العالم في أفق 2030 سيصاب بالسكتة القلبية

العالم في أفق 2030 سيصاب بالسكتة القلبية
شؤون أمنية وعسكرية / الجمعة 01 نوفمبر 2024 12:29:03 / لا توجد تعليقات:

مغربنا. 1-1 E/A Maghribona ما يهمنا اليوم ونحن نعيش على وجه هذه البسيطة، هو كيف نستجيب  لشعوب انقلبت حياتها ومستقبلها رأساً على عقب جراء الصراعات والأزمات. فبحلول عام 2030، سيعيش نحو نصف فقراء العالم في بلدان متأثرة بأوضاع الهشاشة والصراع والعنف . وتمثل هذه البلدان نحو 80% من حالات انعدام الأمن الغذائي الحاد، كما أنها تضم العدد الأكبر من أصل 100 مليون شخص تعرضوا للنزوح القسري. فلا يمكن تحقيق السلام الدائم أو الأمن الجماعي بدون إحراز تقدم مستدام نحو الرخاء والازدهار، وكذلك برفع يدها لتلك الدول المارقة المتعفنة الهمجية وعلى رأسها الولايات المتحدة الامريكية. ورغم وجود إقرارٍ متزايد بتداخل العلاقة بين العمل الإنساني والتنمية والعمل الدبلوماسي والأمن في الاستجابة للأزمات، فيجب ألا نفقد التركيز على الاستثمارات الأطول أجلاً، والتي تُعد ضرورية لتحقيق التنمية الاقتصادية ومنع الصراعات وحلها. وبينما يجتمع "القادة" لمناقشة كيفية دعم السلام في ظل تصاعد الصراع وعدم الاستقرار - من منطقة الساحل إلى أوكرانيا إلى الشرق الأوسط - فإننا بحاجة إلى ضمان أن تسهم المساعدات الإنمائية في أجندة الأمن الدولي على أفضل وجه. ويمكن لهذه المساعدات القيام بذلك عن طريق تحسين التنسيق والعمل والمنظور الإنمائي والابتكار. ونظراً لما نواجهه من تحديات معقدة، خاصة تعنت الدول المهيمنة ، والضرورة الملحة لتنفيذ أجندة العمل الإنمائي، هناك حاجة إلى تنسيق أفضل بين جميع الوكالات المعنية بالتصدي لحالات الأزمات. وتشكل المساعدات الإنمائية - إلى جانب المساعدات الدبلوماسية والعسكرية والإنسانية - إحدى الأدوات التي يستطيع المجتمع الدولي من خلالها الاستجابة لمعظم حالات عدم الاستقرار أو الصراع . لكن هذه الإجراءات التدخلية لا تقوم بمفردها، فمن أجل نجاحها، يجب أن تكون محددة بشكل دقيق حتى يمكن للإجراءات في مجال ما أن تكمل وتعزز الإجراءات المتخذة في المجالات الأخرى. ويمكن للجهات الفاعلة في مجال التنمية أن تساهم من خلال ما تنهض به من أعمال؛ فعلى المستوى المحلي، يمكنها القيام بدعم النمو الاقتصادي والحد من أوجه عدم المساواة التي يمكن أن تزعزع استقرار المجتمعات الهشة، وتحسين الحوكمة وعمل المؤسسات التي تشكل أساس الاستقرار، كما يمكنها تعزيز تقديم الخدمات لاستعادة الشعور بالكرامة وتجدد الأمل في المستقبل. وعلى المستوى العالمي، يمكنها تقديم المساعدة على امتصاص الصدمات، ومنها ما نجم عن الغزو الروسي لأوكرانيا من ارتفاع أسعار المواد الغذائية، أو التهديدات طويلة الأجل التي ترتبط بتغير المناخ. ويمثل انتشار الأزمات الدولية في الآونة الأخيرة تذكرةً قوية بأنه لا يمكن اعتبار السلام والأمن أمراً مُسَلَّماً به، الا اذا تنازلت الولايات المتحدة الامريكية والصين وروسيا عن جبروتهم والتوقف عن تدخلاتهم في القضايا الوطنية المحلية وخلق النعرات القبلية التي تؤجج الصراعات وديمومتها. فنحن المنتظم الدولي الذي لا يساند هؤلاء الأطراف على المستوى الاديولوجي والاقتصادي، بحاجة إلى التحرك العاجل، وإلى تغيير الطريقة التي تعمل بها الجهات الفاعلة الإقليمية الدولية معاً ، لكي يكمل بعضها بعضاً بشكل أفضل في الجهود التي يبذلها الجميع من أجل تعزيز الأمن الجماعي وتحقيق الرخاء والازدهار..

لا توجد تعليقات:

للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.

أضف تعليقك