"البام" في مفترق الطرق..هل دقت ساعة الانهيار أم أن الصراع الداخلي هو محض إعادة ترتيب أوراق؟

"البام" في مفترق الطرق..هل دقت ساعة الانهيار أم أن الصراع الداخلي هو محض إعادة ترتيب أوراق؟
ديكريبتاج / الجمعة 01 نوفمبر 2024 12:29:03 / لا توجد تعليقات:

intelligentcia-أنتلجنسيا في سياق المشهد السياسي المغربي المتقلب، يبرز حزب الأصالة والمعاصرة كأحد اللاعبين الرئيسيين الذين تمكنوا من ترك بصمة قوية منذ تأسيسه سنة 2008. بفضل إيديولوجيته الفريدة التي تجمع بين الحفاظ على التراث والانفتاح على المعاصرة، استقطب الحزب شخصيات وازنة من مختلف المجالات، وجعل من نفسه خصمًا شرسًا في الساحة السياسية. لكن، في الفترة الأخيرة، بدأت تتسرب أخبار عن صراعات داخلية وخلافات حادة بين أعضاء الحزب، لدرجة باتت هذه النزاعات تتداول في العلن. وهو ما يطرح عدة تساؤلات: هل الحزب يسير نحو انهيار سياسي تدريجي، أم أن ما نراه هو مجرد عملية إعادة ترتيب داخلية؟ وهل هناك أطراف خارجية تسعى لتأجيج هذه الصراعات لأغراض سياسية؟ تراكمات داخلية تخرج للعلن منذ نشأته، كان الأصالة والمعاصرة يعتبر مشروعًا سياسيًا يهدف إلى خلق توازن في الساحة السياسية المغربية، ومواجهة التيارات الإسلامية والمعتدلة الأخرى التي كانت تسيطر على المشهد. ومع مرور الوقت، حقق الحزب عدة نجاحات انتخابية وجذب إليه قاعدة كبيرة من الناخبين، بالإضافة إلى عدد كبير من النخب السياسية. ولكن، رغم هذا النجاح، كانت هناك خلافات داخلية تتراكم في الخفاء. هذه الخلافات بدأت الآن تظهر للعلن بشكل واضح، مما يجعلنا نتساءل: لماذا في هذا التوقيت بالذات؟ الصراعات الداخلية التي تتسرب اليوم تعكس تباينًا كبيرًا في الرؤى داخل الحزب حول مستقبله السياسي، وأيضًا حول الأدوار القيادية فيه. هناك جناح يطالب بتجديد القيادات وضخ دماء جديدة، وجناح آخر يفضل الحفاظ على الوضع القائم وتجنب أي تغيير جذري قد يؤثر على استقرار الحزب. التوقيت: هل هو محض صدفة؟ توقيت خروج هذه النزاعات إلى العلن ليس اعتباطيًا. نحن على مقربة من استحقاقات انتخابية جديدة، وهناك محاولات من مختلف الأحزاب السياسية لإعادة تموضعها وتعزيز مواقعها استعدادًا لهذه المحطات الحاسمة. في هذا السياق، يظهر أن هناك صراعات داخلية على النفوذ والتموقع داخل الحزب، لا سيما مع اقتراب التحضير للتفاوض حول التحالفات السياسية والتوجهات الاستراتيجية للمرحلة المقبلة. كما أن ظهور هذه الصراعات في هذا الوقت الحساس قد يعكس محاولة بعض الأعضاء لفرض أنفسهم في المشهد، في وقت بات الحزب يعاني من فقدان بريقه مقارنة بما كان عليه في سنواته الذهبية. صراع الأجنحة: بين الحفاظ على الاستمرارية والتجديد لا يمكن فهم ما يحدث داخل حزب الأصالة والمعاصرة دون النظر إلى الصراع الكبير بين الأجنحة المتنافسة داخله. هناك جناح يتبنى رؤية تقليدية ويدافع عن القيادة الحالية ويرى أنها الأفضل للحفاظ على الاستقرار السياسي داخل الحزب. بينما هناك جناح آخر، يغلب عليه الطابع الإصلاحي، يطالب بتجديد القيادة وضخ دماء جديدة قادرة على تكييف الحزب مع التحديات السياسية والاجتماعية المتغيرة في المغرب. هذا الصراع حول التوجهات الاستراتيجية للحزب يجعل من الصعب التوصل إلى توافق داخلي، خاصة مع تزايد حدة الانتقادات والمناوشات الإعلامية بين أقطاب الحزب. هذه الديناميكية تجعلنا أمام سؤال جوهري: هل سيتمكن الحزب من تجاوز هذه الخلافات الداخلية، أم أن هذه الصراعات ستؤدي في النهاية إلى انشقاقات أكبر؟ هل هناك تأثير خارجي؟ في السياسة، الصراع الداخلي ليس دائمًا محض صدفة أو نتيجة خلافات داخلية فقط. هناك دائمًا أطراف خارجية تستغل هذه النزاعات لأغراضها السياسية الخاصة. في حالة حزب الأصالة والمعاصرة، قد يكون هناك دور لأطراف منافسة تسعى لاستغلال هذا التصدع لتعزيز مواقعها في الساحة السياسية. خروج النزاعات الداخلية إلى العلن قد يكون أيضًا جزءًا من خطة ممنهجة لتفكيك الحزب من الداخل، أو لإضعافه استعدادًا للانتخابات المقبلة. الأحزاب المنافسة قد ترى في ضعف الأصالة والمعاصرة فرصة لتوسيع قاعدتها الانتخابية، خاصة في المناطق التي كان يتمتع فيها الحزب بنفوذ قوي. ماذا عن المستقبل؟ مع كل هذه الديناميكيات والصراعات الداخلية، يبدو أن حزب الأصالة والمعاصرة يمر بمرحلة حرجة قد تحدد مستقبله السياسي. إذا لم يتمكن الحزب من تجاوز خلافاته الداخلية، فقد يكون أمامه سيناريو الانهيار التدريجي، وهو ما سيؤثر بشكل كبير على توازن القوى في الساحة السياسية المغربية. في المقابل، إذا تمكن الحزب من إعادة ترتيب أوراقه وتوحيد صفوفه، فقد يعود بقوة إلى الساحة كقوة سياسية مؤثرة، خاصة مع اقتراب الاستحقاقات الانتخابية. ولكن، يبقى السؤال المطروح: هل يستطيع الحزب استعادة وحدته قبل فوات الأوان، أم أن النزاعات الداخلية ستدفع به نحو التفكك والانهيار؟ الأيام المقبلة ستكون حاسمة في الإجابة عن هذا السؤال، لكن المؤكد هو أن حزب الأصالة والمعاصرة يقف أمام تحدٍ كبير قد يكون الأصعب في تاريخه.

لا توجد تعليقات:

للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.

أضف تعليقك