الأزمة ليست أزمة اسلام بل أزمة استعمار

الأزمة ليست أزمة اسلام بل أزمة استعمار
... رأي / الجمعة 01 نوفمبر 2024 12:29:03 / لا توجد تعليقات:

مغربنا 1 المغرب 
الرئيس الفرنسي مانويل ماكرون نصب نفسه محللا لشؤون الإسلام، وأراد الالتحاق بقائمة الإسلامولوجيين. فقد زعم اليوم أن الإسلام يعيش أزمة في الوقت الراهن، وأن الوضع كان جيدا قبل ثلاثين سنة.
طبعا هذا كلام غير سليم لكنه يحتاج إلى توضيح.
الإسلام يعيش تحولا جوهريا في الوقت الراهن وليس أزمة، وهذا التحول العظيم دليل على الخروج من الأزمة التي كان يعيشها قبل ثلاثين عاما وأنت نازل إلى نهاية القرن التاسع عشر
أولى علامات التحول وغياب الأزمة أن رئيسا فرنسيا يقف أمام الميكروفون وعدسات الإعلام لكي يتحدث عن الإسلام. في الماضي كان رؤساء فرنسا يتكلمون عن المغرب والجزائر والأقدام السوداء وشمال إفريقيا، أما الذين كانوا يتحدثون عن الإسلام وأزماته فهم المستشرقون والباحثون خلف أسوار الجامعات ومراكز البحث. اليوم عندما يتدخل رئيس فرنسي ويخرج النقاش من خلف الأسوار إلى الساحة العمومية، فهذا يعني قوة الإسلام الذي فرض نفسه.
الأمر الثاني أن الإسلام اليوم لم يبق كما كان قبل ثلاثين سنة وأنت نازل، مجرد ديانة صورية للصلاة والجنائز بل أصبح هناك وعي لدى الجيل الجديد بأهميته في تنظيم الحياة، وتفسير الاستعمار القديم، وتحليل الجيوبوليتيك.
الأمر الثالث أن الصراعات التي يشهدها العالم الإسلامي ليس علامة على أزمة الإسلام، بل هي علامة على أزمة الاستعمار. اليوم هذه الصراعات تخيف قوى الاستعمار لأنها لم تستطع التحكم في حالة الفوضى، وقامت قوى جديدة لا تريد التحالف مع الاستعمار. السيد ماكرون لا يفهم في هذه الأمور ولا في تاريخه. عندما قامت الثورة الفرنسية قبل قرنين كانت علامة على أن المسيحية تعيش أزمة. كيف ولماذا؟ لأن الاقتتال الذي حصل كان هدفه التخلص من سلطان المسيحية وسلطة الكنيسة. لكن اليوم الأمر مختلف مع الإسلام. الاقتتال الذي نراه هدفه العودة الى سلطان الإسلام وسلطة المسجد.
إنها حالة فوضى لكنها فوضى تاريخية تثير التفاؤل. ألم يتفاءل هيغل بالفوضى الأوروبية بعد الثورة الفرنسية؟.
فما يراه ماكرون أزمة هي فعلا أزمة حقيقية، إنها أزمة فرنسا التي فقدت سلطة التحكم في مستعمراتها القديمة. والقادم أجمل.

لا توجد تعليقات:

للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.

أضف تعليقك