صفقة تحلية المياه بالدار البيضاء..تنازع المصالح يُعيد النقاش حول أخلاقيات السلطة

صفقة تحلية المياه بالدار البيضاء..تنازع المصالح يُعيد النقاش حول أخلاقيات السلطة
ديكريبتاج / الخميس 19 دجنبر 2024 11:45:00 / لا توجد تعليقات:


أنتلجنسيا المغرب:إدارة النشر

صفقة تثير الجدل والنقاش العمومي

مع الإعلان عن فوز مجموعة اقتصادية محسوبة على رئيس الحكومة بصفقة تحلية مياه البحر بالدار البيضاء بمبلغ يقدر بحوالي 650 مليار سنتيم، اشتعلت موجة من النقاش السياسي والقانوني حول قضية تنازع المصالح واستغلال مواقع المسؤولية العمومية لتحقيق امتيازات اقتصادية. هذه القضية تسلط الضوء على إشكاليات عميقة مرتبطة بتخليق الحياة العامة، وحماية المؤسسات من تضارب المصالح، وتعزيز حكم القانون.

1. تفاصيل الصفقة المثيرة للجدل

مشروع تحلية مياه البحر بالدار البيضاء

يهدف المشروع إلى معالجة تحديات ندرة المياه التي تواجه جهة الدار البيضاء الكبرى، وتوفير حلول مستدامة لتلبية احتياجات السكان.

  • القيمة الإجمالية: الصفقة تُقدّر بـ650 مليار سنتيم.
  • المستفيد: شركة محسوبة على رئيس الحكومة، عزيز أخنوش.

الملابسات التي أثارت الجدل

  • استحواذ شركة تابعة لرئيس الحكومة على المشروع دفع العديد من الأصوات إلى التساؤل عن مدى احترام مبادئ الشفافية والمنافسة العادلة.
  • اعتبار هذه الصفقة مثالاً واضحًا على تنازع المصالح بين المسؤوليات الحكومية والمصالح الشخصية.

2. الإطار الدستوري والقانوني لتنازع المصالح

الدستور المغربي والفصل 36

ينص الفصل 36 من دستور المملكة المغربية على منع استغلال مواقع السلطة والمسؤولية لتحقيق مكاسب شخصية، كما يحظر تضارب المصالح ويشدد على ضرورة حماية المال العام.

  • هذه الصفقة تُطرح كنموذج حقيقي لتفعيل مقتضيات الفصل 36 ومساءلة المتورطين.

القانون الجنائي والفصل 245

ينص الفصل 245 من القانون الجنائي المغربي على تجريم أي مسؤول عمومي يستغل وظيفته لتحقيق مصالح شخصية أو يمتنع عن اتخاذ قرارات تعارض مصالحه الخاصة.

  • هل تدخل هذه الصفقة ضمن دائرة التجريم القانوني؟

القوانين المنظمة للمنافسة والصفقات العمومية

  • قانون الصفقات العمومية يُلزم بإجراء مناقصات شفافة وعادلة لضمان تكافؤ الفرص بين جميع الأطراف.
  • أثارت الصفقة تساؤلات حول مدى التزام الحكومة بالقوانين المعمول بها في منح هذا النوع من المشاريع الكبرى.

3. أبعاد النقاش السياسي والأخلاقي

غياب الشفافية والمساءلة

  • ما أثار الغضب أكثر هو غياب تصريحات رسمية تبرر فوز الشركة بهذه الصفقة.
  • اعتبر العديد من المهتمين أن القضية تعكس ضعف آليات الشفافية والرقابة في تدبير المال العام.

إشكالية التداخل بين السياسة والاقتصاد

  • تمتلك النخب السياسية في المغرب، بما في ذلك رئيس الحكومة، علاقات مباشرة مع قطاعات اقتصادية حساسة.
  • النقاش هنا يتعدى قضية الصفقة ليُسلط الضوء على إشكالية أعمق تتمثل في تداخل المصالح السياسية مع الأنشطة الاقتصادية.

أخلاقيات العمل الحكومي

  • هل يمكن لمسؤول حكومي يحمل مصالح اقتصادية كبرى أن يفصل بين مسؤوليته العمومية ومصالحه الشخصية؟
  • هذه القضية تُبرز الحاجة إلى تبني مدونة أخلاقيات ملزمة تحدد بوضوح حدود العلاقة بين المسؤولية السياسية والمصالح الاقتصادية.

4. ردود الأفعال والمواقف

المعارضة: الدعوة إلى تحقيق شفاف

  • طالبت أحزاب المعارضة بفتح تحقيق شامل ومستقل للكشف عن ملابسات الصفقة.
  • دعت إلى مراجعة الإطار القانوني لضمان عدم تكرار مثل هذه الحالات.

المجتمع المدني: تعزيز الرقابة الشعبية

  • أطلق عدد من الجمعيات والمنظمات المدنية نداءات لإجراء نقاش عمومي حول القضية.
  • دعوة لإصلاح منظومة الصفقات العمومية بما يعزز الشفافية.

رد الحكومة: صمت يثير التساؤلات

  • التزمت الحكومة الصمت في مواجهة هذه الانتقادات، مما زاد من الشكوك حول نزاهة العملية.
  • اكتفى رئيس الحكومة بإشارات عامة حول احترام القوانين دون تقديم توضيحات مفصلة.

5. تداعيات القضية على ثقة المواطنين

فقدان الثقة في النخب السياسية

  • يرى العديد من المغاربة أن هذه القضية تعمق أزمة الثقة بين المواطن والنخب الحاكمة.
  • استمرار مثل هذه الأحداث يهدد بزيادة الإحباط الشعبي تجاه المؤسسات.

انعكاسات على الاستثمار والتنمية

  • يُعتبر غياب الشفافية والعدالة في منح الصفقات عاملًا طاردًا للمستثمرين.
  • هذه القضية قد تؤثر سلبًا على سمعة المغرب كمركز للاستثمار الأجنبي.

6. الحلول المقترحة لتجنب تنازع المصالح

إصلاح المنظومة القانونية

  • تعديل القوانين المتعلقة بالصفقات العمومية لضمان شفافية أكبر.
  • تفعيل مقتضيات الفصل 36 من الدستور بشكل عملي.

تعزيز دور مؤسسات الرقابة

  • منح الهيئات الرقابية، مثل المجلس الأعلى للحسابات، سلطات أوسع للتحقيق في مثل هذه القضايا.
  • نشر تقارير مفصلة عن الصفقات الكبرى لضمان الشفافية.

اعتماد مدونة سلوك حكومية

  • إلزام المسؤولين الحكوميين بالإفصاح عن مصالحهم الاقتصادية.
  • فرض عقوبات صارمة على حالات تنازع المصالح.

خاتمة: بين المساءلة والإصلاح

قضية صفقة تحلية مياه البحر بالدار البيضاء ليست مجرد حادثة معزولة، بل هي مؤشر على تحديات أعمق تواجه منظومة الحكم في المغرب. إذا كانت الحكومة جادة في تعزيز حكم القانون وتخليق الحياة العامة، فإن هذه القضية يجب أن تكون نقطة انطلاق لنقاش وطني شامل حول تنازع المصالح ودور المؤسسات في حماية المال العام.

هل ستكون هذه القضية بداية لإصلاح حقيقي؟ أم أن الغموض سيظل سيد الموقف؟

لا توجد تعليقات:

للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.

أضف تعليقك