أنتلجنسيا المغرب: فهد الباهي/م.إيطاليا
توصلت "أنتلجنسيا" ببيان يعتبر
بمثابة خطوة نضالية جديدة تعكس حجم الغضب والاحتقان داخل أوساط شريحة واسعة من
نساء ورجال التعليم، عقد "تنسيق المقصيين والمقصيات المتقاعدين والمزاولين من
الأثر الرجعي المالي والإداري لخارج السلم" لقاءً تناظرياً حاسماً مساء يوم
الخميس 3 أبريل 2025، لمواصلة معركة المطالبة باسترجاع الحقوق المسلوبة، وعلى
رأسها الترقية إلى خارج السلم بأثر رجعي مالي وإداري. اللقاء عرف نقاشاً معمقاً
حول مخرجات اجتماع 15 مارس وتقييم الوقفة التي نظمت أمام وزارة التربية الوطنية
يوم 20 مارس، وسط تأكيد جماعي على أن الأوضاع لم تعد تحتمل مزيداً من التسويف
والتجاهل.
الهيئات المكونة لهذا التنسيق
الرباعي، والتي تمثل أطيافاً مختلفة من المتقاعدين والمزاولين المقصيين من خارج
السلم، عبّرت بصوت واحد عن سخطها من حالة اللامبالاة التي تواجه بها الوزارة هذا
الملف الحارق، رغم وضوحه القانوني والأخلاقي.
فالاتفاق الموقع سنة 2011 ينص صراحة
على الترقية إلى خارج السلم، وهو ما لم يتم تفعيله بعد لشرائح واسعة من المستحقين،
الذين يعيشون اليوم تحت وطأة الإقصاء والتهميش.
في هذا السياق، أعلن التنسيق عن
برنامج نضالي وتواصلي تصعيدي، ينطلق بعقد ندوة صحفية يوم الأحد 20 أبريل على
الساعة الحادية عشرة صباحاً، يتبعها تنظيم ندوة فكرية في نفس اليوم، لتسليط الضوء
على الخلفيات السياسية والإدارية لهذا الحيف الممنهج، ثم تنظم وقفة وطنية احتجاجية
يوم السبت 26 أبريل أمام البرلمان، تتلوها مسيرة غاضبة نحو مقر الوزارة لإحياء
ذكرى اتفاق 26 أبريل 2011 المغدور.
الرسالة التي يوجهها التنسيق من خلال
هذا البرنامج، ليست فقط إلى الوزارة الوصية، بل إلى كل من يهمهم الأمر داخل
الدولة: إن سياسة الآذان الصماء قد ولّى زمنها، وإن المقصيين والمقصيات - وهم
الآلاف - قد قرروا خوض معركة الكرامة إلى نهايتها، مهما كلفهم الأمر.
لأن ما يُنتزع بالنضال لا يُمنح
بالمجاملة، وما لا يُحقق بالالتماس سيتحقق بالتصعيد والضغط المشروع.
التنسيق لم يكتف بالتنديد، بل دعا
كافة المتقاعدين والمزاولين المقصيين والمقصيات إلى التعبئة الشاملة للمشاركة
بكثافة في محطة 26 أبريل التي يعتبرها مفصلية ومصيرية، مؤكدين أن حضورهم الوازن
سيكون الرد الأبلغ على محاولات طمس هذا الملف العادل. كما وجّه نداء صريحاً إلى
الهيئات النقابية والحقوقية للانخراط الفعلي في معركة إعادة الاعتبار لهذه الفئة
التي أعطت الكثير للمدرسة العمومية، وتُجابه اليوم بالجحود.
البيان الصادر عقب اللقاء، لم يخف
امتعاضه من الطريقة التي تعاملت بها النقابات الخمس في رسالتها الأخيرة، التي وصفت
فيها ملف المقصيين بأنه "مطلب"، في حين يراه التنسيق "حقاً مبدئياً
غير قابل للتفاوض"، داعياً النقابات إلى تصحيح هذا الخطأ المفاهيمي،
والانحياز الفعلي إلى صف المتضررين، عبر الترافع الجاد والمسؤول إلى حين انتزاع
هذا الحق من بين أنياب البيروقراطية المتصلبة.
كما دعا التنسيق الرباعي مختلف
المنابر الإعلامية إلى مواكبة هذه المحطة، والتواجد يوم 20 أبريل في الندوتين
الصحفية والفكرية، ليكون الإعلام شريكاً في فضح هذا الظلم التاريخي، وإبراز صوت
المقصيين الذين سُرق منهم حقهم في وضح النهار، دون سند قانوني أو أخلاقي، غير منطق
الانتقائية والإقصاء الغامض.
الاحتجاجات المقبلة لا تُبشّر فقط
بمواصلة الضغط، بل تُمهد لتوسيع دائرة الغضب، إذ يخطط التنسيق لعقد لقاءات
تناظريّة عن بعد مع متقاعدين من مختلف جهات المملكة، لتقوية التنظيم، وتوحيد
الرؤى، واستثمار كل الأدوات الترافعية الممكنة، داخل الوطن وخارجه.
لأن ما يحدث اليوم، في نظرهم، هو خرق
سافر لمبدأ المساواة وتكافؤ الفرص، وضرب صريح لمكتسبات نضالية تاريخية.
وتحت شعار "متشبثون ومتشبثات
بحقنا في الترقية إلى خارج السلم بالأثر الرجعي المالي والإداري"، يؤكد
التنسيق أن لا تراجع ولا تهاون ولا تنازل، وأن كرامة نساء ورجال التعليم ليست ورقة
مساومة في يد أي جهة.
ويقول المقصيون/ات، فلا يمكن الحديث
عن إصلاح المدرسة العمومية في ظل هضم حقوق من أسسوها على مدى عقود.
وهكذا، يثبت المقصيون والمقصيات من
جديد أن التاريخ يُصنع من الميدان، وأن الحقوق لا تُستجدى، بل تُنتزع بعرق الجباه
وصوت الحناجر.
ومعركة خارج السلم بالأثر الرجعي
أصبحت رمزاً لمواجهة الظلم الإداري المزمن، ورسالة قوية لكل من يعتقد أن الزمن
كفيل بإسكات المطالب... فالصمت مات، والنضال عاد أقوى مما كان.
لا توجد تعليقات:
للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.
أضف تعليقك