"نور الدين العوفي" يكتب:الطريق إلى التنمية

"نور الدين العوفي" يكتب:الطريق إلى التنمية
... رأي / الجمعة 01 نوفمبر 2024 12:29:03 / لا توجد تعليقات:

مغربنا1-maghribona1 ‬الخيارات،‭ ‬والرهانات يُكثَّف‭ ‬الراوي‭ ‬ما‭ ‬تمَّ‭ ‬التوافُقُ‭ ‬حوْله،‭ ‬ويَقْتضِب‭ ‬ما‭ ‬جاء‭ ‬في‭ ‬التقرير‭ ‬في‭ ‬باب‭ ‬المسالك‭ ‬المؤدية‭ ‬إلى‭ ‬تحقيق‭ ‬الطموح‭ ‬المغربي‭. ‬أربعة‭ ‬‮«‬خيارات‭ ‬استراتيجية‮»‬‭ ‬تأخذ‭ ‬بعين‭ ‬الاعتبار‭ ‬المسارات‭ ‬السابقة،‭ ‬والتحديات‭ ‬المرتبطة‭ ‬بالأزمة‭ ‬الوبائية،‭ ‬وتداعياتها‭ ‬الآنية‭ ‬والمستقبلية،‭ ‬وخمسة‭ ‬‮«‬رهانات‮»‬‭ ‬على‭ ‬‮«‬وضعيات‮»‬‭ ‬سوف‭ ‬يكون‭ ‬عليها‭ ‬المغرب‭ ‬في‭ ‬أفق‭ ‬سنة‭ ‬2035،‭ ‬وهي‭ ‬علي‭ ‬التوالي‭: ‬‮«‬قطب‭ ‬مرجعي‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬التعليم‭ ‬العالي‭ ‬والبحث‭ ‬العلمي‮»‬؛‭ ‬‮«‬مغرب‭ ‬رقمي‮»‬؛‭ ‬‮«‬بلد‭ ‬رائد‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬الطاقة‭ ‬التنافسية‭ ‬والخضراء»؛‭ ‬‮«‬قطب‭ ‬مالي‭ ‬إقليمي‮»‬؛‭ ‬‮«‬صنع‭ ‬في‭ ‬المغرب‮»‬‭.‬‮ ‬

أولاً،‭ ‬‮«‬خيار‭ ‬التحول‭ ‬الاقتصادي‮»‬‭ ‬وغايته‭ ‬‮«‬اقتصاد‭ ‬منتج‭ ‬ومتنوع‭ ‬قادر‭ ‬على‭ ‬خلق‭ ‬مزيد‭ ‬من‭ ‬الثروة،‭ ‬وفرص‭ ‬شغل‭ ‬ذات‭ ‬جودة‮»‬،‭ ‬ومن‭ ‬مُدخلاته‭: ‬‮«‬تأمين‭ ‬المبادرة‭ ‬المقاولاتية‮»‬‭ ‬حتى‭ ‬يصل‭ ‬القطاع‭ ‬الخاص‭ ‬إلى‭ ‬60‭ ‬٪‭ ‬من‭ ‬إجمالي‭ ‬الاستثمار؛‭ ‬‮«‬تنويع‭ ‬القدرات‭ ‬الإنتاجية،‭ ‬والارتقاء‭ ‬بمستوى‭ ‬العرض‭ ‬الاقتصادي‮»‬،‭ ‬والنهوض‭ ‬بالقيمة‭ ‬المضافة‭ ‬للإنتاج‭ ‬الوطني‭ (‬صناعات‭ ‬إحلال‭ ‬الواردات،‭ ‬وصنع‭ ‬في‭ ‬المغرب‭)‬؛‭ ‬‮«‬قطاع‭ ‬فلاحي‭ ‬يعزز‭ ‬السيادة‭ ‬الغذائية‭ ‬والاستدامة‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬سلاسل‭ ‬الإنتاج»؛‭ ‬‮«‬قطاع‭ ‬سياحي‭ ‬يستبق‭ ‬التطلعات‭ ‬الجديدة‭ ‬للسياح‭ ‬المغاربة‭ ‬والأجانب»؛‭ ‬أخيراً‭ ‬وليس‭ ‬آخراً،‭ ‬‮«‬الاقتصاد‭ ‬الاجتماعي‭ ‬كدعامة‭ ‬للتنمية‮»‬‭. ‬يشكل‭ ‬التصنيع،‭ ‬مع‭ ‬البنيات‭ ‬والخدمات‭ ‬الأساسية‭ ‬من‭ ‬طرق،‭ ‬وطرق‭ ‬سيارة،‭ ‬ومطارات،‭ ‬وموانئ‭ ‬ولوجستيك،‭ ‬ومدارس‭ ‬ومستشفيات‭ ‬عمومية،‭ ‬القاعدة‭ ‬الارتكازية‭ ‬للإقلاع‭ ‬الاقتصادي،‭ ‬الشامل‭ ‬أو‭ ‬الإدماجي‭ (‬inclusif‭). ‬ويكتسي‭ ‬التصنيع،‭ ‬في‭ ‬حالة‭ ‬المغرب‭ ‬بالذات،‭ ‬أهمية‭ ‬خاصة‭ ‬لسببين‭ ‬على‭ ‬الأقل‭. ‬الأول‭ ‬يتعلق‭ ‬بمركزية‭ ‬البنية‭ ‬الصناعية‭ ‬في‭ ‬الإنتاج،‭ ‬لما‭ ‬للصناعة‭ ‬من‭ ‬آثار‭ ‬جذْب‭ ‬للقطاعات‭ ‬الأخرى‭ ‬وتحريك‭ ‬لعجلة‭ ‬الإنتاج،‭ ‬ولما‭ ‬لها‭ ‬من‭ ‬علاقة‭ ‬تفاعلية‭ ‬مع‭ ‬منظومة‭ ‬الابتكار،‭ ‬والاختراع‭ ‬التكنولوجي،‭ ‬والبحث‭ ‬والتطوير‭. ‬السبب‭ ‬الثاني‭ ‬يكمن‭ ‬في‭ ‬الآثار‭ ‬الاجتماعية‭ ‬الناجمة‭ ‬عن‭ ‬التطور‭ ‬الصناعي‭. ‬التصنيع،‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬أنه‭ ‬يُولِّد‭ ‬فرصاً‭ ‬للشغل‭ ‬ليس‭ ‬لها‮ ‬‭ ‬مقابل‭ ‬في‭ ‬الأنماط‭ ‬الإنتاجية‭ ‬الأخرى،‭ ‬فهو‭ ‬يؤسس‭ ‬للعلاقة‭ ‬الأَجْرية‭ (‬الأَجْر‭ ‬مقابل‭ ‬العمل‭)‬،‭ ‬وللتحديث‭ ‬الاجتماعي‭. ‬للقطاع‭ ‬العام‭ (‬المؤسسات‭ ‬والمقاولات‭ ‬العمومية‭) ‬دور‭ ‬ريادي‭ ‬في‭ ‬التحول‭ ‬الاقتصادي،‭ ‬خاصة‭ ‬في‭ ‬المجالات‭ ‬الاستراتيجية،‭ ‬والسيادية‭ (‬توفير‭ ‬الأمن‭ ‬الصحي،‭ ‬والغذائي،‭ ‬والطاقة،‭ ‬والرقمي‭)‬،‭ ‬والتي‭ ‬تتطلب‭ ‬استثمارات‭ ‬ضخمة،‭ ‬ذات‭ ‬مردودية‭ ‬طويلة‭ ‬الأمد‭. ‬وليس‭ ‬هناك‭ ‬تضاد‭ ‬بين‭ ‬القطاعين،‭ ‬بل‭ ‬تكامل،‭ ‬وتشارك‭.‬‮ ‬‭ ‬‮ ‬

ثانيا،‭ ‬‮«‬خيار‭ ‬التمكين‭ ‬البشري‮»‬‭ ‬ومقْصدُه‭ ‬‮«‬رأسمال‭ ‬بشري‭ ‬مدعم‭ ‬ومُهيَّأ‭ ‬بشكل‭ ‬أفضل‭ ‬للمستقبل‮»‬،‭ ‬يقوم‭ ‬على‭ ‬ثلاث‭ ‬دعامات‭:‬‮ «‬نظام‭ ‬صحي‭ ‬ذو‭ ‬جودة،‭ ‬وسهل‭ ‬الولوج‭ ‬من‭ ‬طرف‭ ‬الجميع،‭ ‬وقادر‭ ‬على‭ ‬الصمود‭ ‬في‭ ‬وجه‭ ‬الأزمات‭ ‬الصحية‭ ‬في‭ ‬المستقبل،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬آليات‭ ‬للوقاية‭ ‬والإنذار‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬إنتاج‭ ‬اللقاحات‭ ‬والأدوية‭ ‬الأساسية»؛‭ ‬‮«‬نظام‭ ‬تعليمي‭ ‬يركز‭ ‬على‭ ‬التعلُّمات‭ ‬الأساسية،‭ ‬ويكرس‭ ‬قيم‭ ‬المواطنة‭ ‬والتشبث‭ ‬بثوابت‭ ‬الأمة»؛‭ ‬‮«‬منظومة‭ ‬للتعليم‭ ‬العالي‭ ‬والمهني‭ ‬والبحث‭ ‬العلمي‭ ‬موجهة‭ ‬نحو‭ ‬الأداء‭ ‬وترتكز‭ ‬على‭ ‬حكامة‭ ‬مستقلة،‭ ‬وتحفز‭ ‬على‭ ‬المسؤولية‮»‬‭.‬

ثالثا،‭ ‬‮«‬خيار‭ ‬الإدماج‭ ‬الشامل‮»‬،‭ ‬وغرضه‭ ‬خلق‭ ‬‮«‬فرص‭ ‬لإدماج‭ ‬الجميع‭ ‬وتقوية‭ ‬الرابط‭ ‬الاجتماعي‮»‬،‭ ‬ومن‭ ‬شروطه‭: ‬‮«‬دعم‭ ‬استقلالية‭ ‬المرأة‭ ‬وضمان‭ ‬المشاركة‭ ‬والمساواة‭ ‬بين‭ ‬الجنسين»؛‭ ‬‮«‬تعزيز‭ ‬إدماج‭ ‬الشباب‭ ‬وتنمية‭ ‬قدراتهم‭ ‬الذاتية»؛‭ ‬‮«‬تأمين‭ ‬قاعدة‭ ‬صلبة‭ ‬للحماية‭ ‬الاجتماعية»؛‭ ‬‮«‬تعبئة‭ ‬التنوع‭ ‬الثقافي‭ ‬كرافعة‭ ‬للانفتاح‭ ‬والحوار‭ ‬والتماسك‭ ‬الاجتماعي‮»‬‭.‬

رابعاً،‭ ‬‮«‬خيار‭ ‬الاستدامة‭ ‬الترابية‮»‬‭ ‬وهدفه‭ ‬إعداد‭ ‬‮«‬مجالات‭ ‬ترابية‭ ‬مستدامة‭ ‬كفضاء‭ ‬وترسيخ‭ ‬أسس‭ ‬التنمية‮»‬‭ ‬ويمر‭ ‬ذلك‭ ‬من‭ ‬طريق‭ ‬‮«‬إضفاء‭ ‬الطابع‭ ‬الترابي‭ ‬على‭ ‬الفعل‭ ‬العمومي‮»‬؛‭ ‬‮«‬تحسين‭ ‬جودة‭ ‬الخدمات‭ ‬العمومية‭ ‬للقرب»؛‭ ‬‮«‬تحسين‭ ‬السكن‭ ‬وإطار‭ ‬العيش‭ ‬وتعزيز‭ ‬الربط‭ ‬عبر‭ ‬الإنترنت‭ ‬ووسائل‭ ‬النقل»؛‭ ‬‮«‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬الموارد‭ ‬الطبيعية،‭ ‬خصوصا‭ ‬الماء،‭ ‬وحماية‭ ‬التنوع‭ ‬البيولوجي‮»‬‭.‬‮ ‬

يشهد‭ ‬الشاهد‭ ‬أنه‭ ‬كان‭ ‬يميل‭ ‬إلى‭ ‬الصيغة‭ ‬الجماعية‭ (‬الجلسات‭ ‬العمومية‭) ‬للتداول،‭ ‬ليس‭ ‬فقط‭ ‬في‭ ‬الإعداد‭ ‬التحضيري‭ ‬ل«التشخيص‮»‬،‭ ‬ولبلورة‭ ‬الرؤية،‭ ‬و«الخيارات،‭ ‬والرهانات‮»‬،‭ ‬باعتبار‭ ‬تشابك‭ ‬الموضوعات،‭ ‬وتفاعل‭ ‬الخبرات،‭ ‬وتكامل‭ ‬المقاربات‭. ‬بدل‭ ‬ذلك‭ ‬اعتمدت‭ ‬‮«‬اللجنة‮»‬‭ ‬أسلوب‭ ‬‮«‬المجموعات‭ ‬المتخصصة‮»‬‭ (‬رأس‭ ‬المال‭ ‬البشري،‭ ‬الاقتصاد‭ ‬وخلق‭ ‬الثروة،‭ ‬الاستدامة‭ ‬الترابية،‭ ‬القيم‭ ‬والمؤسسات‭ ‬والمساواة‭). ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬بُدٌّ‭ ‬من‭ ‬ذهاب‭ ‬الشاهد‭ ‬إلى‭ ‬مجموعة‭ ‬العمل‭ ‬المتخصصة‭ ‬في‭ ‬الموضوعات‭ ‬ذات‭ ‬الطبيعة‭ ‬الاقتصادية‭.‬

‮ ‬المرجعية‭ ‬الجديدة‭ ‬للتنمية

يقول‭ ‬الراوي‭ ‬إن‭ ‬الموضوعات‭ ‬المتروكة‭ ‬ل‭ ‬‮«‬مجموعة‭ ‬العمل‭ ‬الاقتصادية‮»‬‭ ‬تدور‭ ‬حول‭ ‬‮«‬الإطار‭ ‬الماكرو‭-‬اقتصادي‮»‬،‭ ‬و‭ ‬‮«‬دور‭ ‬الدولة‮»‬،‭ ‬و«المؤسسات‭ ‬والمقاولات‭ ‬العمومية‮»‬،‭ ‬و«التحوُّل‭ ‬الإنتاجي‮»‬‭. ‬أغلب‭ ‬‮«‬القراءات‮»‬‭ ‬التي‭ ‬اطلع‭ ‬عليها‭ ‬الشاهد‭ ‬المتعلقة‭ ‬بالإطار‭ ‬الماكرو‭ ‬اقتصادي‭ ‬هي‭ ‬من‭ ‬نوع‭ ‬‮«‬القراءة‭ ‬الآثمة‮»‬‭ (‬بتعبير‭ ‬سعيد‭ ‬يقطين‭)‬،‭ ‬وهي‭ ‬راجعة‭ ‬إلى‭ ‬‮«‬سوء‭ ‬فهم‮»‬‭ ‬ل‭ ‬‮«‬المقروء‮»‬،‭ ‬أو‮ ‬‭ ‬إلى‭ ‬‮«‬سوء‭ ‬ظن‮»‬‭ ‬ب‭ ‬‮«‬بالمكتوب‮»‬‭ (‬أي‭ ‬التقرير‭). ‬يفهم‭ ‬القارئ‮ ‬‭ ‬المُتعجِّل‭ ‬في‭ ‬أمره‭ ‬أن‭ ‬‮«‬اللجنة‮»‬‭ ‬لم‭ ‬تشأ‭ ‬المساس‭ ‬ب‭ ‬‮«‬العقيدة‮»‬‭ ‬الماكرو‭-‬اقتصادية‭ ‬الحاكمة‮ ‬‭ ‬للسياسات‭ ‬العمومية‭ ‬تحت‭ ‬شرط‭ ‬التوازنات‭ ‬المالية،‭ ‬وهي‭ ‬‮«‬العقيدة‮»‬‭ ‬التي‭ ‬سنَّها‭ ‬صندوق‭ ‬النقد‭ ‬الدولي‭ ‬لبلادنا‭ ‬منذ‭ ‬الثمانينيات‭ ‬من‭ ‬القرن‭ ‬المنصرم‭. ‬عقيدة‭ ‬كانت‮ ‬‭ ‬‮«‬ليبرالية‮»‬،‭ ‬أمست‭ ‬‮«‬نيوليبرالية‮»‬‭.‬‭ ‬‮«‬فهْمٌ‭ ‬‮»‬‭ ‬جانَبَهُ‭ ‬الصواب،‭ ‬يقول‭ ‬الشاهد‭. ‬بين‭ ‬منطوق‭ ‬لم‭ ‬يُقْصَد،‭ ‬ومقصود‭ ‬لم‭ ‬يُنْطَق،‭ ‬تضيع‭ ‬الحقيقة‭. ‬المنطوق‭ ‬والمقصود‭ ‬هو‭ ‬ما‭ ‬جاء‭ ‬في‭ ‬التقرير،‭ ‬‮«‬سواداً‭ ‬على‭ ‬بياض‮»‬‭ ‬بصدد‭ ‬‮«‬الاختيار‭ ‬الاستراتيجي‭ ‬الرابع‭ ‬‮»‬‭ (‬التقرير‭ ‬العام،‭ ‬ص‭ ‬87‭-‬89‭ ) ‬المتمثل‭ ‬في‭ ‬اعتماد‭ ‬إطار‭ ‬ماكرو‭-‬اقتصادي‭ ‬يصدر‭ ‬عن‭ ‬‮«‬مرجعية‭ ‬جديدة‮»‬‭ ‬تتغيا‭ ‬‮«‬خدمة‭ ‬التنمية‭ ‬الوطنية‮»‬،‭ ‬والتنمية‭ ‬أشمل‭ ‬من‭ ‬النمو‭. ‬إطار‭ ‬سِمتُه‭ ‬المرونة،‭ ‬والصمود،‭ ‬والقدرة‭ ‬على‭ ‬معاكسة‭ ‬التقلُّبات‭ ‬الدورية،‭ ‬والتكييف‭ ‬المكين‭ ‬ل‭ ‬‮«‬‭ ‬السياسـات‭ ‬الميزانياتيـة‭ ‬لمواجهـة‭ ‬الركـود‭ ‬الاقتصـادي‮»‬‭. ‬إطار‭ ‬لا‭ ‬يُقيِّد‭ ‬التنمية‭ ‬ب«توازنات‭ ‬مالية‮»‬‭ ‬ضيقة،‮ ‬‭ ‬ضَررُها‭ ‬أكبر‭ ‬من‭ ‬نفْعها‭. ‬جاء‭ ‬في‭ ‬التقرير،‭ ‬بالحرف‭: ‬‮«‬ومـن‭ ‬شـأن‭ ‬هـذا‭ ‬التغييـر‭ ‬فـي‭ ‬المرجعيـة‭ ‬و»المنهجيـة‮»‬‭ ‬تحقيق‭ ‬الطمــوح‭ ‬الــذي‭ ‬يقترحــه‭ ‬النمــوذج‭ ‬التنمــوي‭ ‬الجديــد،‭ ‬ويُيسِّر‭ ‬الانتقــال‭ ‬نحــو‭ ‬مجتمــع‭ ‬أقــل‭ ‬تقاطُبــاً‭ ‬وأكثــر‭ ‬عدالــةً‭ ‬وازدهـارا‭ ‬ً‮»‬‭. ‬أربعـة‭ ‬إجـراءات‭ ‬تتعلق‭ ‬بالسياسة‭ ‬الميزانياتية،‭ ‬والجبائية،‭ ‬والنقدية،‭ ‬والمالية‭ ‬يذكُر‭ ‬الراوي‭ ‬عناوينَها،‭ ‬ويجد‭ ‬القارئ‭ ‬تفصيلاً‭ ‬لها‭ ‬في‭ ‬التقرير‭ ‬العام،‭ ‬وفي‭ ‬الملحقات‭: ‬أولاً،‭  ‬‮«‬الاسـتخدام‭ ‬الأمثـل‭ ‬للماليـة‭ ‬العامـة‭ ‬فـي‭ ‬خدمـة‭ ‬التنميـة‭ ‬الوطنيـة‮»‬‭. ‬ثانياً،‭ ‬إرساء‭ ‬‮«‬نظـام‭ ‬ضريبـي‭ ‬أكثـر‭ ‬عدالـة‮»‬‭ ‬يقوم‭ ‬على‭ ‬‮«‬توسـيع‭ ‬أكبـر‭ ‬للوعـاء‭ ‬الضريبـي‭ ‬عبـر‭ ‬محاربـة‭ ‬الغـش‭ ‬والتهـرب‭ ‬الضريبَّييـن‭ ‬وترشـيد‭ ‬النفقـات‭ ‬الجبائيـة‭ ‬وإدمـاج‭ ‬القطـاع‭ ‬غيـر‭ ‬المهيـكل‮»‬،‭ ‬ويهدف‭ ‬إلى‭ ‬‮«‬تخفيـض‭ ‬العـبء‭ ‬الضريبـي‭ ‬علـى‭ ‬الأنشـطة‭ ‬الإنتاجيـة‭ ‬والتنافسـية‭ ‬‮»‬،‭ ‬و«علــى‭ ‬الأنشــطة‭ ‬ذات‭ ‬الأثــر‭ ‬الاجتماعـي‭ ‬وكــذا‭ ‬تلــك‭ ‬المتعلقـة‭ ‬بالبحث‭-‬التطويــر‮»‬‭. ‬ثالثاً،‭ ‬انخراط‭ ‬النظـام‭ ‬المالـي‭ ‬الوطنـي‭ ‬‮«‬بشـكل‭ ‬أكبـر‭ ‬فـي‭ ‬تمويـل‭ ‬الاقتصـاد،‭ ‬مـع‭ ‬الحفـاظ‭ ‬علـى‭ ‬أُسُـس‭ ‬اسـتقراره‮»‬،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يستوجب‭: ‬‮«‬ملاءمـة‭ ‬القواعـد‭ ‬الاحترازيـة‭ ‬الكليـة‭ ‬مـع‭ ‬احتياجـات‭ ‬تمويـل‭ ‬الاقتصـاد‭ ‬الوطنـي‮»‬؛‭ ‬‮«‬تدبيـر‭ ‬السياسـة‭ ‬النقديـة‭ ‬وفـق‭ ‬معاييـر‭ ‬تمـزج‭ ‬بيـن‭ ‬أهـداف‭ ‬النمـو‭ ‬والتحكـم‭ ‬فـي‭ ‬التضخـم‭ ‬فـي‭ ‬إطـار‭ ‬الصلاحيـة‭ ‬المزدوجـة»؛‭ ‬‮«‬‭ ‬تشـجيع‭ ‬منافسـة‭ ‬أكبـر‭ ‬بيـن‭ ‬الأبنـاك،‭ ‬لاسـيما‭ ‬عبـر‭ ‬ولـوج‭ ‬فاعليـن‭ ‬جـدد‭ ‬داخـل‭ ‬القطـاع‭ ‬البنكـي‭ ‬سـواء‭ ‬بالنسـبة‭ ‬للأنشـطة‭ ‬الماليـة‭ ‬التقليديـة‭ ‬أو‭ ‬الأنشـطة‭ ‬الأكثـر‭ ‬ابتـكارا‭ ‬خصوصـا‭ ‬تلـك‭ ‬التـي‭ ‬لهـا‭ ‬علاقـة‭ ‬بمجـال‭ ‬التكنولوجيـا‭ ‬الماليـة‮»‬؛‭ ‬‮«‬تقويـة‭ ‬المعطيـات‭ ‬بخصـوص‭ ‬الولـوج‭ ‬إلـى‭ ‬التمويـل‭ ‬وتوزيـع‭ ‬القـروض‭ ‬بشـكل‭ ‬يُلبـِّي‭ ‬حاجيـات‭ ‬مختلـف‭ ‬فئـات‭ ‬المقـاولات‮»‬‭. ‬رابعاً،‭ ‬‮«‬إرسـاء‭ ‬الشـروط‭ ‬اللازمـة‭ ‬لتطويـر‭ ‬أسـواق‭ ‬الرسـاميل‭ ‬‮»‬‭ ‬لكي‭ ‬يصبح‭ ‬المغرب‭ ‬‮«‬‭ ‬قطــباً‭ ‬مالــياً‭ ‬مرجعــياً‭ ‬داخــل‭ ‬محيطــه‭ ‬الجغرافــي‮»‬‭.‬‮ ‬

قالوا‭ : ‬‮«‬المرجعية‮»‬‭ ‬هذه‭ ‬تُعيد‭ ‬إنتاج‭ ‬السياسة‭ ‬النيوليبرالية،‭ ‬ليس‭ ‬إلّا؛‭ ‬بينما‭ ‬المطلوب‭ ‬هو‭ ‬إحداث‭ ‬‮«‬قطيعة‮»‬‭ ‬مع‭ ‬الإطار‭ ‬الماكرو‭-‬اقتصادي‭ ‬السائد‭. ‬يقول‭ ‬الشاهد‭ ‬للمُتوسِّمين‭ ‬والمُتشكِّكين‭: ‬‮«‬تبعية‭ ‬الطريق‮»‬‭ ‬تقذف‭ ‬بكلفة‭ ‬‮«‬القطيعة‮»‬‭ ‬إلى‭ ‬مستويات‭ ‬لا‭ ‬تُقدَّر،‭ ‬وما‭ ‬تمَّ‭ ‬التوافُق‭ ‬حوله،‭ ‬إن‭ ‬كان‭ ‬قد‭ ‬جاء‭ ‬أقلَّ‭ ‬من‭ ‬‮«‬القطيعة‮»‬،‭ ‬فهو،‭ ‬بالقوة،‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬‮«‬تحوُّلٍ‭ ‬‮«‬في‮»‬‭ ‬الإطار‭ ‬الماكرو‭-‬اقتصادي،‭ ‬وأقْرب‭ ‬إلى‭ ‬تحْويلٍ‭ ‬‮«‬له‭ ‬‮»‬‭ ‬من‭ ‬إطارٍ‭ ‬النموٌّ‭ ‬هو‭ ‬غايتُه‭ ‬القصوى،‭ ‬إلى‭ ‬إطارٍ‭ ‬التنميةُ‭ ‬الشاملةُ‭ ‬فيه‭ ‬هي‭ ‬الغاية،‭ ‬وهي‭ ‬الوسيلة‭ ‬في‭ ‬آن‭.‬

‮ ‬الخوف‭ ‬من‭ ‬الدولة

‮«‬المرجعية‭ ‬الجديدة‭ ‬للتنمية‮»‬‭ ‬التي‭ ‬يحكُمها،‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬السياسات‭ ‬العمومية،‭ ‬الإطار‭ ‬الماكرو‭-‬اقتصادي‭ ‬الذي‭ ‬قدَّم‭ ‬الراوي‭ ‬خُطوطَه‭ ‬العريضة‭ ‬في‭ ‬التدوينة‭ ‬السابقة‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬‮«‬السردية‭ ‬الذاتية‮»‬،‭ ‬‮«‬‭ ‬تُسائل‮»‬،‭ ‬يقول‭ ‬التقرير،‭ ‬‮«‬بالدرجــة‭ ‬الأولــى‭ ‬دور‭ ‬الدولــة‭ ‬ومهامهــا‭ ‬وتنظيمهــا‭ ‬وتفاعلاتهـا‭ ‬مـع‭ ‬باقـي‭ ‬الفاعليـن‮»‬‭. ‬تكلَّف‭ ‬الشاهد‭ ‬ضمن‭ ‬‮«‬مجموعة‭ ‬العمل‭ ‬الاقتصادية‮»‬‭ ‬بصياغة‭ ‬‮«‬مذكرة‭ ‬تأطيرية‮»‬‭ ‬حول‭ ‬دور‭ ‬الدولة‭ ‬كتكْمِلة‭ ‬لمذكرة‭ ‬‮«‬الإطار‭ ‬الماكرو‭-‬اقتصادي‮»‬‭ ‬التي‭ ‬كان‭ ‬يساهم‭ ‬في‭ ‬إعدادها‭ ‬أيضاً‭ ‬بمعية‭ ‬عضوين‭ ‬آخرين‭ ‬من‭ ‬‮«‬اللجنة‮»‬‭. ‬كان‭ ‬الشاهد‭ ‬‮«‬يُرافع‮»‬،‭ ‬دون‭ ‬كلل‭ ‬ولا‭ ‬ملل،‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬الإقناع‭ ‬بأهمية‭ ‬استعادة‭ ‬الدولة‭ ‬لأدوارها‭ ‬كافة‭. ‬مُرافعةٌ‭ ‬سندُها،‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬التحليل،‭ ‬ما‭ ‬أتى‭ ‬به‭ ‬‮«‬التشخيص‮»‬،‭ ‬الذي‭ ‬كانت‭ ‬سماته‭ ‬العامة‭ ‬قد‭ ‬بدأت‭ ‬في‭ ‬الظهور،‭ ‬من‭ ‬مؤشراتٍ‭ ‬عن‭ ‬تراجع‭ ‬دور‭ ‬الدولة‭ ‬في‭ ‬بلادنا‭ ‬الذي‭ ‬لم‭ ‬يواكبه،‭ ‬في‭ ‬المقابل،‭ ‬لا‭ ‬تقدُّمٌ‭ ‬للقطاع‭ ‬الخاص،‭ ‬ولا‭ ‬تطوُّرٌ‭ ‬في‭ ‬بنيات‭ ‬السوق‭. ‬كان‭ ‬الشاهد‭ ‬على‭ ‬وعي‭ ‬تام‭ ‬بأن‭ ‬‮«‬خطاب‭ ‬الدولة‮»‬‭ ‬لا‭ ‬يروق،‭ ‬ولم‭ ‬تعُدْ‭ ‬تستطيبُه‭ ‬الذهنيات‭ ‬المصقولة‭ ‬بإيديولوجيا‭ ‬السوق،‭ ‬و‭ ‬المجبولة‭ ‬على‭ ‬تعظيم‭ ‬المصلحة‭ ‬الخاصة‭. ‬من‭ ‬ثمة،‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬الشاهد‭ ‬ينتظر‭ ‬من‭ ‬‮«‬اللجنة‮»‬‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬‮«‬حسن‭ ‬الاستماع‮»‬،‭ ‬والتدبُّر‭ ‬في‭ ‬الأمر‭. ‬ما‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬في‭ ‬الحُسْبان‭ ‬بالمرَّة،‭ ‬ولعله‭ ‬فاجأ‭ ‬جميع‭ ‬الأعضاء،‭ ‬هو‭ ‬أن‭ ‬ينتفض‭ ‬أحدُهُم،‭ ‬خارجاً‭ ‬عن‭ ‬طوره،‭ ‬هائجاً‭ ‬مائجاً،‭ ‬مُقاطعاً‭ ‬الشاهد‭ ‬بحِدَّة،‭ ‬معترضاً،‭ ‬ب«أَنْكر‭ ‬صوت‮»‬،‭ ‬وب‭ ‬‮«‬سوء‭ ‬أدب‮»‬،‭ ‬على‭ ‬عرْض‭ ‬الشاهد‭ ‬للأدوار‭ ‬المفصلية‭ ‬التي‭ ‬كان‭ ‬يرى‭ ‬أن‭ ‬على‭ ‬الدولة‭ ‬الاضطلاع‭ ‬بها‭ ‬لإنجاح‭ ‬النموذج‭ ‬التنموي‭ ‬الجديد‭.‬‭ ‬فمن‭ ‬يا‭ ‬تُرى‭ ‬يخاف‭ ‬من‭ ‬الدولة؟‭ ‬يقول‭ ‬الراوي‭: ‬يزعُم‭ ‬الناس،‭ ‬والله‭ ‬أعلم،‭ ‬أن‭ ‬‮«‬العضو‮»‬‭ ‬الذي‭ ‬أَرْغد‭ ‬وأَزْبد‭ ‬بقدر‭ ‬ما‭ ‬‮«‬يسُبُّ‭ ‬مِلَّة‭ ‬الدولة‮»‬،‭ ‬بقدر‭ ‬ما‭ ‬يسعى‮ ‬‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬‮«‬يأكُل‭ ‬غَلَّتها‮»‬،‭ ‬وينتفع‭ ‬من‭ ‬‮«‬ريعها‮»‬،‭ ‬وينعم‭ ‬في‭ ‬كنفها‭ ‬‮«‬الرحيب‭ ‬المخصب‮»‬،‭ ‬وتزدهر‭ ‬‮«‬أعماله‮»‬‭ ‬تحت‭ ‬ظلها‭ ‬الوارف‭. ‬كظم‭ ‬الشاهد‭ ‬الغيظ،‭ ‬ثم‭ ‬مضى‭ ‬‮«‬هوْناً‮»‬‭ ‬في‭ ‬مرافعته،‭ ‬وفي‭ ‬صياغة‭ ‬المذكرة‭ ‬التأطيرية‭. ‬تصدَّى‭ ‬عضوان‭ ‬من‭ ‬‮«‬مجموعة‭ ‬الإطار‭ ‬الماكرو‭-‬اقتصادي‮»‬،‭ ‬وهما‭ ‬من‭ ‬خيرة‭ ‬الأعضاء،‭ ‬ل‭ ‬‮«‬الأسلوب‭ ‬غير‭ ‬المقبول‮»‬،‭ ‬والذي‭ ‬لا‭ ‬يليق‭ ‬بمستوى‭ ‬‮«‬اللجنة‮»‬،‭ ‬وبذلا‭ ‬كُلَّ‭ ‬جهْدهِما،‭ ‬في‭ ‬جلسات‭ ‬عدة،‭ ‬للْحَثِّ‭ ‬على‭ ‬إدراج‭ ‬المذكرة‭ ‬المتعلقة‭ ‬بدور‭ ‬الدولة‭ ‬ضمن‭ ‬الهندسة‭ ‬العامة‭ ‬للتقرير‭. ‬عضو‭ ‬بارز،‭ ‬معروف‭ ‬بالحس‭ ‬الوطني،‭ ‬والرؤية‭ ‬البعيدة،‭ ‬والتَّميُّز‭ ‬بالريادة‭ ‬في‭ ‬‮«‬‭ ‬التحويل‭ ‬الاستراتيجي‮»‬‭ ‬للمجموعات‭ ‬الكبرى‭ ‬العمومية،‭ ‬وفي‭ ‬‮«‬تجديدها‭ ‬المستدام‮»‬ (‬1999،Sustained regeneration‮»‬‭, ‬Covin‭ & ‬Miles‮»‬‭)‬،‭ ‬أثنى‭ ‬في‭ ‬جلسة‭ ‬عمومية‭ ‬على‭ ‬‮«‬المذكرة‮»‬‭ ‬بكلام‭ ‬طيب،‭ ‬ولفت‭ ‬إلى‭ ‬ما‭ ‬أسماه‭ ‬‮«‬الارتفاع‭ ‬بالنظر‮»‬‭ ‬في‭ ‬الشروط‭ ‬التي‭ ‬يتطلَّبُها‭ ‬النموذج‭ ‬التنموي‭ ‬الجديد‭.‬

ثم‭ ‬كانت‭ ‬الجائحة‭. ‬طلب‭ ‬الملك‭ ‬من‭ ‬‮«‬اللجنة‮»‬‭ ‬أن‭ ‬تأخذ‭ ‬بعين‭ ‬الاعتبار‭ ‬تبعاتها،‭ ‬وأضاف‭ ‬لها‭ ‬مدة‭ ‬ستة‭ ‬أشهر‭. ‬يقول‭ ‬الراوي‭: ‬جائحة‭ ‬كوفيد‭-‬19‭ ‬حسمت‭ ‬‮«‬الموقف‮»‬‭ ‬من‭ ‬الدولة‭ ‬داخل‭ ‬‮«‬اللجنة‮»‬‭. ‬لم‭ ‬يعد‭ ‬هناك‭ ‬تلجْلُجٌ‮ ‬‭ ‬في‭ ‬الوعي‭ ‬بالمرحلة‭. ‬‮«‬الخوف‭ ‬من‭ ‬الدولة‮»‬‭ ‬تحوَّل،‭ ‬من‭ ‬جراء‭ ‬الجائحة،‭ ‬إلى‭ ‬الخوف‭ ‬من‭ ‬المجهول،‭ ‬ومن‭ ‬تكالُب‭ ‬قوى‭ ‬السوق؛‭ ‬وتحوَّل،‭ ‬من‭ ‬ثمة،‮ ‬‭ ‬إلى‭ ‬‮«‬الحاجة‭ ‬إلى‭ ‬الدولة‮»‬‭.‬

لا توجد تعليقات:

للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.

أضف تعليقك