عندما يصبح ريال مدريد دولة داخل الدولة..بيريز يمهد لسيطرة مطلقة على الكرة الإسبانية!

عندما يصبح ريال مدريد دولة داخل الدولة..بيريز يمهد لسيطرة مطلقة على الكرة الإسبانية!
رياضة / الجمعة 21 فبراير 2025 - 15:51 / لا توجد تعليقات:

أنتلجنسيا المغرب:أبو جاسر

في خطوة تُثير الكثير من الجدل والتساؤلات حول مستقبل الكرة الإسبانية ونزاهة المنافسة، يواصل فلورنتينو بيريز، رئيس ريال مدريد، نسج خيوطه داخل هياكل كرة القدم الإسبانية، ليجعل من النادي الملكي القوة المطلقة التي تتحكم في كل مفاصل اللعبة في إسبانيا.

أحدث حلقات هذا المسلسل المثير للريبة هو ضغط بيريز لتعيين الحكم الإسباني السابق ماتيو لاهوز رئيسًا للجنة الحكام في الاتحاد الإسباني لكرة القدم، وهو ما يُعزز فرضية أن هيمنة ريال مدريد لم تعد تقتصر فقط على أرضية الملعب، بل أصبحت تمتد إلى أروقة القرار التحكيمي والإداري.

إذا تحقق هذا السيناريو، سنجد أن أهم المناصب في كرة القدم الإسبانية باتت تُدار بأيدٍ مدريدية، فحاليًا:

رئيس الاتحاد الإسباني: ينتمي لريال مدريد

رئيس رابطة الليغا: له ميولات مدريدية واضحة

رئيس اللجنة الأولمبية الإسبانية: مدريدي

رئيس لجنة الحكام المحتمل: مدريدي

الحكام في المباريات المهمة؟ ربما قريبًا سيكونون لاعبين سابقين في ريال مدريد!

ماتيو لاهوز.. الحكم الذي "تفهمه" إدارة ريال مدريد جيدًا

ماتيو لاهوز، الذي تقاعد مؤخرًا من التحكيم بعد مسيرة حافلة بالقرارات المثيرة للجدل، كان واحدًا من أكثر الحكام الذين أثاروا الجدل في الليغا بسبب طريقته الفريدة في إدارة المباريات. البعض يصفه بالحكم الصارم، والبعض الآخر يعتبره حكمًا لديه ميولات واضحة تجاه ريال مدريد، خاصة بعد قراراته المثيرة للجدل في بعض المباريات الكبرى التي لعب فيها النادي الملكي.

الآن، ومع ضغط بيريز لتعيينه رئيسًا للجنة الحكام، تزداد المخاوف بشأن مستقبل التحكيم في إسبانيا، لأن وجود شخص مثل لاهوز على رأس الجهاز التحكيمي قد يكون بمثابة مسمار آخر في نعش نزاهة المنافسة في الليغا.

مع هذا السيناريو الذي يتجلى أمامنا، من غير المستبعد أن يصل نفوذ بيريز إلى حد التحكم في تعيين الحكام للمباريات الكبرى، خصوصًا الكلاسيكو والديربي. وإذا استمر هذا المسار التصاعدي في فرض سيطرة مدريدية على مؤسسات كرة القدم، فقد نصل إلى مرحلة يكون فيها حكم مباريات ريال مدريد لاعبًا سابقًا في النادي الملكي!

بل إن الوضع قد يتطور إلى درجة ساخرة بحيث يجد بيريز نفسه مجبرًا على النزول إلى أرضية الملعب في بعض المباريات الصعبة للتحكيم بنفسه، خصوصًا إذا كانت المواجهة أمام برشلونة أو أتلتيكو مدريد.

إن تحول أهم مفاصل الكرة الإسبانية إلى مراكز نفوذ تابعة لريال مدريد يضع مستقبل الليغا ومصداقيتها على المحك. فبدلًا من أن يكون الاتحاد الإسباني ورابطة الليغا ولجنة الحكام مؤسسات مستقلة تدير المنافسة بشكل عادل، أصبحنا أمام مشهد يُوحي بأن كرة القدم الإسبانية تسير نحو أن تصبح دوريًا خاصًا يخدم مصالح ريال مدريد بالدرجة الأولى.

الأسئلة التي تفرض نفسها بقوة هي: أين برشلونة وأتلتيكو مدريد وبقية الأندية من هذا الوضع؟ هل سيقبلون بأن يكونوا مجرد "كومبارس" في مسرحية مدريدية؟ وهل ستتدخل الفيفا أو الاتحاد الأوروبي لوضع حد لهذا التغلغل المدريدي؟

الأيام القادمة ستكون حاسمة، لكن مما لا شك فيه أن تعيين ماتيو لاهوز على رأس لجنة الحكام سيكون نقطة تحول خطيرة في مستقبل الكرة الإسبانية، وقد يجعلنا نتساءل: هل الليغا لا تزال منافسة رياضية، أم أنها تحولت إلى بطولة محلية تُدار وفق رغبات رجل واحد اسمه فلورنتينو بيريز؟

لا توجد تعليقات:

للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.

أضف تعليقك