أنتلجنسيا المغرب: فهد الباهي/م.إيطاليا
اهتز الرأي العام المغربي اليوم على
وقع فضيحة مدوية بطلتها شركة "أورونج" للإتصالات، بعد أن انقطع صبيب
الإنترنت عن آلاف المشتركين، دون سابق إنذار، في مشهد عبثي كشف المستور وأسقط
القناع عن واقع لم يكن في الحسبان، الفضيحة جاءت بالتزامن مع انقطاع التيار
الكهربائي عن مناطق حدودية في إسبانيا والبرتغال وفرنسا، مما أظهر هشاشة النظام
الشبكي الذي تعتمد عليه الشركة بالمغرب.
بدلاً من توضيح رسمي محترم يليق بحجم
الكارثة، اكتفى مسؤولو "أورونج" بالتواصل مع الزبناء عبر رسالة صوتية
غريبة، تعلل الانقطاع بوجود عطب كهربائي في أوروبا، "جاي كحل ليها
عورها"، هذا الجواب الهزيل زاد من غضب المشتركين الذين اعتبروا أن المسألة
أخطر من مجرد عطب تقني، بل تمس سيادة الشبكات الوطنية وكرامة الزبون المغربي.
الطامة الكبرى ليست فقط في ضعف البنية
التحتية، بل في اكتشاف أن الشبكة المغربية لـ"أورونج" مربوطة بشكل مفضوح
بشبكات أوروبية، مما يجعل المعطيات والبيانات الشخصية لآلاف المغاربة في مهب الريح،
وغير أمنة، صورة "الكزة في المغرب والبطاين في أوروبا" باتت واقعاً
حقيقياً لا يقبل النقاش، حيث صارت الخصوصيات رهينة لشبكات خارج حدود الوطن.
هذا الوضع المقلق يثير تساؤلات خطيرة
حول مدى خضوع هذه الشركات لرقابة حقيقية من طرف السلطات الوطنية، ومدى احترامها
لدفاتر التحملات التي تلزمها بحماية المعطيات المحلية، فحين تصبح سيادة الشبكة
المغربية مرهونة بمولد كهرباء في أوروبا، فإن الخطر يتجاوز الانقطاع اللحظي ليصبح
تهديداً استراتيجياً للأمن المعلوماتي الوطني، خاصة ونحن على موعد مع تظاهرات رياضية
قارية وعالمية.
ما وقع اليوم لم يكن مجرد حادث عرضي،
بل كان صفعة مدوية للمسؤولين الذين يسمحون لهذه الشركات الأجنبية بتسيير قطاع حساس
بهذا القدر من الارتجال والتبعية، فضيحة اليوم يجب أن تفتح تحقيقاً شفافاً ومحاسبة
جريئة قبل أن تستفحل الأوضاع ويجد المغاربة أنفسهم عراة رقمياً أمام العالم.
في ظل هذه الفضيحة، لم يعد مقبولاً أن
تبقى شركات الاتصالات الكبرى تتلاعب بمصير الملايين دون حسيب أو رقيب، وعلى
السلطات أن تتدخل بحزم لإعادة الاعتبار لسيادة الشبكات الوطنية وحماية المواطن
المغربي من عبث لا ينتهي، عن طريق شباكت تحلب جيبه ولا تحترمه.
لا توجد تعليقات:
للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.
أضف تعليقك