المنتخب المغربي يصنع التاريخ في تصنيف الفيفا ويقترب من نادي العشرة الكبار

المنتخب المغربي يصنع التاريخ في تصنيف الفيفا ويقترب من نادي العشرة الكبار
رياضة / السبت 22 مارس 2025 - 20:43 / لا توجد تعليقات:

أنتلجنسيا المغرب:لبنى مطرفي

في إنجاز تاريخي غير مسبوق، واصل المنتخب المغربي لكرة القدم زحفه نحو القمة بارتقائه إلى المركز الثاني عشر في التصنيف العالمي الجديد الصادر عن الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا). هذه القفزة النوعية تعكس العمل الجاد والتطور الكبير الذي شهده أسود الأطلس خلال السنوات الأخيرة، ليقتربوا أكثر من الانضمام إلى نادي العشرة الأوائل على مستوى العالم.

التصنيف الجديد الذي حافظت فيه الأرجنتين على عرش الصدارة، متبوعة بفرنسا وإسبانيا وإنجلترا، جاء ليؤكد المكانة المتنامية للمنتخب المغربي كواحد من أقوى الفرق في الساحة الكروية العالمية. هذا الصعود لم يأت من فراغ، بل هو ثمرة مجهودات جبارة سواء على المستوى الفني أو التكتيكي أو حتى الإداري، حيث بات المغرب نموذجًا يُحتذى به في كيفية بناء منتخب قوي ينافس الكبار ويحقق الإنجازات.

الإنجاز التاريخي للمنتخب المغربي في مونديال قطر 2022، حيث أصبح أول منتخب عربي وإفريقي يصل إلى نصف نهائي كأس العالم، كان له دور محوري في رفع تصنيفه العالمي، لكن الاستمرار في تحقيق نتائج إيجابية في المباريات الرسمية والودية عزز من مكانته ضمن النخبة الكروية العالمية. الانتصارات الأخيرة على منتخبات من العيار الثقيل والمستوى الثابت الذي يقدمه اللاعبون جعلت أسود الأطلس يحصدون المزيد من النقاط في التصنيف، ما مكّنهم من تحقيق هذا التقدم اللافت.

ما يميز هذا الجيل من المنتخب المغربي هو التجانس الكبير بين عناصره، بقيادة المدرب الوطني وليد الركراكي، الذي استطاع أن يخلق مجموعة متماسكة قادرة على مقارعة أقوى المنتخبات العالمية. الأداء الدفاعي الصلب، القوة البدنية، والسرعة في الهجمات المرتدة، كلها عوامل جعلت من أسود الأطلس خصمًا عنيدًا يخشاه الجميع. وبالإضافة إلى التألق الفردي لنجوم المنتخب في مختلف الدوريات الأوروبية، هناك عمل كبير على مستوى البنية التحتية وتطوير المواهب، مما يعزز من مكانة الكرة المغربية على المدى الطويل.

ما يثير الحماس أكثر هو أن هذا الترتيب ليس نهاية الطموح، بل مجرد خطوة أخرى في مسار الصعود نحو القمة. الجماهير المغربية باتت تطمح لرؤية منتخبها ضمن العشرة الأوائل عالميًا، وهو هدف يبدو في المتناول بالنظر إلى الديناميكية التي يشتغل بها الفريق الوطني. مع اقتراب الاستحقاقات القارية والدولية المقبلة، سيكون أمام أسود الأطلس فرصة جديدة لتأكيد جدارتهم والاستمرار في تسلق المراتب العالمية.

هذا الصعود التاريخي يثبت أن المغرب لم يعد مجرد منافس إقليمي أو قاري، بل أصبح قوة كروية عالمية تفرض احترامها في كل المحافل. وما دام المنتخب المغربي يسير بهذا النسق، فإن الحلم بدخول قائمة العشرة الأوائل ليس بعيدًا، بل هو أقرب من أي وقت مضى.

الشارع الرياضي المغربي يعيش لحظات من الفخر والاعتزاز بهذا الإنجاز، لكنه يدرك أن التحديات المقبلة ستكون أصعب، وأن الحفاظ على هذا المستوى يتطلب المزيد من العمل والتضحيات. ومع تضافر الجهود بين اللاعبين، الطاقم الفني، الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، والجماهير العاشقة، فإن كل شيء ممكن، وربما نشهد في المستقبل القريب أسود الأطلس يقتحمون قائمة العشرة الأوائل عالميًا، بل ولمَ لا، يقتربون أكثر من القمة في تصنيف الفيفا.



لا توجد تعليقات:

للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.

أضف تعليقك