير فقهي بالمرة! ونفس الشيء بالنسبة لحليبها الذي تصدق به على مدى ثلاثة أيام متتالية، كتكفير منه – على ما يبدو- عن جرم ارتكبته أو ارتكبه هو كراع على معرفة تامة بأن بقرته تعدت حدود أرضه إلى أرض جاره! فالبقرة  – للتذكير – بهيمة عجماء، غير مسؤولة وغير واعية، وإخراج العشب من فمها لا يجدي بالنسبة إليها فتيلا! فقد سبقه عشب آخر – لا شك – إلى معدتها إن لم تكن على وشك الشبع، والحديث إنما يكون مع صاحب الحقل الذي تناولت فيه بعض العشب! فهو الذي كان على البدل أبي شعيب الاعتذار له! غير أننا لم نسمع هذا الاعتذار الذي هو مفتاح مقبول لتجاوز مشكل الاعتداء على ملك الغير، إن كان هناك في فعل بقرته مفهوم للاعتداء؟ فيكون المعتدى عليه هو صاحب الحقل، والحليب الذي تصدق به أبو شعيب ثلاثة أيام، هو في اعتقاده نتيجة العشب الذي تناولته بقرته في حقل جاره، وعليه حرمه على نفسه وعلى أهله! وهذا التفكير غاية في الخطأ، فهو من جهة لا يريد تناول ما أصبح حراما في نظره! وهو من جهة أخرى يتصدق بالحرام ولا حرج عليه إن هو قدمه لغيره كي يتناوله! وهو من جهة ثالثة يحرم صاحب الحق من حقه! فقد كان عليه أن يقدم الاعتذار للمتضرر، ويعرض عليه بالتالي حليب البقرة لثلاثة أيام، فيكون بذلك قد أراح ضميره، ويتجنب بالتالي بعض التعقيدات التي لا داعي لها بالمرة! ولما لم يفعل، وتصرف كما تصرف، علم فعلا بأنه ليس بفقيه ولا بعالم، وإن كان وليا لله كبقية المؤمنين الذين يملأون بأعدادهم الهائلة جميع ربوع العالم الإسلامي، وإن لم تتم الإشارة إليهم بالبنان! أما الزبيب الذي رفض أكله بحجة أن صاحبه يسقي جنته "من ماء ساقية مشتركة"، فلا يتضح أنه مصيب فقهيا بخصوص ما امتنع عنه، فنظام السقي بالكيفية الواردة في النص نظام معمول به في مناطق مختلفة من المغرب. وقد وقفنا عليه عن قرب، منذ ما يزيد عن أربعة عقود بالجنوب المغربي، فهناك عين ماء بعيدة عن الحقول بعدة أميال، إلا أن المعنيين بأمر سقي أراضيهم بها تولوا جميعهم مد قناة منها إليها تحت الأرض، وكانوا يعتمدون على الساعة المائية المسماة عندهم ب"تناست". وهذه عبارة عن مقياس لتحديد المدة الزمنية اللازمة ليسقي كل واحد مقدار ما زرعه، أو المقدار المتفق عليه لكل واحد، مما يعني أن الماء أولا مشترك، وأن المجهود المبذول في إيصاله مجهود مشترك، والمستفيدون منه لم يقوموا بغصبه! فأين إذن يكمن وجه الشبهة فيه؟ ومن أين للبدل أبي شعيب ما ألزم به نفسه؟ فهل ذلك الزبيب الذي حمل إليه كهدية حرام أم مكروه لمجرد أن سقيه تم بواسطة ماء مشترك؟ لقد رد صاحب الهدية هديته إلى داره كما أمره الشيخ "وأنفق في ساقية انفرد بها مائة دينار، فكان يسقي منها جنته"! فيكون قد انفصل عن الجماعة، مما يعني أنه نقمة عليها، إذ لو اقتدى به كل أفرادها لمد كل واحد منهم الساقية من مصدر الماء إلى أرضه. ومصدر الماء للتذكير لم يكن دائما هو العين، فهناك ساقية ممتدة من نهر كبير إلى جملة من القرى التي تستفيد من مائه في السقي وغيره، ولكن مد القناة عمل لا يمكن أن ينهض به فرد واحد، فقد تكون الدولة هي التي تولت القيام بمدها لتستفيد الجماعة كلها من الماء المتوفر، فضلا عن قوله ص: "المسلمون شركاء في ثلاث: في الماء والكلأ والنار"[14]! إنما أين هو البدل أبو شعيب من حديث المختار؟ أو لم نقل بأنه غير عالم وغير فقيه وغير محدث؟ أو ليس العلم نورا يستضاء به؟ أو لم يقل الله عز وجل: "قل هل يستوي الأعمى والبصير أم هل تستوي الظلمات والنور"[15]؟ إننا إذن لم نجد حتى الآن صاحب الضريح الذي يشد المغاربة إليه الرحال في "أزمور" كي يتبركوا به، وليحصلوا على المدد الفائض من بركاته! فإذا لم نجده حتى الآن، فهل نجده في الكرامات التي أثبتها له ابن الزيات في "التشوف إلى رجال التصوف"؟ قال أحدهم لولده: "أخبرني بما رأيت لأبيك من الكرامات. فقال لي: صلى صلاة عيد الأضحى بأغمات وجاءنا بأزمور إثر انصراف الناس من صلاة العيد، وكنا على وشك أن نذبح كبشا لأضحيته فقال لنا: اذبحوا هذا الكبش الآخر"[16]! مما يفيد بأن الرجل تطوى له الأرض! أو يطير في الهواء! أو يحمله خادم من الجن! أو يركب دابة تعود على ركوبها كلما أراد السفر إلى أماكن بعيدة! وفي جميع الأحوال، ومع كل هذه الافتراضات التي هي مجرد إشاعات، يصعب تصديق من أخبرنا بجميع كراماته ما دام الأمر يتعلق بخبر الآحاد! إن ولده هو الذي أخبرنا بما أخبر! وما أخبرنا به في نظرنا مجرد خرافة! إنه لا يحمل أي معنى يضعنا مباشرة أمام عالم بالدين فقيه مفسر محدث على سنة المختار ص يسير وبها واع كل الوعي! وقال أحدهم: "دخلت مسجد أبي شعيب، فوجدته جالسا ورأسه تحته، فصليت بإزائه فسمعت كصوت وقع المطر على الحصير الذي هو جالس عليه! ثم رفع رأسه فإذا ذلك الصوت كان صوت دموعه! كانت تقطر على الحصير من شدة بكائه…"[17]. وقال آخر: "خرجت ليلة لأتوضأ في الوادي وكان البرد شديدا. فسمعت كلاما على بعد فأممته، فإذا رجل يتنهد ويوبخ نفسه، فدنوت منه فإذا أنا بأبي شعيب قد رمى بنفسه في الوادي، وكان يعاتب نفسه إذ نازعته في استعمال الماء البارد، فحملته إلى منزلي وأوقدت له النار، فلما زال عنه ألم البرد سألته عن فعله فقال لي: دعني فإنها نفس خبيثة"[18]! وهاتان الحكايتان لا تخبران سوى بشيء واحد هو بالتحديد: جهل الرجل مرة أخرى بالدين! إنهم يطلقون عليه "أيوب السارية"! وذلك من فرط وقوفه طويلا في الصلاة التطوعية على ما يبدو. والنبي ص قال: "أفضل الصلاة صلاة المرء في بيته إلا المكتوبة"[19]! لكن أبا شعيب وأمثاله المفتقرين إلى معرفة سنن المصطفى على الخصوص، وإلى معرفة الدين على العموم، يعجبهم التظاهر بالدين أمام الملأ! حتى ينالوا ما أمكن نيله من رضى الناس وامتداحهم وإعجابهم وتقديرهم! بينما الصحابة والتابعون وكبار الأئمة والعلماء حريصون كل الحرص على إخفاء ما يقومون به من أعمال الطاعات! يكفي القول بأن الإمام الشافعي كان يقرأ القرآن في بيته، وعندما يأتي أحدهم لزيارته يخفي القرآن بسرعة تحت ركبته! مما يدل على فقه الرجل، نقصد حرصه على أن يكون عمله خالصا لوجه الله، لأن عمل المؤمن كما يقول الفضيل بن عياض له صفتان: أن يكون خالصا، يعني لله عز وجل، وأن يكون صائبا، يعني أن يؤديه صاحبه كما كان النبي ص يؤديه. أما ما يتعلق بصوت الدموع الشبيه بصوت المطر، والتي تقطر على الحصير، مع أن الرجل ساجد لا راكع واقف، فمجرد خرافة! ومجرد كذب متعمد من الراوي الذي عليه وحده تحمل وزر كذبه، ووزر تضليله للقراء ولغير القراء! ممن يرددون قصة دموع الرجل التي لا تنقطع ليل نهار! ربما كلما سجد! لا كلما ركع أو وقف! وفي الحكاية الثانية يتعمق لدينا جهل الرجل بالدين أكثر! إذ كيف يلقي نفسه في الوادي والليل بارد أشد ما تكون البرودة؟ هل نعتبر ما قام به فقها وعلما تلقاه أو تعلمه من المختار ص؟ أم إنه من ابتكاره الذي يريد من ورائه حمل نفسه على الطاعة لأنها خبيثة كما قال؟ ثم كيف لعبت الصدفة دورها حين وجده صاحبه في الوادي يتنهد ويوبخ نفسه؟ إن القصة في حد ذاتها محبوكة وراءها الترويج لكرامات الرجل! ولشدة تدينه! ولشدة حرصه على تطويع نفسه! ولو كان في الأمر خطر شديد عليها حين ألقى بنفسه إلى التهلكة! لقد قدمنا إذن ما يكفي من براهين على أن أبا شعيب أيوب السارية، وعلى أن مريده أو تلميذه أبا يعزى يلنور غير فقيهين وغير عالمين بالدين، بل هما جاهلان به ومفتقران في الوقت ذاته إلى من يرشدهما أو يأخذ بيدهما. وإن كانا جاهلين بالدين، فإنهما – كنتيجة لجهلهما به – كذابان مفتريان! وها هو الدليل على صحة ما ندعيه. قال مالك بن تاماجورت: "تزوج صاحب من أصحاب أبي يعزى، فطلبت منه زوجته مملوكة (= خادمة) ولم تكن عنده، فقال له أبو يعزى: أنا أنوب مناب المملوكة، وكان أسود، لا شعر بوجهه (= أمرد) فتزيا بزي المملوكة، وأقام يخدمه وزوجه عاما كاملا، فيطحن ويعجن ويخبز ويسقي الماء بالليل ويتفرغ بالنهار للعبادة في المسجد (= التظاهر بالصلاح!)، فلما كمل العام قالت الزوجة لزوجها: ما رأيت كهذه المملوكة، تعمل بالليل جميع ما يعمل بالنهار! ولا تظهر بالنهار! فأعرض عنها وتغافل عن جوابها، فمازالت تسأله إلى أن قال لها: ما خدمك إلا أبو ونلكوط وليس مملوكة، فعلمت أنه أبو يعزى! فقالت: والله لا خدمني بعد هذا أبدا ولأخدمن نفسي، فجعلت تخدم نفسها من حينئذ"[20]! وحدثني غير واحد أن ذلك الصاحب الذي خدمه أبو يعزى على أنه مملوكة هو الشيخ أبو شعيب أيوب السارية، وأنه لما أخبر زوجته بخدمة أبي يعزى لها، دخل المسجد على أبي يعزى وهو يبتسم، فقال (له) أبو يعزى ما لك تبتسم؟ فأخبره بما كان بينه وبين زوجته، فقال له أبو يعزى: ولم أخبرتها؟ فهلا تركتني أخدمكما كما كنت"[21]! إنها حقا خرافة! لكن لنقبلها كقصة واقعية كما يريدها أصحابها! خاصة وأن وزيرنا في الأوقاف الذي حقق الكتاب الواردة فيه مر عليها مرور الكرام كما يقال! فما الذي ينتج عن تحليلها وانتقادها؟ أ- إن صح أن أبا شعيب الدكالي شيخ من شيوخ أبي يعزى، لزم الحاكي أن يقول: "تزوج شيخ من شيوخ أبي يعزى" عوض قوله: " تزوج صاحب من أصحاب أبي يعزى"، لأن في العبارة قلبا للحقائق، ففي العرف الصوفي، وحتى في العرف الفقهي لتحديد العلاقة بين الشيخ والمريدين، وبين الإمام وتلامذته يقال: أصحاب الجنيد،، وأصحاب مالك، حيث يتعين التابع والمتبوع بهاتين العبارتين، أما إن قلنا: "تزوج صاحب من أصحاب أبي يعزى" فمعناه أن التابع هو أبو شعيب، وأن المتبوع هو أبو يعزى! ب- إن كنا أمام دعامتين أساسيتين من دعائم السند الشاذلي، لزم أن نجد لديهما كحلقتين موصلتين إلى النبي ص ما يكفي من المعرفة بالدين لتحمل أمانة الحفاظ على المسنون الذي صدر منه ص لا من غيره. وللحفاظ على الأمانة لا بد من تمثلها بعد التمكن من معرفتها معرفة تامة. وما وقفنا عليه مع أبي يعزى إنما يدل على العكس، يعني الجهل بالأمانة وعدم الحفاظ عليها. يقول علي بن أبي طالب: "إن الفقيه حق الفقيه من لم يقنط الناس من رحمة الله، ولم يرخص لهم في معاصي الله تعالى، ولم يؤمنهم من عذاب الله، ولم يدع القرآن رغبة منه إلى غيره، لأنه لا خير في عبادة لا علم فيها، ولا علم لا فقه فيه، ولا قراءة لا تدبر فيها". ج- هل يمكن القول: إن الشيخ ومريده كذابان؟ وهل نتصور وليين لله، أحدهما بدل (أي بإمكانه أن يوجد هنا وهناك في آن واحد)، وثانيهما قطب غوث (أي أنه قادر على التصرف في الكون)، يتهمان بالكذب الصراح؟ وهل يصدق الناس اليوم بأنهما كوليين يزاران ويقام لهما موسم سنوي، يضربان بما دعا إليه الكتاب والسنة، من التزام الصدق وتجنب الكذب عرض الحائط؟ لقد كذبا معا على الزوجة التي كانت تعتقد لسنة كاملة بأن مملوكة سوداء هي التي تخدمها! فإذا بالمملوكة تتحول إلى رجل هو مريد زوجها وصاحبه؟ فهل نقول بأنهما يحسنان التمثيل والغش والخداع؟ إن الحكاية في الحقيقة هي التي تقول، دون أن تخفي من ورائها قوله ص: "عليكم بالصدق فإن الصدق يهدي إلى البر، وإن البر يهدي إلى الجنة، وما يزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقا، وإياكم والكذب فإن الكذب يهدي إلى الفجور، وإن الفجور يهدي إلى النار، وما يزال الرجل يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذابا"[22]! فما دامت تهمة الكذب قد ثبتت على الشيخ ومريده، وما دام المريد – كما أوضحنا – يفضل الاستجابة لنداء النفس الأمارة، أو لنداء الشيطان في الكشف عن العورات بدل الاستجابة لله ولرسوله! فكيف يدعي مآت الصوفية، وآلاف العامة والخاصة، بما فيها العلماء وعناصر من الحكام. كيف يدعي كل هؤلاء بأن زيارة قبر أبي يعزى بلسم مجرب، وأن الدعاء عند قبره مستجاب؟ وما القول عندما يدعي الشيخ زروق محتسب الصوفية وا حسرتاه! أن أبا يعزى وأبا العباس السبتي وأبا مدين تلميذ أبي يعزى "قد وقع الانتفاع بهم بعد الموت! وأن هذا بحسب ما اشتهر وانتشر" ؟ وما القول عندما يسوق الحسن اليوسي في "المحاضرات" لمحمد الحاج الدلائي عن أسلافه "أن ثلاثة من صلحاء الغرب قد جرب عندهم قضاء الحاجات: الشيخ عبد السلام بن مشيش! والشيخ أبو يعزى يلنور! والشيخ أبو سلهام! غير أنهم اختلفوا. فالأول في أمور الآخرة! والثاني في أمور الدنيا! وأبو يعزى في الكل! نفعنا الله بهم وبأمثالهم"[23]! فإن نحن نبشنا ذاكرة "القطب الغوث" أبي يعزى من خلال ما وصلنا عنه، ووجدناه غير قادر على نفع غيره دينيا في حياته لأنه غير عالم بالمرة! فكيف يعقل الحديث عن كونه بعد موته ينفع في أمور الدنيا (= يعطي الدراهم أو غيرها لمن طلبها منه!)، وفي أمور الآخرة (يضمن الجنة لمن طلبها منه!)، والحال أن لدينا من الأدلة ما يكفي للحكم بأن الميت لا ينفع الأحياء إلا في حال تركه لمؤلف ما، أو لمؤلفات في العلم يستفيدون منها ويفيدون. وإلا في حال تركه لصدقة جارية كوقف من الأوقاف. وإلا في حال تركه لولد صالح يدعو له، كما ورد في الحديث النبوي الشريف؟ د- كيف أبيح لأبي يعزى – وهو متقمص لدور المملوكة – أن يطلع على أحوال زوجة شيخه من جهة، وكيف أبيح له أن يبقى معها لوحده في المنزل وجها لوجه ولو في لحظات من جهة ثانية وحديث النبي ص في الموضوع معروف؟ إن كان الرجل يخدم زوجة شيخه، فيطحن ويخبز ويعجن ويسقي الماء، فليس معناه أنه يفعل ذلك كله خارج المنزل، أو في جناح خاص به، إنه خادمة، والخادمة تحت تصرف ربة البيت في كل حين! وبما أنه خادمة، فسيدتها قد لا تعتبرها غريبة! وبالتالي فإنها لن تترد لحظة في إظهار محاسنها أمامها! وقد تستعين بها عند الاغتسال! وقد تتجاذب معها أطراف الحديث! فهل يضطر "القطب المملوكة" إلى التعمل في تقليد صوت النساء؟ أم إن صوته كصوتهن غير جهوري ولا غليظ أو خشن؟ أو لسنا أمام فضائح وألاعيب تتنافى تماما مع "عباد الرحمان الذين يمشون على الأرض هونا وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما والذين يبيتون لربهم سجدا وقياما"[24]؟ وعهدنا بالصالحين الأتقياء قيام الليل كما حث على ذلك النظم الكريم في أكثر من سورة. فإذا ب"مملوكة" أبي شعيب يقضي سواد ليله في خدمة زوجة شيخه! بينما يتفرغ للعبادة بالنهار! أو ليس هذا بسلوك صوفي أعرج مقلوب؟ فإحياء الليل معه، يتحول إلى إحياء النهار! فمتى إذن ينام؟ ه- لنفرض جدلا بأن القصة محبوكة مصطنعة، بل ونذهب إلى أن كل ما قيل عن أبي يعزى غير اسمه مصطنع! فأين هو إذن أبو يعزى الحقيقي الذي نرغب في التعرف به؟ إن تباهى به المتباهون من الطرقيين الشاذليين وغير الشاذليين من خلال ما كتب عنه، فإنهم قد تباهوا بالوهم! مما يعني أنهم هنا بين أمرين: إما القبول بما كتب عنه وبما حيك حوله من خرافات وأوهام! وإما اعتبار ما حيك حوله من فعل الوضاعين والكذابين! ففي الحالة الأولى يكون ما استندوا إليه لامتداحه واعتباره قدوة، مجرد ريشة في مهب الريح! وفي الحالة الثانية لم يعد لديهم ما يستندون إليه للإشادة بالرجل، فهل يقدرون الوهم ويتعلقون بحديث خرافة؟

[1]-  التشوف إلى رجال التصوف. ص 214. [2]-  ن.م. ص 214. [3]- ن.م. ص 214. [4]- التشوف إلى رجال التصوف. ص 216. [5]-  ن.م. ص 214. [6]- ن.م. ص 215. [7]- سورة النور: 19. [8] - رياض الصالحين. ص 83. الإمام النووي. رقم الحديث 240. عن دار الفكر بيروت – لبنان. بدون تاريخ. .[9] - فتاوى ابن تيمية   [10] - التشوف إلى رجال التصوف. ص 187. [11] - ن.م. ص 187. [12] - ن.م. ص 187. [13] - ن.م. ص 187. [14] - الجامع الصغير. 2/551. رقم الحديث 9212. [15] - سورة الرعد: 16. [16] - التشوف إلى رجال التصوف. ص 188. [17] - ن.م. ص 188. [18] - ن.م. ص 191. [19] - الجامع الصغير. 1/81. رقم الحديث 1276. [20] - التشوف إلى رجال التصوف. ص 219. [21] - ن.م. ص 219. [22] - الجامع الصغير. 2/342. رقم الحديث 5536. [23] - المحاضرات ص75. الحسن اليوسي. أعدها للطبع محمد حجي عام 1396ه – 1976م. [24] - سورة الفرقان: 63-64.

لا توجد تعليقات:

للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.

أضف تعليقك