الرباط:"صواريخ" من حناجر آلاف المحتجين والمناصرين للقضية الفلسطينية

الرباط:"صواريخ" من حناجر آلاف المحتجين والمناصرين للقضية الفلسطينية
ديكريبتاج / الأحد 06 أبريل 2025 - 12:21 / لا توجد تعليقات:

 أنتلجنسيا المغرب: أبو ملاك

في مشهد مهيب وهتافات مدوية، تحوّلت سماء العاصمة المغربية الرباط هذا الأحد 6 أبريل 2025 إلى فضاء يعجّ بـ"صواريخ" شعبية خرجت من حناجر آلاف المحتجين والمناصرين للقضية الفلسطينية، صواريخ معنوية أطلقتها جموع غاضبة من مختلف الشرائح، توحدت على قلب رجل واحد تحت سماء العاصمة الرباط، من أجل وقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، والتنديد بالإبادة المستمرة في حق المدنيين العزّل، من أطفال وشيوخ ونساء.

المسيرة انطلقت من ساحة "باب الأحد" التاريخية، شارك في الاطفال والنساء المغربيات إلى جانب وجوه بارزة في الساحة الحقوقية والسياسية، وسارت نحو مقر البرلمان، في خطٍّ مستقيم يعكس وضوح الموقف الشعبي المغربي، المناهض للتطبيع والمندد بالجرائم اليومية التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي.

رفعت فيها الاعلام الفلسطينية والشعارات بقوة، وغابت كل الحساسيات الحزبية والعقائدية، ليتقدم الصفوف علم فلسطين وصوت القضية، وتختفي خلفها كل الرايات الأخرى.

رسالة المحتجين كانت صريحة ومباشرة: "لا صمت بعد اليوم على الإبادة".

الهتافات لم تترك مجالاً للّبس، فقد طالت كل من يقف صامتاً أو متواطئاً، ونددت بتراجع الدول الراعية للهدنة الأخيرة، مصر وقطر والولايات المتحدة، والتي لم تستطع كبح جماح العدوان الصهيوني، الذي استمر في خرقه لكل المعاهدات الدولية، مستهدفاً الأحياء السكنية والمناطق المدنية المحرّمة دولياً.

صوت الشارع المغربي أكد أن ما يجري في غزة ليس سوى تطهير عرقي ممنهج، تُمارَس فصوله يومياً على مرأى ومسمع من العالم، وسط صمت دولي مخزٍ.

فالعنف المسلّح الذي تتعرض له غزة لا يندرج تحت خانة الردود العسكرية، بل هو اعتداء سافر على الوجود الإنساني ذاته، يُنفذ بآلة دموية لا تفرق بين طفل وامرأة، ولا بين بيت ومدرسة.

وفي الوقت الذي تكتفي فيه الجامعة العربية بإصدار بيانات الشجب، خرج مجلس علماء المسلمين بفتوى تدعو للجهاد نصرةً للشعب الفلسطيني، لتطرح الشعوب تساؤلات مريرة عن جدوى قمم القادة العرب الذين يكتفون بالصمت أو التواطؤ، تاركين غزة تواجه مصيرها وحيدة، بينما تنزف الأرواح تحت أنقاض البيوت المقصوفة.

صوت الشعب المغربي اليوم كان عالياً وواضحاً، يرفض كل أشكال التواطؤ والتطبيع، ويؤكد أن القضية الفلسطينية لا تزال حية في وجدان الشعب، وإنها رسالة من الرباط إلى العالم: فلسطين ليست وحدها، وغزة ليست وحدها... والكرامة لا تُقايض، ولا تُساوَم.

لا توجد تعليقات:

للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.

أضف تعليقك