أنتلجنسيا المغرب:حمان ميقاتي
شهدت مناطق شمال المغرب خلال هذه الأيام نهاية الأسبوع الجاري 23 فبراير الجاري 2025، تساقطات مطرية هامة أنعشت آمال الفلاحين، بعد فترة طويلة من الجفاف الذي أثّر على الموسم الفلاحي بشكل كبير، هذه الأمطار جاءت في توقيت حاسم ومهم حيث تساهم في تحسين مخزون الفرشات المائية، وتعزيز نمو النباتات، وتهيئة التربة لاستقبال الزراعات الربيعية التي أصبحت الخيار الأمثل لإنقاذ الموسم الفلاحي الحالي.
الفلاحون في مناطق مثل اللوكوس، تطوان، شفشاون، وطنجة، استبشروا خيرًا بهذه التساقطات، التي من شأنها أن تُنعش المحاصيل الزراعية المتضررة وتوفر الظروف الملائمة لزراعة محاصيل ربيعية واعدة، مثل الذرة، دوار الشمس، البقوليات والخضروات الموسمية. هذه المحاصيل قادرة على الاستفادة من الرطوبة المتجددة في التربة، مما يجعل من الضروري التحرك سريعًا لاستغلال هذه الفرصة.
تأخر الأمطار في بداية الموسم جعل العديد من الفلاحين يترددون في زراعة الحبوب، لكن الوضع الحالي يستدعي تغيير الاستراتيجية والتركيز على الزراعات الربيعية التي تحتاج إلى كميات أقل من المياه وتتوفر على مردودية عالية إذا ما تم الاعتناء بها بالشكل الصحيح. يُنصح الفلاحون بالاستفادة من برامج الدعم والمساعدات التقنية التي توفرها الدولة، إضافة إلى تبني أساليب حديثة في الري والتسميد لتحسين الإنتاجية.
إلى جانب ذلك، تشكل هذه التساقطات فرصة لإعادة إحياء المراعي، مما سينعكس إيجابيًا على قطاع تربية الماشية الذي عانى كثيرًا من نقص الموارد العلفية. ومع تحسن الغطاء النباتي، ستنخفض كلفة الأعلاف، مما سيمكن المربين من تجاوز بعض التحديات الاقتصادية التي واجهوها خلال الأشهر الماضية.
إن تحسن الظروف المناخية يستدعي من الفلاحين اتخاذ قرارات جريئة وسريعة، فالتساقطات المطرية الحالية لن تعوض ما فات لكنها تفتح نافذة أمل لإنقاذ ما تبقى من الموسم الفلاحي. المبادرة بزراعة المحاصيل الربيعية والاستفادة من هذه الموارد الطبيعية المتجددة ستضمن استمرار النشاط الفلاحي وتدعم الاقتصاد المحلي في المناطق القروية. في ظل التغيرات المناخية غير المتوقعة، يبقى التكيف السريع والاعتماد على استراتيجيات زراعية ذكية السبيل الوحيد لضمان الأمن الغذائي والاستدامة الفلاحية في المغرب.
لا توجد تعليقات:
للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.
أضف تعليقك