انهيار القيم وهوس الشهرة والمال ظاهرة مقلقة تهز المجتمع المغربي

انهيار القيم وهوس الشهرة والمال ظاهرة مقلقة تهز المجتمع المغربي
مجتمع / الخميس 03 أبريل 2025 - 18:00 / لا توجد تعليقات:

أنتلجنسيا المغرب:فهد الباهي/م.إيطاليا

في ظاهرة دخيلة على التقاليد المغربية الأصيلة، انتشرت مؤخراً سلوكيات غريبة بين بعض الأزواج الذين حولوا حياتهم الخاصة إلى محتوى على منصات السوشيال ميديا، مقدمين زوجاتهم بملابس جريئة لا تمت بصلة لقيم الحياء والاحتشام التي طالما عُرف بها المغاربة.

 هذه السلوكيات لم تعد حالات فردية، بل أصبحت اتجاهاً يثير الجدل حول مدى تأثير المال والشهرة على المبادئ والقيم الأخلاقية.

وبدل أن تبقى العلاقات الزوجية مبنية على الاحترام والتقدير المتبادل، تحولت في بعض الحالات إلى وسيلة لتحقيق المشاهدات وجني الأرباح، حيث يظهر بعض الرجال وهم يتباهون بزوجاتهم بطريقة فجة تستعرض تفاصيل أجسادهن، ضاربين بعرض الحائط ما تبقى من القيم الاجتماعية التي تربت عليها الأجيال السابقة.

هذه الممارسات تجعل الكثيرين يصنفون هؤلاء ضمن خانة لا تمت للرجولة بصلة.

ورغم أن المسؤولية الكبرى تقع على عاتق هؤلاء الرجال الذين اختاروا طواعية تقمص أدوار لا تشرفهم، فإن الجهات المسؤولة أيضاً تتحمل جزءاً من المسؤولية، إذ بات من الضروري فرض قوانين صارمة على محتوى السوشيال ميديا، لمنع الانحدار المستمر في نوعية المحتوى المعروض، والذي بات يكرس مفاهيم دخيلة على المجتمع المغربي.

إن السوشيال ميديا والربح السريع جعلا البعض يتنكرون لجذورهم وللأخلاق التي ميزت المغاربة لعقود طويلة.

المجتمع المغربي كان ولا يزال مجتمعاً منفتحاً، لكنه لم يكن يوماً مجتمعاً متحللاً من القيم، فهناك فرق شاسع بين الانفتاح الواعي والانحدار الذي نراه اليوم في بعض المنصات.

هذه الظاهرة تطرح تساؤلات كبرى حول مستقبل القيم الأخلاقية في ظل هيمنة ثقافة الاستعراض على حساب المبادئ، فهل أصبح المال والشهرة قادرين على إسقاط ما تبقى من الحياء والوقار؟

أم أن المجتمع قادر على التصدي لهذا المد الجارف قبل أن يتحول إلى قاعدة يصعب تغييرها؟

لا توجد تعليقات:

للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.

أضف تعليقك