أنتلجنسيا المغرب: وصال . ل
صباح حزين ذاك الذي استقبلت فيه جهة
درعة تافيلالت نبأ وفاة أستاذة اللغة الفرنسية بأرفود، بعدما تعرضت لاعتداء شنيع
على يد أحد طلابها داخل فضاء من المفترض أن يكون آمناً، هذا الحادث المفجع لم يكن
سوى حلقة دامية أخرى في سلسلة العنف المتصاعد داخل المؤسسات التعليمية، والذي
يزداد استفحالاً في ظل تهميش ممنهج وتجاهل رسمي مريب.
المكتب الجهوي للجامعة الوطنية
للتعليم – التوجه الديمقراطي – أصدر بياناً نارياً توصلت "أنتلجنسيا
المغرب" بنسخة منه، عبّر فيه عن بالغ الأسى والحزن، مستنكراً الجريمة البشعة
التي أزهقت روح أستاذة كانت تؤمن برسالة التعليم، وسقطت ضحية لتواطؤ صامت مع واقع
ينذر بالانفجار في أية لحظة.
وفي لهجة حازمة، حمّل المكتب الجهوي
المسؤولية الكاملة للجهات الرسمية التي اختارت غضّ الطرف عن اتساع رقعة العنف في
المدارس، واعتبر أن غياب أي استراتيجية حقيقية لحماية نساء ورجال التعليم، لا يمكن
إلا أن يؤدي إلى ما هو أسوأ. البيان اعتبر أن هذا التراخي هو تواطؤ صريح مع
الفوضى، بل وخيانة صريحة لرسالة المدرسة العمومية.
رداً على هذا المصاب الجلل، دعا
المكتب كافة نساء ورجال التعليم في الجهة إلى خوض سلسلة من الأشكال الاحتجاجية،
بدءاً بوقفات إنذارية خلال فترات الاستراحة صباحاً ومساءً يومي الاثنين والثلاثاء،
تليها محطة تصعيدية عبر إضراب جهوي يوم الأربعاء، تعبيراً عن الغضب والحداد، وصرخة
في وجه كل من يستهين بكرامة الأساتذة وأمنهم.
تُظهر هذه المبادرات أن الجسم
التعليمي في درعة تافيلالت لا يقبل أن تمر هذه الجريمة مرور الكرام، كما يؤكد أن
الصمت لم يعد خياراً أمام استفحال العنف وسط الإحساس بالخذلان من طرف المؤسسات
التي من المفترض أن تحمي المربين لا أن تتركهم يواجهون مصيرهم وحدهم.
البيان كان أكثر من مجرد إعلان
احتجاجي، بل كان نداء استغاثة جماعي، وشهادة دامغة على حالة الانهيار التي يعيشها
التعليم العمومي، وعلى المجتمع أن يختار: إما أن يصون المدرسة ويكرم من فيها، أو
يواصل السير في نفق الخوف والدماء والعنف.
لا توجد تعليقات:
للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.
أضف تعليقك