أنتلجنسيا المغرب: أبو دعاء
ليلة حالكة عاشتها مدن أبي الجعد،
وادي زم، وقصبة تادلة، بعد أن اجتاحت السيول أحياءها، وحوّلت شوارعها إلى مجاري
مائية، غمرت المنازل والدكاكين، وفرضت على الساكنة عزلة تامة وسط الخوف والترقب.
تساقطات رعدية قوية تسببت في اختناق الطرق وانهيار كل ما تبقى من وهم “البنية
التحتية” التي طالما رُوج لها في خطب المناسبات.
المشهد الصادم لم يكن مفاجئاً
للمتابعين، فكل شيء كان يُنذر بكارثة تنتظر أول الغيث. فشل المجالس المنتخبة في
الاستجابة للتقارير السابقة، وغياب أي خطة استباقية، عمّقا جراح المدن التي اعتادت
الغرق عند أول زخات. الإهمال بلغ ذروته في غياب قنوات تصريف صالحة، وتحول الأحياء
إلى مناطق منكوبة بمجرد أن انحبست السحب فوقها لساعات.
وسط هذا الخراب، لا يسع الساكنة إلا
التذكير بالمفارقة المحزنة: الملايين تُهدر سنوياً على مهرجانات البهرجة الصيفية،
بينما لا يجد المواطن حذاءً يعبر به برك المطر. بين الإسفلت المهترئ والمراكز
الصحية المهجورة، يتجلى واقع تنموي مختل لا يعترف بأولوية الإنسان، بل يركع فقط
أمام عدسات الكاميرات والفرق الموسيقية.
لا توجد تعليقات:
للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.
أضف تعليقك