"محمد زاوي" يكتب:التفاهة تحت قناع "الدفاع عن الدين"

"محمد زاوي" يكتب:التفاهة تحت قناع "الدفاع عن الدين"
... رأي / الجمعة 01 نوفمبر 2024 12:29:03 / لا توجد تعليقات:

مغربنا1-maghribona1 ظهرت مؤخرا أصوات شذت بأساليبها وقلة علمها عن منطق الفقهاء المغاربة، أصحابها لا يعرفون لا الفقه ولا أصوله، ولا الكلام ولا منطقه ولا مجازه، ولا الغيب ولا أدلته، ولا الحديث ولا طرقه… أما التاريخ والمعارف الاجتماعية، فلا رجاء في عقولهم لتبلغها! مؤثرون فقط، يستهدفون شريحة من المجتمع وهي الأغلب، تعيش وتبتغي البساطة. ينافسون الفقهاء على بساطة العامة، فيؤطرونها بما يربك المصلحة العامة استراتيجيا، وإن ساهم في حفظها تكتيكيا. أعين الفقهاء على المصلحة، فيما يصدر مؤثرو "التفاهة تحت قناع الدين" عن نفوسهم وأهوائهم وأحقادهم! هؤلاء خطر كبير على عقول المغاربة، على وعيهم السياسي والثقافي، فيصبحون عرضة للإيديولوجيات والخطابات الدخيلة؛ وقد يشكلون خطرا على الدولة، فلا يقدّرون أزماتها إذا وقعت، ولا يتفهّمون تنازلاتها إذا اضطرت، لأنهم لقِّنوا خطابا في الدين لا يعرف من الفقه إلا الحكم على "مذهب الأثر" لا على مذهب الدولة، ولا يتأسس إلا على مثالية ماضوية لا تعتبر تاريخية التجارب السابقة! هناك فرق بين أن يوظَّف هؤلاء في أجندة واضحة محدودة الأثر، وبين أن تخلو لهم مجالات التأطير ليعيثوا في العقل الجمعي فسادا، بذريعة "الدفاع عن الدين". للدين مؤسساته الرسمية التي تدافع عنه، وواجب مؤسسات المجتمع أن تلتزم طريقتها ومنهجها، لا أن تنافسها وتشغّب عليها في مهمتها. أما هؤلاء فقد تجاوزوا حدود "الدفاع عن الدين" إلى "إرباك حسابات الدولة"، والجراءة على علمائها وفقهائها بذريعة أنهم "لا يتكلمون"؛ ينتظرون من الفقهاء أن يصبحوا مؤثرين ينطقون بالتفاهة كما هم! يتكلم بعض هؤلاء عن مصالح الدولة، وأن الدفاع عن الدين من مصلحة الدولة، وأن العلمانية والحداثة خطر عليها؛ فهل هذا وعي وطني؟ لو كان لديهم وعي وطني سديد، لما خلطوا بين تدين دولتهم وتدين تجارب أخرى، ولما أعوزهم التمييز بين مفاهيم من قبيل "العلمانية" و "الحداثة" و"ما بعد الحداثة"... والآن نتساءل: كيف لهذا الجهل المركب أن يصبح مصدر تأطير للمغاربة؟! ألا يحتاج الأمر إلى تدخل مسؤول من قبل الدولة لحفظ حق المغاربة في الوعي الوطني السديد دون حوائل إيديولوجية تفكك ما تبقى من الوطنية المغربية؟! ألسنا في حاجة إلى التركيز على مرجعين مهمين في الثقافة الوطنية المغربية: السلفية الوطنية واليسار الوطني؟! هذه مجرد أسئلة، لسنا نحن من علينا الإجابة عليها…

لا توجد تعليقات:

للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.

أضف تعليقك