العلاقات المغربية الإسبانية..شراكة متجاوزة للأرقام

أنتلجنسيا المغرب:إدارة النشر

أكد وزير الخارجية الإسباني، خوسيه مانويل ألباريس، اليوم الجمعة 20 دجنبر الجاري، أن العلاقات بين المغرب وإسبانيا بلغت مستوى غير مسبوق من التعاون والتفاهم، مشددًا على أنها تعيش أفضل لحظاتها على كافة المستويات. جاء ذلك خلال تصريحات أدلى بها ألباريس في لقاء صحافي عقب اجتماعات رفيعة المستوى عقدت بين مسؤولي البلدين في مدريد.

شراكة استراتيجية متينة

وصف ألباريس الشراكة بين المغرب وإسبانيا بأنها نموذج للتعاون البناء في المنطقة المتوسطية. وأكد أن العلاقات بين البلدين شهدت تطورًا ملحوظًا منذ توقيع الإعلان المشترك في أبريل 2022، عقب زيارة رئيس الحكومة الإسبانية، بيدرو سانشيز، إلى الرباط ولقائه بجلالة الملك محمد السادس. وأشار إلى أن هذا الإعلان أسس لخارطة طريق طموحة عززت التعاون في قطاعات حيوية مثل الاقتصاد، الأمن، والهجرة.

إنجازات دبلوماسية واقتصادية

أشاد وزير الخارجية الإسباني بالنتائج المثمرة لهذه الشراكة، حيث سجل التبادل التجاري بين البلدين أرقامًا قياسية، مما جعل المغرب الشريك التجاري الأول لإسبانيا في إفريقيا والثالث خارج الاتحاد الأوروبي. وأكد أن حجم التبادلات التجارية تجاوز 20 مليار يورو سنويًا، مع تزايد الاستثمارات الإسبانية في المغرب في مجالات الطاقة المتجددة، البنية التحتية، والصناعة.

التعاون الأمني والهجرة

على صعيد التعاون الأمني، وصف ألباريس الشراكة مع المغرب بأنها "حصن منيع" ضد التحديات الأمنية في المنطقة. وأشاد بالدور الفعال الذي يلعبه المغرب في مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة، بالإضافة إلى الجهود المشتركة في إدارة ملف الهجرة. وذكر أن التنسيق بين البلدين ساهم بشكل كبير في تقليص تدفقات الهجرة غير الشرعية عبر البحر الأبيض المتوسط.

القضايا الإقليمية والدولية

فيما يتعلق بالقضايا الإقليمية، أكد ألباريس أن التنسيق بين الرباط ومدريد يمتد إلى الملفات الدولية الكبرى، بما في ذلك الاستقرار في منطقة الساحل وتعزيز التعاون بين أوروبا وإفريقيا. كما أشار إلى دعم إسبانيا لمقترح الحكم الذاتي الذي تقدم به المغرب لحل نزاع الصحراء، معتبرًا إياه الأساس الأكثر جدية وواقعية للتوصل إلى حل سياسي دائم.

آفاق المستقبل

وفي ختام تصريحاته، شدد ألباريس على أن العلاقات المغربية-الإسبانية تحمل آفاقًا واعدة للمزيد من التعاون. وأعرب عن تطلعه لتعزيز هذه الشراكة في المستقبل من خلال تنفيذ المشاريع المشتركة في إطار التعاون الثلاثي بين المغرب وإسبانيا والاتحاد الأوروبي.

إجماع على النجاح

يأتي تأكيد ألباريس في سياق إشادات متتالية من مسؤولين ومحللين دوليين بنجاح التجربة المغربية-الإسبانية في بناء نموذج متقدم من التعاون الإقليمي. ويُنتظر أن تكون هذه الشراكة منصة لتعزيز الاستقرار والتنمية في منطقة المتوسط والقارة الإفريقية.