أنتلجنسيا المغرب:أبو فراس
شهدت الأسواق المغربية، خلال الأيام الأخيرة، تراجعًا ملحوظًا في أسعار الأضاحي، بعد انتشار أنباء عن احتمال إلغاء عيد الأضحى المقبل في المغرب. هذه الأخبار، التي لم يصدر بشأنها أي تأكيد رسمي، أثارت حالة من الارتباك في صفوف المربين والوسطاء وحتى المستهلكين، مما أدى إلى زيادة العرض بشكل غير مسبوق في الأسواق، مقابل انخفاض في الطلب، وهو ما ساهم في هبوط الأسعار بشكل كبير.
إشاعات تهز سوق الماشية
انتشرت الشائعات عبر وسائل التواصل الاجتماعي، مدعية أن الحكومة المغربية تفكر في إلغاء الاحتفال بعيد الأضحى هذه السنة، بسبب تداعيات الغلاء وارتفاع تكلفة المعيشة، إضافة إلى أزمة ندرة المياه التي تؤثر على القطاع الفلاحي بشكل عام. ومع غياب أي نفي رسمي سريع لهذه الأنباء، تضاعفت المخاوف لدى مربي الماشية، الذين وجدوا أنفسهم مضطرين إلى طرح أعداد كبيرة من الخرفان في الأسواق، خوفًا من تكبد خسائر فادحة إذا ما تأكدت هذه الادعاءات.
تكدس غير مسبوق للخرفان في الأسواق
مباشرة بعد انتشار الشائعات، لاحظ المواطنون زيادة غير مسبوقة في أعداد رؤوس الأغنام المعروضة للبيع، خاصة في الأسواق الأسبوعية الكبرى مثل سوق الخميس بسيدي بنور، وسوق السبت بالفقيه بن صالح، وسوق الأحد بالدار البيضاء. كما أكدت تقارير ميدانية أن الأسعار انخفضت بأكثر من 30% مقارنة بالفترة نفسها من السنة الماضية، إذ باتت بعض السلالات المتوسطة تُباع بأثمنة غير معهودة.
المربون بين المطرقة والسندان
يواجه مربو الماشية وضعًا غير مسبوق، حيث تسببت المخاوف من الإلغاء في تعثر عمليات البيع والشراء، وأدت إلى اختلال واضح في التوازن بين العرض والطلب. عدد من الكسّابة أكدوا أن استمرار هذه الأوضاع قد يضطرهم إلى بيع الأضاحي بأقل من تكلفة تربيتها، مما سيؤدي إلى خسائر جسيمة للقطاع، خاصة في ظل الارتفاع القياسي لأسعار الأعلاف.
عبد الله، أحد المربين من نواحي بني ملال، صرّح قائلاً:
"نحن في وضع صعب.. بدأنا نطرح الخرفان في الأسواق بكميات كبيرة حتى لا نتكبد خسائر، لكن انخفاض الأسعار بهذا الشكل يضرّ بنا كثيرًا. الحكومة مطالبة بالتوضيح حتى لا نستمر في هذه الضبابية."
هل هناك نية حكومية لإلغاء العيد؟
رغم كل التكهنات، لم يصدر أي بلاغ رسمي من الحكومة أو وزارة الفلاحة يؤكد أو ينفي إمكانية إلغاء العيد، وهو ما يزيد من حالة الارتباك في الأسواق. غير أن بعض الخبراء الاقتصاديين يرون أن المغرب، حتى في فترات الأزمات الاقتصادية السابقة، لم يسبق أن لجأ إلى إلغاء عيد الأضحى، نظراً لأبعاده الاجتماعية والدينية العميقة.
كما أشار بعض المحللين إلى أن الدولة قد تتخذ إجراءات دعم للقطاع الفلاحي بدلًا من إلغاء العيد، مثل تقديم دعم مباشر لمربي الماشية، أو توفير الأعلاف بأسعار مدعمة لتخفيف وطأة الأزمة عليهم.
المواطنون بين التخوف والترقب
على الجانب الآخر، يعيش المستهلك المغربي حالة من الترقب، فبينما يرى البعض أن هذه الأزمة قد تكون فرصة للحصول على أضحية بسعر مناسب، يخشى آخرون أن تكون مجرد موجة مؤقتة، يعقبها ارتفاع مفاجئ في الأسعار بمجرد اقتراب العيد.
حسن، أحد المواطنين الذين كانوا يتجولون في سوق الدار البيضاء، قال:
"الأسعار في المتناول اليوم، لكن لا نعرف هل ستستمر على هذا النحو، أم أنها سترتفع فجأة إذا ما تبين أن العيد قائم لا محالة."
مستقبل السوق في ظل الغموض
يبقى الوضع مفتوحًا على كل السيناريوهات، فإما أن تخرج الحكومة ببيان واضح يحسم الجدل، أو أن تستمر حالة عدم اليقين، مما قد يؤدي إلى مزيد من الاضطراب في سوق الماشية. وبغض النظر عن القرار النهائي، فإن هذه الأزمة أظهرت مدى هشاشة قطاع تربية الماشية في المغرب، ومدى تأثره بسرعة بأي إشاعة غير مؤكدة، وهو ما يستدعي إعادة النظر في استراتيجيات دعم هذا القطاع الحيوي.
في انتظار توضيحات رسمية، يبقى السؤال الأهم: هل ستنجح الحكومة في إعادة الاستقرار إلى سوق الأضاحي قبل حلول عيد الأضحى؟
لا توجد تعليقات:
للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.
أضف تعليقك